إن جاءكم فاسق بنبأ.. كيف خدع أعداء الوطن نشطاء مواقع التواصل؟
الأحد، 15 يوليو 2018 11:00 ممصطفى الجمل
«إذا تم العقل نقص الكلام»، هكذا لخص الإمام علي بن أبي طالب قيمة الكلمة ودورها في البرهنة على رجاحة العقل وتمامه، مكملاً ما قاله من درر في فن الكلمة وقيمتها وخطورتها، لكونها سلاحاً ذو حدين تقيم دولاً وتهدم أمماً، سهلة المخرج لا رقيب عليها وغير مأمون عواقبها.
في الفترة الماضية، ضربت مواقع التواصل الاجتماعي أمواج من الشائعات التي لا تستهدف سوى زعزعة استقرار الدولة المصرية، وإيقاف عجلة الانتاج المندفعة بقوة للوصول إلى نهضة اقتصادية حقيقية، فراحت كتائب الجماعة الإرهابية تنتشر من خلف الكيبورد على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تدس الأكاذيب كما تنثر الملح فوق الرؤوس.
كانت آخر تلك الشائعات ما ذكرته أحد الصفحات على لسان وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، بأنها ستسبدل صوت «سارينة الإسعاف» بصوت يردد «تحيا مصر»، ووقع النشطاء في هذه الكذبة وراحوا ينشرون صورة الخبر الموضوع عليها كذباً شعار بعض المواقع المصرية وكأنه خبر حقيقي، سمعوه بأم آذانهم من فم الوزيرة، كما نسب للوزيرة أيضاً تصريح كاذب يقول:«المريض اللى بيموت داخل مستشفى حكومى من حق المستشفى بيع أعضاءه والاستفادة منها لسداد ديون مصر»، في حين أن الوزارة لم تصدر أى بيانات بشأن هذا الموضوع.
ونصبت الجماعة الإرهابية نفسا قاضية، وقررت زوراً الحكم بتبرئة رئيس مصلحة الجمارك بالإسكندرية من متهمة تلقيه رشوة مالية مقابل تسهيله بعض الأمور المخالفة للقانون، وصرفه من سرايا النيابة، ولم تكتف الجماعة بهذا الحد، بل زادت البيت شطراً، وأعلنت أن الرجل منع شحنة من الأرز البلاستيك لحساب جهة أمنية فتم اتهامه بالرشوة، في حين أن تحقيقات الرقابة الإدراية والنيابة العامة أكدت تورطه بتقاضى رشوة بالعملات المحلية والأجنبية، كما حصل على الرشاوى من بعض المستخلصين الجمركيين مقابل تهريب بضائع محظور استيرادها، ودون سداد الرسوم الجمركية المستحقة عليها.
لم تقف الشائعات المثيرة للضحك عند هذا الحد، فبنسفس الأسلوب نشرت لجان الجماعة الإرهابية، صوراً لمواقع مصرية تنقل على لسان وزير التموين تصريحاً تقول فيه إن «رغيف العيش» سيضاف إليه مادة تحد من الخصوبة لإيقاف الكثافة السكانية، وهو الأمر الذي سار خلفه نشطاء هذه المواقع دون روية أو تعقل أو مراجعة لمصدر التصريح.
عدد من خبراء الإعلام، حذروا من خطورة هذه الشائعات على الحالة الاجتماعية للشعب بصفة عامة، والشباب المتواجد على هذه الصفحات بصفة خاصة، فقال الدكتور حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام الأسبق إن مواقع التواصل الاجتماعي باتت مصدراً للأخبار عند عدد كبير من الشاب، في حين أن معظم الأبحاث أكدت أن المعلومات على هذه الوسائل إما مغلوطة أو مغرضة أو ناقصة، وتستغلها بعض الجماعات التكفيرية في نشر فكرها، وبث الفرقة بين أطياف المجتمع، وتشكيك الشعب في رموزه، ولافرق في هذا بين من هو على قيد الحياة ومن فارقها، وهنا يستدعى دور الإعلام المهني الحقيقي، الذي لابد أن يعي خطورة هذه المعركة ويقوم بما عليه من واجبات تجاه توضيح الحقائق والمعلومات من مصادرها الموثوقة، بعيداً عما هو موتور على مواقع التواصل الاجتماعي.