احترس من الشير.. كيف تجعلك الشائعات شريكا للإرهابين من حيث لا تعلم؟
الثلاثاء، 17 يوليو 2018 04:00 ص
تعتمد الجماعات الإرهابية اعتمادا كبيرا على استخدام مواقع التواصل الاجتماعى فى تحقيق أهدافها من خلال نشر الشائعات وتداولها على نطاق واسع للتأثير على معنويات المواطنين وبث الاكاذيب.
ودون أن تدرى وربما بضغطة زر على مفاتيح "الكيبورد" قد تصبح شريكا للإرهاب والإرهابيين، من خلال تدوال أو " شير " لأى معلومة أو فيديو غير معروف مصدره ومدى صدقه وأهدافه الحقيقة، وهو ما تعتمد عليه الجماعات الإرهابية باستغلال حسن النوايا وعدم الخبرة واللعب على المشاعر والعواطف لخفض الروح المعنوية وتحقيق أهدافها على المدى القريب والبعيد، والأمثلة على ذلك كثيرة.
وبنظرة سريعة على التسريبات المفبركة التى تستخدمها وتبثها الجماعات الإرهابية بين حين وأخر وتحليلها والنظر إلى توقيت بثها ندرك ببساطة هذه الأهداف ، وندرك أيضا أن الكثيرين سقطوا فى هذا الفخ بتداول هذه الفيديوهات.
ومع كل بطولة من بطولات قواتنا المسلحة وكل انتصار يحققه خير أجناد الأرض فى الحرب على الإرهاب ومواجهته، نرى هذه الجماعات تبث أحد الفيديوهات للتأثير على الروح المعنوية والتقليل من هذه البطولات.
وبعد كل ندوة من الندوات التثقيفية التى تعقدها القوات المسلحة تظهر فيها نماذج من بطولات قواتنا المسلحة وبطولات جنودنا وصمود أسر الشهداء وإصرارهم على استكمال المسيرة، يشتعل غضب الجماعات الإرهابية وتحاول بث الشائعات والفيديوهات المفبركة فى محاولة يائسة لخفض الروح المعنوية للجنود وأسرهم ، وتشكيك المواطنين فى هذه البطولات وما يحققه أبطالنا من انتصارات.
وظهر ذلك بوضوح ولأول مرة فى الندوة التثقيفية السادسة والعشرين التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، المجندان "محمد رمضان ومحمد أحمد" ، اللذان دهسا سيارة مفخخة بواسطة المدرعة التى كانا يستقلانها بأحد الأكمنة بالعريش لينقذا الكمين والمدنيين على الطريق، تحدثا في الندوة بثبات وقوة الاسود قائلان: "إحنا مانعرفش الخوف لأننا على حق وهما على باطل..الشجاع بيموت مرة واحدة لكن الجبان بيموت ألف مرة"
وبلهجة صعيدية وإيمان وعقيدة ثابتة يتميز بها الجندى المصرى حكى كل منهما تفاصيل ما جرى: وكيف وجه أحدهما مدفع الدبابة وتعامل بالنص بوصة والموازى لحماية الدورية والمدنيين اللى على الطريق، فى ملحمة تحدثت عنها كل وسائل الإعلام العالمية لتشهد بكفاءة وتضحية وصلابة الجندى المصرى، بينما قال سائق الدبابة : " لقيت العربية هتنفجر فى الكمين والدورية فقررت أطلع عليها، ربنا بيلهمنا الصبر ومانعرفش الخوف وقادرين ننضف البلد من التكفيريين ولو اتعاد الموقف هكرره مرة واتنين وعشرة "
لم يفكر أى من الجنديين فى نفسه رغم أن ما فعلاه كان نتيجته المتوقعة انفجار السيارة المفخخة واستشهادهما، وانصب تفكيرهما على كيفية إنقاذ الكمين والمدنيين حتى وإن كان الثمن حياتهما، فكر كل منهما بسرعة وحكمة واحترافية ولم ينتظر أمرا بالتضحية، ولكن اتخذ كل منهما قرارا فوريا بالاستشهاد، رغم حداثة سنهما ورغم أن مدة تجنيدهما لا تتعد 3 سنوات.
تعلم المحمدان وغيرهما من المجندين والضباط فى مصانع الرجال وعرفوا كيف يتم صناعة بطل وكيف تصبح التضحية والفداء والإقدام والقدرة على اتخاذ القرار جزءا من التكوين، حتى أبهرت العقيدة العسكرية للجندى المصرى كل العسكريين ووسائل الإعلام فى العالم وأثارت دهشتهم، ووصف المتخصصون العسكريون فى العالم بطولة المحمدان بالنادرة وقالت وسائل إعلام اسرائيلية "ليتنا بمثل هذه الشجاعة".
وخلال هذه الندوات التثقيفية يظهر مدى قوة وصلابة أسر الشهداء وهو ما يثير غيظ وأحقاد الجماعات الإرهابية ، لأننا الدولة لا تنتصر على الإرهاب بالأسلحة فقط ولكن بالروح المعنوية والعقيدة الراسخة فى نفوس الجنود والضباط وأسرهم، فيتمنى الطفل أن يقدم روحه مثل أبيه فداء للوطن، وهو ما أكده الطفل حمزة ابن الشهيد البطل الأسد أحمد المنسى الذى ارتدى زيا عسكريا فى جنازة أبيه، ليؤدى التحية العسكرية لجثمانه محاولا أن يتمالك دموع طفل فقد أباه، كما أداها أمام الرئيس السيسى فى الندوة التثقيفية وكأنه يعد بأنه سيكمل مسيرة والده، قائلا : "نفسى ادخل الكلية الحربية عشان أبقى بطل زى بابا "
وما أكثر هذه النماذج التى تلهبت الحماس ومشاعر الفخر فى النفوس وترفع الروح المعنوية للجميع جنودا وضباط ومواطنين وأسر شهداء، وأثارت الرعب فى نفوس الإرهابيين الذين يدركون انتصار الدولة على الإرهاب طالما يتحلى الجنود والضباط بهذه العقيدة وتتمتع الأسر بكل هذا الصمود والقوة.
وأدركت الجماعات الإرهابية أنها لن تصمد أمام هذه الروح المعنوية والعقيدة التى تصنع المعجزات مهما امتلكوا من أسلحة وارتكبوا من جرائم، وعرفوا أن هذه الروح أقوى من كل أسلحتهم ومؤامراتهم، فأرادوا كسر هذه الروح ، حيث أيقن هؤلاء الإرهابين أن استخدام الحرب النفسية، قد تكون أكثر تأثيرا من استخدام السلاح، وهو ما فعلوه فى عملية الواحات الإرهابية مستخدمين تسريبات مفبركة حول ما حدث، فانساق البعض وراءهم محققا أهدافهم دون إدراك أو وعى .
وانتشرت التسريبات بعد العملية الإرهابية بهدف التأثير على معنويات الجنود والضباط والمواطنين، من خلال بث السموم وكسر الروح المعنوية والتأثير على العقيدة الثابتة لدى الجنود والضباط والإيهام بأن النجاة ستكون لمن يترك سلاحه ويفر أمامهم.
وتستخدم هذه التسريبات المفبركة أقذر الأساليب النفسية لاستفزاز أسر الجنود والضباط والوقيعة بينهم وبين مؤسسات الدولة، والادعاء بأن الأجهزة الأمنية تفرط فى رجالها،ولكن لم ينجح الإرهابين فيما خططوا له، فها هو اللواء محمد حلمى مشهور يتفحص جثمان أبنه الشهيد البطل إسلام مشهور فور وصوله، ليتأكد أنه تلقى الرصاص فى صدره ويحمد الله أن ابنه مات مقبل غير مدبر، وأنه واجه الإرهابيين ولم يفر أمامهم ، مؤكدا أنه على استعداد للتضحية بابنه الثانى فداء لتراب مصر.
وهكذا تستخدم الجماعات الإرهابية كل أنواع الشائعات للتأثير على الروح المعنوية للمواطنين ، والجنود لأنها تدرك أن هذه الروح هى أقوى سلاح سيقضى عليها ، لكن أخطر ما فى الشائعات التى تبثها الجماعات الإرهابية أن البعض يقع فى الفخ ، ويتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعى، غير مدركين أنهم يقدمون خدمات جليلة للجماعات الإرهابية ويحققون أهدافها، بما يفوق استخدام الأسلحة والرصاص، وهو ما ينبغى معه الحذر حتى لا يشارك أحد دون أن يدرك فى تنفيذ مخططات الجماعات الإرهابية وأن نكون أداة يتلاعبون بها.