إن لم تجدني على مكتبي سأكون على قمة جبل.. كيف تستفيد «السياحة» من الرحالة عمر سمرة؟
الإثنين، 16 يوليو 2018 10:00 صمصطفى الجمل
كان مثله مثل كثيرون من أبناء جيله يخشون على ترك وظيفتهم التي تضطرهم للبقاء على مكاتبهم لأكثر من 12 ساعة متواصلة خشية أن تضيع أحلام الحياة بالحد المتوسط إن تركوا الوظيفة مقابل أداء عمل يحبونه.
عمر سمرة، أو كما يعرف إعلامياً بأول مصري يصعد قمة جبل ايفريست، قرر أن يكمل سلسلة الاستثنائيين المعدودين على الأصابع، وينفض كل مخاوفه من على كاهله، ويترك وظيفته المرموقة في مجال البنوك بلندن وهونج كونج، مقابل أن يلف 12 بلداً في 370 يوماً.
«حينما لا أكون في مكتبي أعمل لمدة 12 ساعة، ستجدني على قمة إحدى الجبال»، الجملة السابقة على لسان عمر من الموقع الرسمي الالكتروني لشركته «وايلد غوانابانا»، التي أسسها في بلده مصر لتكون أول شركة سياحية متخصصة في تسيير رحلات صديقة للبيئة.
يؤمن «سمرة» أن الناس فيما هو مقبل ستقتني التجارب أكثر من الممتلكات، ولذلك فهو يعمل جيداً على مشاركة أصدقائه وأبناء بلدته تجاربه التي تعلمها من زيارته لبلاد القارات السبع، والتي أصقلته بخبرات ودروس أكثر بكثير من تلك التي تعلمها في الكتب والمدارس.
يركز سمرة في الرحلات التي تسيرها شركته، على اختيار النشاطات الصديقة للبيئة، فمثلاً شركته لا تطبع الأوراق، كما أنها لا تقدم لعميلها الفنادق التي تستهلك الكثير من المياه والكهرباء أو أي من مصادر الطاقة، بالإضافة إلى أنها توفر مدن تمكن المسافر من التعرف على المزيد من السكان والبلاد والأصدقاء.
التقى عمر منتصف الأسبوع الماضي الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، وناقش معها تأخر مصر عن الاستفادة من سياحة المغامرات، والتي أصبحت من أسرع الأنماط السياحية نمواً في الفترة الأخيرة ورواجاً بين الشباب، وأكد للوزيرة استعداده للمشاركة في الترويج لسياحة المغامرات، بعد أن قدم شرحاً عن طريق "درب سيناء" أول درب مشى طويل فى مصر، الذي يبدأ وينتهى عند خليج العقبة مرورا بجبل سانت كاترين بطول 550 كم، ويمنح السائرين فيه فرصة لرؤية أفضل طبيعة برية فى مصر، والتعرف على سكان المنطقة وتراثها.
يذكر أن مجلة «واندرلاست» للرحلات وصفت درب سيناء بأنه أفضل الدروب الطبيعية بالعالم، كما حاز على جائرة «وايدر وورلد» التى منحتها الهيئة البريطانية لكتاب الرحلات عام 2016 باعتباره أفضل مبادرة سياحية جديدة.