سراج منير.. ابن الذاوت الذي تسبب في وفاة والده
الأحد، 15 يوليو 2018 12:00 محسن شرف
كانت دراسة الطب في السنوات الأولى من القرن العشرين، حلمًا يراود الذوات، ويسعى كل منهم أن يلتحق نجله بمدرسة للطب، وكان المقتدر منهم يحرص على إرسال نجله إلى تعلم الطب في الخارج، وهو ما فعله الفنان الراحل سراج منير الذي سافر إلى ألمانيا لدراسة الطب، لكنه سرعان ما تخلى عن حل والده، لتحقيق حلمه بدراسة التمثيل.
حلمه بدأ معه في مدرسة الخديوية، حيث كان عضوًا في فريق التمثيل بالمدرسة، وبدأت عنده هواية التمثيل بعد حادثة طريفة عام 1922، فقد دعاه بعض أصدقائه إلى سهرة في منزل أحدهم، وحينما وصل إلى المنزل المقصود، فوجئ بأن السهرة عبارة عن مسرح نصب في حوش المنزل.
واشترك الحاضرون في تمثيل إحدى المسرحيات، وكان سراج منير هو المتفرج الوحيد، وتركت هذه الحادثة أثرًا في نفسه، حيث ولدت في داخله هواية التمثيل، وبالتالي أصبح عضوًا في فريق التمثيل بالمدرسة، واستمر كذلك حتى أنهى دراسته الثانوية وسافر إلى ألمانيا لدراسة الطب.
يصادف اليوم الأحد الموافق 15 يوليو، ذكرى ميلاد سراج منير، والذي ولد عام 1904، في باب الخلق، ووالده هو عبد الوهاب بك حسن وكان مديرا للتعليم في المعارف، ومن أخوته المخرجان السينمائيين حسن وفطين عبد الوهاب.
ولقلة المبلغ الذي ترسله له أسرته في ألمانيا، بحث سراج منير عن مصدر آخر يزيد به دخله أثناء الدراسة، عندها تعرف في أحد النوادي على مخرج ألماني سهل له العمل في السينما الألمانية مقابل مرتب ثابت، وبدلاً من العكوف على الدراسة، أخذ يطوف استوديوهات برلين، عارضاً مواهبه حتى استطاع أن يظهر في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وبالتالي صرفه عمله الجديد عن دراسة الطب، فهجرها لدراسة السينما، وهو ما تسبب في وفاة والده بعد تعرضه لصدمة من الخبر.
وفي ألمانيا التقى سراج منير بالفنان محمد كريم، حيث درسا الإخراج السينمائي معاً، وبعد عام واحد في برلين، انتقل إلى ميونخ حيث كان يوجد أكبر مسرح في ألمانيا، وكان معه في تلك الفترة الفنان فتوح نشاطي.
وتلقى سراج منير برقية من فرقة مصرية للمسرح تستدعيه للعمل معها، قبل أسابيع من بداية الحرب العالمية الثانية، وكانت البرقية بمثابة المنقذ من الأسر بالنسبة له، حيث بدأت ألمانيا الحرب بدخول النمسا، وتفاقمت الأوضاع، ولم يتمكن مصري واحد من الخروج من ألمانيا إلا بعد ست سنوات، إلا أنه فلت من الأسر ببرقية.
وتم زواجه من الفنانة الراحلة ميمي شكيب عام 1942، واستمر زواجهما قائما حتى رحل «منير» عن الحياة عام 1957، واعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والاحترام بينهما في تلك الفترة، ومن أشهر الأفلام التي جمعت بينهما وكانا في معظمها يجسدان دور الحبيبين أو الزوجين، «الحل الأخير» عام 1937 و«بيومى أفندي» عام 1949 و«نشالة هانم» عام 1953 و«ابن ذوات» و«كلمة الحق» عام 1953.