رحلة إحياء «أحذية باتا» تبدأ من هنا: قصة شركة رفضت الاستسلام
الإثنين، 16 يوليو 2018 11:00 م
من منا لم يرتدي يوما حذاء الشركة المصرية لصناعة الأحذية «باتا»، وافتخر بذلك أمام أقرانه، قبل أن تمتد يد الإهمال لتنل من الشركة العريقة، شأنها شأن كثير من الشركات التابعة للقطاع العام التي أصباها «الخراب»، في ظل تبني نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك سياسة خصخصة شركات القطاع العام، إلى أن وضعت ثورة يناير حدا لتلك السياسات.
ومع تطلعات الحكومة، لإعادة الثقة في المنتج المحلي وإعادة إحياء شعار «صنع في مصر»، بدأت خطة تطوير فروع الشركة، لتنهي أعوام الخسائر وتحقق الشركة أرباحا بدلا من الخسائر خلال العام المالي الحالي، مع استهداف نسبة أرباح في العام الجديد تصل إلى 5 ملايين جنيه.
ومن المتوقع أن تحقق «باتا» التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية وهي إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال، أرباحا تصل إلى نحو 3 ملايين جنيه بنهاية العام المالي 2017-2018، بعد سنوات من الخسائر، جراء ضعف التمويل وضعف آليات التسويق في الشركة، ما أخرجها من أسواق المنافسة.
أحد فروع شركة باتا للأحذية
عملت شركة «باتا» خلال الفترة الماضية على إدخال عدد من الماكينات الجديدة لأول مرة منذ فترة طويلة للارتقاء بمستوى العمل، بحسب المهندس شكري حماد رئيس مجلس إدارة «باتا»، الذي أكد أن الفترة المقبلة تشهد ضخ استثمارات جديدة في الشركة.
قد يعجبك: «الإحصاء» يفجر مفاجأة بشأن حوادث القطارات: %80 منها بسبب البوابات
وتأسست شركة «باتا للأحذية» عام 1894 في قرية زلين في جنوب جمهورية التشيك، من قبل الأخوة توماس وأنطونين وآنا باتا، وهي العائلة التي تعمل في صناعة الأحذية لأكثر من 3 قرون. و«باتا» هو اسم لعائلة بلجيكية قرّر أبناؤها توماس وأنطونين إنشاء شركة متخصصة في صناعة الأحذية، وذلك في عام 1894.
وفي عام 1914، ازداد نشاط شركة «باتا» مع الحرب العالمية الأولى من خلال مبيعاتها للعسكريين وتوسعت في فروعها حول العالم، ليأتي عام 1961 ويشهد تأميم فروع الشركة العالمية في مصر، لتنفصل الفروع التجارية في القاهرة عن الشركة الأم بأوروبا.
صوت الأمة في أحد فروع باتا
«حماد» أضاف لـ «صوت الأمة»، أن تصنيع أحذية «السفتي» سيكون رأس حربة الشركة في عملية التطوير، وتراهن الشركة أنه سيدر أرباحا خلال العام المالي الجديد، مشيرا إلى أن رؤية تطوير الشركة تقوم على الناحية التجارية والصناعية، فهي ليست شركة صناعية فقط، ومن خلال هذه الرؤية نقوم بتجديد الفروع والارتقاء بمستوها للوصول إلى مستوى A-B.
وأوضح رئيس «باتا»، أن رؤية التطوير تعمد على جودة المعروض، ووضع كاميرات مراقبة وربط الفروع عن طريق شبكة داخلية، ورفع مستوى العاملين في فروع الشركة المختلفة علي مستوى الجمهورية، التي تصل لحوالي 100 فرع، وذلك لتحقيق نمو في حجم المبيعات يصل إلى 50 مليون جنيه العام المالي 2018-2019 مقابل 27 مليون جنيه العام المالي الماضي.
وفي عام 1996، تم تصفية 86 فرعًا من فروع «باتا» وبيعت جميعها، ولم يتبق منها سوى 100 فرع تعمل الشركة القابضة للصناعات الكيماوية على إحياء الماركة العالمية في مصر مرة أخرى، عبر عمليات تطوير مستمرة تجريها الحكومة، ساعية من خلالها عبر قطاع الأعمال، إلى عودة العلامة التجارية الأشهر في مصر.
باتا تأمل في العودة للمنافسة
رئيس شركة «باتا»، أكد على ضخ استثمارات تقدر بـ 11.2 مليون جنيه العام المالي المقبل لتنفيذ إصلاحات لبعض الماكينات، وإضافة ماكينات خياطة حديثة وتطوير معمل القياس، مع شراء فورم جديدة، وشراء آلة تصنيع الحذاء (السفتي) بـ 5.2 مليون جنيه. «هو حذاء تسعى الشركة لتسويقه بشكل كبير لزيادة الإيرادات» يضيف حماد.
قد يعجبك: الحياة تعود لمدينة السلام.. نسبة الإشغال في شرم الشيخ تبشر بتعافي السياحة
وبحسب حماد، فإن «باتا» تسعى إلى زيادة معدل نمو النشاط التجاري، عبر شراء منتجات عالية الجودة وعرضها في الفروع المختلفة، إضافة إلى تطوير 13 فرعا بـ 1.75 مليون جنيه، وافتتاح فروع جديدة في حلوان ومدينة 6 أكتوبر، إلى جانب فرع الحوامدية بمحافظة الجيزة، كما تستهدف الشركة تحقيق أرباحا تصل لنحو 5.6 مليون جنيه العام المالي 2018-2019.. فهل تعود الشركة العريقة إلى سابق مجدها؟