ثانى خطر يهدد الدولة بعد الإرهاب.. هل تنجح الحكومة فى التصدى للزيادة السكانية؟
الخميس، 19 يوليو 2018 09:00 ص
اعتمد برنامج حكومة مصطفى مدبولى الذى نال ثقة البرلمان مؤخرا، على عدة أهداف استراتيجية من بينها تحسين مستوى معيشة المواطن المصرى من خلال عدة إجراءات تحفيزية وحملات دعائية توعوية، للحد من الزيادة السكانية والارتقاء بخصائص السكان، وتحقيق الانتشار السكانى بالمدن الجديدة.
ووفقا لتعداد السكان الأخير فى عام 2017، فإن الزيادة السكانية تجاوزت الـ2.5%، وأصبحت أحد أهم التحديات التى تواجه الدولة خلال الفترة الحالية، حيث تلتهم تلك الزيادة المرتفعة جدا ثمار النمو الاقتصادى، كما أنها تؤثر بالسلب على الخدمات تقدمها الدولة للمواطنين.
كما جاء بالمخطط الاستيراتيجى التى أعلنته الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بناء على تكليفات الرئيس السيسى، لتطوير المنظومة الصحية فى مصر، مشروعا قوميا للارتقاء بالخصائص السكانية، إلى جانب العمل على خفض معدلات الإنجاب من خلال التوعية بخطورة الانفجار السكانى وتأثيره على مشروعات التنمية والنمو الاقتصادى.
وفى هذا السياق، أكدت الدكتورة هالة زايد، أن الوزارة تخطط لمجموعة من البرامج التى تشجيع المواطنين على تنظيم الأسرة، كما انها تعمل على توفير وسائل التنظيم المختلفة، لمواجهة تلك الزيادة بالتوعية الطبية، إلى جانب دورها بالتعاون مع وزارتى الأوقاف والتعليم، فى نشر القوافل التى تضم الوعاظ والأئمة بالمحافظات المختلفة، لإقناع الأسرة على تبنى سياسة تنظيم الأسرة من أجل مستقبل أفضل.
وحول خطورة الزيادة السكانية، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن الدولة تولى هذه القضية اهتماماً بالغاً، وأن هناك خطة طموحة لخفض معدلات المواليد وتحسين الخصائص السكانية للمواطنين، وذلك بالتعاون مع جميع الوزارات والهيئات المعنية، مطالبة بتضافر وتكامل كافة الجهود للوصول إلى معدلات منخفضة، بما يعطى نتائج ملموسة على أرض الواقع من شأنها تحقيق التنمية المستدامة.
كما أكدت الوزيرة أن هناك بروتوكول تعاون مع البنك الدولى لدعم مشروع "تنمية مصر.. طفلين وبس" الذى تنفذه الوزارة، من أجل توعية المواطنين بفوائد المباعدة بين فترات الحمل، ومن ثم الحفاظ على صحة الأم والأطفال، بالإضافة لتوفير وسائل غير نمطية لتنظيم الأسرة.
وفى نفس السياق، أشارت وزيرة الصحة والسكان، إلى أن ملف السكان سيشهد تحولا كبيرا خلال الفترة المقبلة، للحد من الزيادة السكانية خاصة العشوائية، موضحة أن هناك عدة برامج جديدة للتوسع فى التوعية بمخاطر الزيادة السكانية، والوصول بخدمات تنظيم الأسرة لكل شبر فى الجمهورية بالتعاون مع مختلف الوزارات.
وخلال كلمته بافتتاح دورة "التوعية السكانية وتنظيم الأسرة" بمسجد النور فى العباسية، طالب الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بضرورة إيجاد حل واقعى لمشكلة الزيادة السكانية، واصفها بالمأساة التى تعتبر ثانى أكبر تحدى أمام الدولة بعد الإرهاب، لافتا إلى أن حجم الزيادة السنوية أكثر من 2 مليون ونصف بحسب ما أوضحته وزيرة الصحة والسكان، مؤكدا أنه يولى تلك القضية اهتمام كبيرا فى إطار تجديد الخطاب الدينى.
وكشف الدكتور محمد مختار جمعة أنه سيتم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتى الأوقاف والصحة خلال الفترة المقبلة، بشأن القوافل والدورات الخاصة بتنظيم الأسرة يشترك فيها الأئمة والواعظات مع الأطباء، مضيفا أن خطبة الجمعة 27 يوليو ستكون بعنوان "مخاطر الزيادة السكانية وضرورات التنظيم".
لم يتوقف دور الدولة فى محاربة ظاهرة الزيادة السكانية العشوائية عند وزارتى الصحة والسكان والأوقاف، بينما تنظم وزارة التنمية المحلية بالتنسيق مع مركز النيل للإعلام بالهيئة للاستعلامات، ندوات تثقيفية بعنوان "الزيادة السكانية والتنمية"، باعتبار أن الزيادة السكانية أكبر تحدى أمام التنمية الاقتصادية، حيث تلتهم نتاج النمو الاقتصادى، وتتسبب فى أن تدور عجلة التنمية تدور فى حلقات مفرغة.
ندوات وزارة التنمية المحلية حول خطر الزيادة السكانية تهدف إلى توعية المجتمع بأهمية تنظيم الأسرة، وإعادة التوزيع الجغرافى للسكان بالمدن الجديدة، إلى جانب إنشاء مشروعات كثيفة العمالة، للاستفادة من هذه الطاقات البشرية، وتحويلها لموارد تساعد فى النمو الاقتصادى ومشروعات التنمية.
المجلس القومى للمرأة أيضا ضمن مؤسسات الدولة التى تحارب الزيادة السكانية العشوائية، حيث تؤكد الدكتورة مايا مرسى رئيسة أن الحد من الزيادة السكانية قضية قومية وليست قضية مؤسسة بمفردها، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب تكاتف كافة جهات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدنى، مشددة على ضرورة عودة حملات التوعية بوسائل الإعلام، مشيدة ببرامج وزارة التضامن فى هذا الشأن.
كما طالب برلمانيون بضرورة تحرك جميع أعضاء الحكومة إلى جانب منظمات المجتمع المدنى ورجال الدين، لمواجهة هذا الخطر الداهم، وضرورة نشر التوعية بشكل كبير بين المواطنين، بالإضافة إلى التحذير من عدم الاهتمام بتنظيم النسل، لأنه لو لم تواجه الدولة خطر الزيادة السكانية ستصبح كارثة تهدد الأمن القومى للبلاد.
اقرأ أيضا:
لتقديم خدمة تليق بكرامة المواطن.. كيف تتصدى وزيرة الصحة للمقصرين فى علاج المرضى؟
أقل دول العالم في عدد الأطباء والتمريض.. كيف تواجه وزيرة الصحة تحديات التطوير؟
لرفع النمو الاقتصادى للدولة.. كيف تخطط الحكومة لمواجهة خطر الزيادة السكانية؟