أطفال المريوطية.. موت على مرأى الجيران
الأحد، 15 يوليو 2018 04:16 م
وقائع مفجعة، تتكشف يوما بعد يوم فى جريمة المريوطية البشعة، التى راح ضحيتها ثلاثة أطفال، تتراوح أعمارهم بين عامين و4 أعوام، وصدمتنا جميعًا قسوة وبشاعة مشهد العثور على جثثهم فى حالة «تعفن»، ملقاة بأحد شوارع منطقة المريوطية بحي فيصل.
الطب الشرعى انتهى إلى أن سبب الوفاة نتيجة اختناق على أثر حريق ظهرت أثاره على أجسادهم الصغيرة.
بعد أيام من العثور على جثث الأطفال الثلاث، بدأت خيوط الجريمة تنفك خيطا وراء الآخر، حتى توصلت أجهز البحث إلى المنزل، الشاهد على الجريمة البشعة، والذى سكن فيه الأطفال مع والدتهم التى تعمل فى ملهى ليلى، واستأجرت هذه الشقة منذ شهور لتقيم فيها مع أطفالها الذين أنجبت كل منهم من أب مختلف تزوجته عرفيًا، ومع زوج أخر وصديقة تعمل معها فى الملهى الليلى.
تبين أن الأم كانت تترك أطفالها وحدهم، وتغلق عليهم شقتها ليلا حتى الصباح، لتذهب إلى عملها بالملهى، واشتعلت النيران أثناء غيابها، ما نتج عنه احتراق واختناقهم ووفاتهم في الحال، بعد تعفن الجثث أرادت الأم التخلص منها فنقلتهم بصحبة صديقتها وابنتها التى تبلغ من العمر 9 سنوات، وألقتهم فى الشارع.
الأكثر بشاعة ورعبا من هذه التفاصيل الوحشية، ما رواه شهود العيان والجيران عن معاناة «أطفال المريوطية» قبل مقتلهم، حيث أكدوا أنهم كانوا دائمي الصراخ والبكاء والجلوس وحدهم فى المنزل وتعرضوا للتعذيب، وأن الجناة كانت طباعهم غريبة وكان يقيم معهم رجل لا يعرفون طبيعة علاقته بالأسرة، مؤكدين أن الجناة سكنوا المنزل منذ شهور، وكانوا دائمى الاعتداء على الأطفال بالضرب والتعذيب، حتى أن الطفل الصغير أصيب بحروق شديدة فى يده، جراء هذا التعذيب.
رغم كل الريبة التى تحيط بالمتهمين، وشكوك الجيران التى دارت حولهم وعدم تأكدهم من أن هؤلاء المعذبون أبناء لهذه الأسرة أم أنهم مخطوفون، ورغم أن الجيران أكدوا أن الأطفال تعرضوا للتعذيب والحبس باستمرار لم يفكر أحد فى إنقاذهم أو إبلاغ الشرطة عن هذه الأسرة المريبة وتركوا الأطفال لمصيرهم المتوقع فى هذه الظروف القاسية والوحشية وهو الموت تعذيبا وحرقا وحبسا.
تركهم الجميع رغم أن العذاب كان على مرآى ومسمع الجيران، حتى وقتما انبعثت رائحة الدخان والنيران من الشقة، أراح الجميع ضمائرهم بإجابة المتهمين بأنهم يشوون لحمًا، بينما كانت أجسادهم الهزيلة تحترق، وأنفاسهم تختنق حتى صعدت أرواحهم إلى بارئها، تشكو قسوة وسلبية الجميع، حتى بعد تعفنهم وانبعاث العفن من الشقة، إلى أن قرر المتهمون التخلص من جثامينهم وإلقاءها فى الشارع.
هكذا شارك الجميع فى قتل أطفال المريوطية إما بالقسوة أو السلبية، الأمر لن ينتهى إلى هذا الحد، فمن الممكن أن تزهق أرواح المزيد من الأطفال المختطفين أوممن نزعت من قلوب أسرهم الرحمة، حال لم يتحرك لإنقاذهم أحد، ليبقى السؤال: ماذا لو تخيل أي منّا ابنه مكان هؤلاء الأطفال؟، هل يتمنى أن يظل الجميع شاهدا على مثل هذه البشاعة دون أن يمد يده لإنقاذ الأرواح البريئة؟ بالطبع لا.