لماذا تراجعت «سكيننة» عن اعتزال الفن بعد لقاءها الشيخ الشعراوي؟

يرتبط الجمهور ارتباطًا شديدًا بالفنانة سهير البابلى، التى استطاعت تجسيد كل الشخصيات بمهارة وخفة ظل واحترافية، فأبدعت فى أدوار الهانم المتعالية التى جسدتها فى دور «بكيزة هانم»، كما أبدعت فى أدوار بنت البلد التى تنتمى إلى المناطق الشعبية في دورها بـ«ريا وسكينة»، وقدمت للمسرح والسينما والتلفزيون مئات الأعمال التى  حققت نجاحا منقطع النظير.

 

رغم ابتعاد البابلى منذ فترة عن الساحة الفنية إلا أنها لم تعتزل الفن ولم تبتعد عن جمهورها، تخرج بين حين وآخر مع ابنتها الوحيدة نيفين للتسوق أو لحضور بعض المناسبات.

 

تفرح حين يستقبلها الناس كبيرهم وصغيرهم بحفاوة، تتبادل معهم الحديث بخفة ظل، تجعلهم يشعرون أن ما يربطهم بها ليس مجرد علاقة بين فنانة وجمهورها، ولكنهم يرون فيها «أمًا» تحمل قلب «حبيبة» يسع الجميع، لديه قدرة وصبر «أبلة عفت» على استيعاب الاختلافات وتقويم المشاغبين، وشعبية «سكيننة» فى مسرحية «ريا وسكينة»، وبرجوازية «بكيزة».

 

 

 

 

تاريخ فنى وإنسانى زاخر تحمله فنانة من مواليد محافظة دمياط، عشقت الفن والمسرح وظهرت موهبتها فى سن مبكرة. التحقت بمعهد الفنون المسرحية ومعهد الموسيقى، وقدمت أقوى المسرحيات، منها: «مدرسة المشاغبين»، و«نرجس»، و«ريا وسكينة»، و«على الرصيف»، و«نص أنا ونص أنت»، و«الدخول بالملابس الرسمية»، و«عطية الإرهابية».

 

قدمت أعمالا سينمائية وتليفزيونية حفرت فى أذهان الجمهور، منها «يوم من عمرى»، و«ليلة عسل»، و«بكيزة وزغلول»، و«استقالة عالمة ذرة»، و«أخطر رجل فى العالم»، و«الشاهد الوحيد»، و«توالت الأحداث عاصفة»، و«عم حمزة».

 

احتكرت البابلى أدوار البطولة فى المسرح بلا منازع، وقدمت مسرحيات سياسية واجتماعية صارت علامات فى تاريخ المسرح، وقررت فى قمة النجاح وأثناء عرض مسرحية «عطية الإرهابية» ارتداء الحجاب واعتزال الفن، تأثرا بابنتها الوحيدة «نيفين الناقورى» التى تشبهها كثيرا، تعمل في تدريس وتحفيظ القرآن.

 

وقالت البابلى عن هذا القرار: «إنها خافت من لقاء الله وأرادت ارضاءه، فقررت ارتداء الحجاب والاعتزال عام 1997»، تحدثت في تصريحات صحفية عن لقائاتها بالشيخ متولي الشعراوى والدكتور مصطفى محمود، تسألهم عن أمور الدين.

 

بحسب تصريحاتها، الشيخ الشعراوى كان يناديها باسم «سكيننة»، ووقت التقى بها في موسم الحج، قال لها: «وماله لو مثلتى وإنتى بالزى ده، وتوصلى رسالة مفيدة وهادفة للناس، الناس بتشوف التليفزيون أكتر ما بتروح الجامع، وممكن تسمع منك أكتر ما تسمع منى».

 

 

 

زارت سهير البابلى الشيخ الشعراوى أكثر من مرة بصحبة عدد من الفنانات، واصطحبت معها فى إحدى المرات السندريلا سعاد حسنى قبل سفرها الأخير إلى لندن، كما أكت ابنتها نيفين فى تصريحات لـ«صوت الأمة».

 

وبعد اعتزالها لمدة تجاوزت تسع سنوات قررت سهير البابلى العودة للتمثيل عام 2015 بشروط، فقدمت مسلسل «قلب حبيبة» مرتدية الحجاب، وهو ما عرضها لانتقادات لم تعبأ بها وقالت: «هل يريدوننى أن أمثل عارية كى أرضيهم».

 

بعدها دخلت «البابلى» تجربة فنية أخرى فى مسلسل «قانون سوسكا» ولكنه لم يكتمل بسبب مشكلات الإنتاج. لا ترفض الفنانة الكوميدية العودة للتمثيل ولكنها تشترط أن يكون العمل هادفا يخلو من الإسفاف، تقول ابنتها إنها لا زالت تتلقى عروضا بتقديم برامج اجتماعية إذاعية وتليفزيونية.

 

لم تنقطع علاقة «حبيبة» بصديقتها «شادية»، كذلك يداوم كلا من يسرا وإسعاد يونس «زغلول» على الاتصال بها، وتحرص على متابعة الأحداث السياسية، وتشارك فى لقاءات ومناسبات عامة.

 

تبدأ يومها باللعب مع أحفادها ومداعبتهم، ولا تتركهم إلا للصلاة وقراءة القرآن والذكر والتسبيح، كما تشارك ابنتها وزوج ابنتها الداعية رضا طعيمة جلسات تفسير ومناقشة حول الأمور الدينية، كما تداوم على صيام داود طوال العام، فتصوم يوما وتفطر يوما.