في ذكرى ميلاده.. يوسف وهبي ابن الباشا المطرود من عائلته بسبب حب الفن
السبت، 14 يوليو 2018 08:00 م
فى مثل هذا اليوم الموافق 14 يوليو عام 1898 ولد عملاق المسرح يوسف بك وهبى فى مدينة الفيوم على شاطئ بحر يوسف فسماه والده عبدالله باشا وهبى الذى كان يعمل مفتش رى بالفيوم "يوسف" تيمنا باسم سيدنا يوسف الصديق ، وكان ينتمى لعائلة من أعيان الفيوم ولا زالت أثارها بالمحافظة حتى الأن ومنها "مسجد عبدالله بك" أحد أكبر المساجد بالفيوم.
بدأ يوسف وهبى تعليمه في كُتَّاب العسيلى بمدينة الفيوم، ثم التحق بالمدرسة السعيدية بالجيزة ، ثم بالمدرسة الزراعية بمشتهر.
كانت بداية علاقته بالتمثيل عندما شاهد فرقة الفنان اللبناني «سليم القرداحي» ، وبدأ هوايته بإلقاء المونولوجات وأداء التمثيليات بالنادي الأهلي والمدرسة ، ولكن والده وعائلته أرادت إبعاده عن هذا المجال الذى رأت فيه عارا على العائلة ، حيث كان ينظر إلى المشخصاتى على أنه شخص لا يعتد به ولا بشهادته أمام المحاكم وقتها، ولكن الشاب أصر على موقفه و التحق بالعمل فى السيرك ، حيث عمل مصارعًا في (سيرك الحاج سليمان) و تدرب على يد بطل الشرق في المصارعة آنذاك المصارع عبد الحليم المصري.
وإزاء إصرار يوسف وهبى على موقف طرده والده ، فهرب الشاب إلى إيطاليا بإغراء من صديقه القديم محمد كريم، وغير اسمه إلى رمسيس ، وتتلمذ على يد الممثل الإيطالي كيانتوني، وعاد إلى مصر سنة 1921، بعد أن وصله خبر وفاة والده الباشا، والذي ترك له ولأخوته ثروة كبيرة.
وبدأ حياته المسرحية بالتمثيل فى فرقتي حسن فايق وعزيز عيد ، ثم استخدم الأموال التى ورثها عن والده فى تأسيس فرقة رمسيس ، التى قدمت ما يقرب من 300 مسرحية ، ومنها: كرسي الاعتراف، راسبوتين، المائدة الخضراء، بنات الشوارع، أولاد الفقراء، وبيومي أفندي،و خليفة الصياد، وهارون الرشيد، وصلاح الدين الأيوبي.
واهتم يوسف وهبي بتوعية جمهور المسرح، وتقديم موضوعات هادفة ومناقشة القضايا الجادة مثل الزواج من أجنبيات، وأطفال الشوارع،و محاربة الاستعمار والفساد ، كما أنه منع التدخين في قاعات العرض، وعود أفراد فرقته على احترام مواعيد رفع الستار، والالتزام بالنص، وتنفيذ تعليمات المخرج، وهو ما دفع الحكومة لتكليفه عام 1933 بتشكيل فرقتها المسرحية التي كانت نواة المسرح القومي فيما بعد، كما قام يوسف وهبي بالتأليف والإخراج .
وفى عام 1930 وبالتعاون مع محمد كريم أنشأ شركة سينمائية باسم رمسيس فيلم و بدأت أعمالها بفيلم زينب ، وفي عام 1932 أنتج أولاد الذوات و قام بكتابة النص و ببطولة الفيلم، ، ثم كتب فيلمه الدفاع سنة 1935، ليخرجه بنفسه ، بل وقام بتلحين أغاني الفيلم ، ثم توالت افلامه ، وكون ثنائى ناجح مع ليلى مراد وقدم عددا من الافلام التى حملت اسم ليلى ومنها "ليلة ممطرة ، ليلى بنت الريف ، وليلى بنت المدارس" ، وتوالت بطولاته وأفلامه ، كما شارك فى عدد من المسلسلات واكتشف العديد من عمالقة الفن ومنهم أمينة رزق ومحمود المليجى وأنور وجدى وفاتن حمامة وفريد شوقى.
وتوفى يوسف وهبي ، بعد دخوله لمستشفى المقاولون العرب إثر إصابته بكسر في عظام الحوض نتيجة سقوطه في الحمام، حيث أصيب أثناء العلاج بسكتة قلبية مفاجئة، وكان إلى جواره عند وفاته زوجته وابنها.
وودعه محبو فنه بعد حياة حافلة بالإبداع، وتخليداً لذكراه تكونت في مسقط رأسه الفيوم جمعية تحمل اسمه هي «جمعية أصدقاء يوسف وهبي»، وأقيم له تمثال أمام مقر هذه الجمعية بحي الجامعة بالفيوم على رأس الشارع الذي يحمل اسمه.