في ذكرى رحيلها.. هل كانت «أسمهان» عميلة لـ«المخابرات البريطانية»؟
الأحد، 15 يوليو 2018 12:00 ص
في مثل يوم أمس عام 1944، رحلت عن عالمنا المطربة الكبيرة آمال الأطرش الشهيرة بـ« أسمهان» شقيقة المطرب الراحل فريد الأطرش، ذات الصوت المميز، الذى يحلق بمن يسمعه إلى عنان السماء.
هناك جوانب خفية فى قصة حياة أسمان، وطريقة موتها الميلودرامية، فقد لا يعرف البعض أنها عملت كجاسوسة لصالح المخابرات البريطانية.
الرأى الأول يذهب إلى أن أسمهان تعاملت مع المخابرات البريطانية من منطلق وطنى وهو مساعدة البريطانيين فى اسقاط حكومة فيشى الفرنسية الموالية للألمان ففى عام 1941 طلب مسئولون فى الحكومة البريطانية من أسمهان مساعدتهم فى دخول قواتهم إلى سوريا ولبنان عبر مضارب أهلها آل الأطرش.
عن طريق زوجها السابق حسن الأطرش استطاعت اسمهان تنفيذ المهمة الموكلة إليها، وعادت إليه ، وسرعان ما عادت إلى مصر وطلبت من زوجها أن يطلقها،ثم عاد وحيدا إلى جبل الدروز، لتخرج أسمهان من مصر إلى القدس.
عندما لقيت أسمهان مصرعها فى 14 يوليو عام 1944 وصديقتها مارى قلادة عندما كانت تقود سيارتها غرقا فى ترعة الساحل برأس البر، ترددت أقاويل عديدة بشأن علاقتها بالمخابرات البريطانية وانها هى من تقف وراء اغتيالها.
الرأى الآخر يبرىء أسمهان تماما من تهمة العمالة للمخابرات البريطانية حيث يقول المخرج السورى:«ظلمت اسمهان حين اتهمت بالعمل لصالح المخابرات البريطانية وهي ليست كذلك، وقد حصلت على وثيقة هامة جداً فحواها أنه في 21 آذار عام 1941 اجتمعت القيادة العليا للحلفاء في السفارة البريطانية في القاهرة، وتقرر في الاجتماع تكليف الأميرة آمال الأطرش الشهيرة بـ«اسمهان» بالذهاب إلى «دولة جبل الدروز» -كانت دولة أنذاك- لإقناع زوجها، الأمير حسن الأطرش وباقي القيادات الوطنية بالوقوف على الحياد ريثما تدخل قوات الحلفاء المرابطة في فلسطين شرقي الأردن لتقضي على قوات فيشي في سوريا ولبنان».
يضيف الأطرش فى حواره لـ«السفير» اللبنانية:« قبلت اسمهان المهمة وجاءت دمشق وقابلت زوجها الذي استشار القيادة الوطنية آنذاك واجتمعوا مع سلطان الأطرش ونسيب الأطرش وعبد الغفار الأطرش والأمير فاعور الفاعور، الذين قرروا مساعدة الحلفاء شريطة أن يتعهدوا بمنح سوريا ولبنان استقلالهما فور تحرير دمشق، وتعهد الحلفاء بذلك،وتم تحرير دمشق وأعلن ديجول في خطابه بجامعة دمشق منح سوريا ولبنان الاستقلال بناء على وعده لأسمهان».
يقول «الأطرش»:«فيما بعد تبين أن كل ما حدث ما هو إلا خديعة، فقد كان الحلفاء مقررين تقسيم سوريا ولبنان، وعندئذ اتهمت أسمهان بالخيانة، وأول من اتهمها بذلك أهلها، فحاولت انتقاماً لكرامتها أن تتصل بالألمان عن طريق صحفي أميركي كان يعمل لصالح المخابرات الألمانية، وسعت لمقابلة السفير الألماني بأنقرة للاتفاق معه لإنزال القوات الألمانية على الساحل السوري للقضاء على قوات الحلفاء، إلا أن المخابرات البريطانية تعقبتها، وألقت القبض عليها ووضعتها في الإقامة الجبرية في بيروت، إلى أن هربت إلى القدس ثم عادت إلى القاهرة».