بعد تعدد وقائع البلطجة.. متى تصل عقوبة تربية الكلب لـ «الإعدام»؟
الجمعة، 13 يوليو 2018 04:00 م
«إرهاب وبلطجة ومنظرة».. حال من يقتنى الكلاب فى المناطق الشعبية دون إذن أو ترخيص من الجهات المعنية، مثل ما حدث مع أحد الشباب بشارع العشرين بالجيزة، يروع المارة بواسطة كلب ضخم.
ويظهر فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الإجتماعى «فيسبوك» و«تويتر» الكلب، يعقر أحد المارة بعد أن استوقفه صاحب الكلب فى الشارع.
رواد مواقع التواصل الاجتماعى، أكدوا أن صاحب الكلب يتباهى بهذا المقطع وينشره على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك.
واقعة حلوان
واقعة عقر الشاب وترويعه ليست الأولى، مثلما يحاول أن يروج البعض من هواة تربية وتجار الكلاب، بالأمس 12 يوليو، قرر قاضي المعارضات بمحكمة جنح حلوان، إخلاء سبيل شخصين متهمين بسرقة مواطن بالإكراه بواسطة «كلبين» في حلوان بكفالة 20 ألف جنيه، وقررت النيابة الاستئناف على القرار.
وأمر النائب العام الستشار نبيل صادق، بحبس شخصين 4 أيام على ذمة التحقيقات في اتهامهما بسرقة مواطن بالإكراه بواسطة كلبين في حلوان.
القتل بصحبة الكلب
البلطجة بإستخدام الكلاب لم تتوقف عند مسألة الترويع وخلق الفزع للمواطنين والمارة بشوارع المحروسة، فقد وصل الأمر فى بعض الأحيان إلى إستخدام الكلاب فى «القتل» نفسه، كما حدث فى منطقة أطفيح بتاريخ 15 مايو الماضى، حيث ألقت الأجهزة الأمنية القبض على «عامل»، لاتهامه بقتل شاب بإحدى القرى من خلال التعدى عليه بسلاح أبيض ومهاجمته بالكلب، بعد نشوب مشادة كلامية بينهما.
كلب شبرا الخيمة
محكمة جنايات شبرا الخيمة سبق وقضت بالسجن المؤبد على صاحبي الكلب «ماكس»، لكل منهما بتهمة السرقة بالإكراه باستخدام حيوان شرس، في القضية التي حملت رقم 24122 لسنة 2014 وأصيب فيها 3 أشخاص بينهما المتهمان بقتل الكلب.
القاهرة الجديدة
فى القاهرة الجديدة سبق أن تعدى صاحب مدارس خاصة بالتجمع الخامس على ضابط شرطة بكلاب حراسة شرسة وأشهر سلاحه الشخصي في وجهه، لرفضه تنفيذ قرار وزارة التربية والتعليم بتغيير الممثل القانوني للمدرسة.
كلب بسيون
في محافظة الغربية، تمكنت مباحث بسيون من ضبط كميات من مخدر البانجو لدى أحد تجار المخدرات، ومجموعة من كلاب الحراسة أطلقها على قوات الأمن وفر هاربا من أعلى أسطح المنازل.
كلاب النسر
في واقعة أخرى، بالجيزة بطلها شاب يدعى «على . أ» وشهرته «النسر» حاول منع حملة أمنية من إزالة مخالفة استيلائه على مساحة 5 آلاف متر مربع من أراضي أملاك الدولة لاستخدامها «كوفى شوب»، مستعينا بكلاب شرسة لإرهاب ومنع القائمين بالحملة من إزالة المخالفات، إلا أن الحملة نجحت فى إزالتها.
12 كلبا شرسا
ووجهت مباحث القاهرة منذ عدة سنوات بالاشتراك مع قوات الأمن المركزي ضربة قوية لأشهر تجار ومروجي المواد المخدرة بالعاصمة، والمعروفة باسم إمبراطورية «عاصم نجم» الذي استخدم منزله وكرا، وحويله لقلعة حربية بمساعدة نجليه و12 كلب حراسة من أنواع مختلفة مثل: «بلاك جاك والدوبر مان» وهي مشهورة بشراستها.
كل هذه الحوادث على سبيل المثال، وليست على سبيل الحصر والتى تحدث بشكل يومى تقريبًا، تترك العديد من علامات الاستفهام المغلفة بالقلق والفزع للمواطن المصرى، حيث أنه إذا كان من حق بعض الأشخاص الاستعانة بحراسات خاصة وكلاب مدربة سواء لحمايتهم أو كما يردد البعض لـ«المنظرة»، فالسؤال الذى يطرح نفسه: من يحمي الأبرياء؟
رأى القانون
من الناحية القانونية، يوضح الخبير القانوني محمد عبد التواب المحامي، أن القانون لم ينص صراحة بمادة تتعلق بتربية الكلاب الشرسة، بينما هناك نصوص في قانون العقوبات تتعلق بالتبعية، وهي تتنوع فى موادها فإذا استخدم مواطنا كلبا شرسا في إرهاب مواطن آخر فيحاكم هذا الشخص الأول، بعد ثبوت إرهابه للأشخاص من خلال إثبات الواقعة من قبل الشهود وتحريات المباحث بالتبعية، وتتحدد العقوبة على نوع الجريمة التي يرتكبها الكلب الشرس، فإذا كانت الجريمة قتل عمد أي أن صاحب الكلب أمره بالتخلص من مواطن وقتله بالفعل فيحاكم على أنه قاتل متعمد ،لأنه استخدم الكلب الشرس والذي يعتد به كأنه نوع من الأسلحة.
إرهاب المواطنين
وإذا استخدمه - بحسب «عبد التواب» فى تصريح لـ«صوت الأمة» في إرهاب مواطن وسرقة أمواله مثلاَ، فيحاكم بعقوبة السرقة بالإكراه المقترنة بالإرهاب والتي تصل إلى «المؤبد»، وهو ما حدث مثلاَ في واقعة كلب شبرا الخيمة، فقد أكدت المحكمة في حكمها أن المتهمين استخدما كلبا شرسا بالتبعية فى سرقة بعض المواطنين بالإكراه وإرهاب مواطنين آخرين والتحرش بفتيات وأصدرت حكما بالمؤبد.
ووفقًا لـ«عبد التواب» فإن هناك عدة طرق للحصول رخصة للكلب، ولكنها تكون طبية فقط وليست أمنية، وتصدر من مديرية الطب البيطري، ويحصل عليها بعد الانتهاء من التطعيمات كافة التي تعطى للكلب لمنع شراسته وتفادى مرض داء الكلب.
رأى قانونى أشد عقوبة
ويرى الدكتور أحمد الجنزورى، أستاذ القانون الجنائى، أن من يقتنى الكلاب دون ترخيص معرض للاتهام لجنحة الإهمال والتقصير والتسبب فى إضرار الآخرين، فى حال صدر من الكلب أي ضرر للآخرين وعقوبتها الحبس، بالإضافة إلى تعويض المتضرر عما أصابه من ضرر، تطبيقًا لقاعدة مسؤولية حارس الحيوان ومسؤولية المتبوع عن أفعال التابع.
وأضاف المحامى بالنقض فى تصريح خاص أن من يقتنى كلب دون ترخيص مُعرض كذلك للاتهام بإرهاب الناس لحيازته له، وسيعاقب جنائيا بالحبس لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات والغرامة، بالإضافة إلى التعويض، وكذا معرض للاتهام بالشروع في القتل أو أحداث عاهة أوغيره بواسطة الكلب الذي تطلقه على الناس، وكذا تصل العقوبة إلى الإعدام إذا قام صاحب الكلب بإطلاق كلبه على أحد فقتله، لأنه في هذه الحالة يعد أداة قتل فيعاقب معاقبة القتل العمد.
علاقة المادة 176 من القانون المدني بتربية الحيوان
ويقول أشرف سعيد فرحات، المحامى بالنقض والخبير القانونى، إن المادة 176 من القانون المدني نظمت بشكل مباشر مسئولية حارس الحيوان عنه، إذا كان مالكا له أو لا عن إحداث أي ضرر بالغير، وقتها يعاقب حارس الحيوان علي إهماله وتقصيره بالقدر الذي أخطأ به.
القانون 60 لسنة 1948 ومراقبة الحيوان
ووفقا لـ«فرحات» فى تصريحات خاصة، فإن القانون 60 لسنة 1948 بشأن مراقبة الحيوان الشرس أعطى الحق لجمعية الرفق بالحيوان، في ضبط أو حجز أي حيوان تجد أنه ضار بالآخرين في المكان الذي تراه، سواء كان مصحة للحيوانات أو لدي صاحبه، كما أن لها الحق في إعدامه إذا وجدت أنه لا يمكن علاجه بأي شكل ولا يستحق صاحب الحيوان المؤذي أي تعويض عما يحدث للحيوان إذا أثبت أنه ضار بالغير.
لذلك فرض القانون على صاحب الحيوان الذي يرعاه وكذلك الحارس الاهتمام به إذا كان شرسًا مثل كلاب الحراسة حتي لا توجه إيذاء للآخرين، وإلا فإنه يكون مسئولا أمام القانون ويحاسب بغرامة مالية تقدر بحجم الضرر الذي يوقع علي الفرد، وهي ليس لها حد أدني أو حد أقصي، وإذا تسبب الحيوان في وفاة المصاب فيحق صرف تعويض لأسرته، أما إذا تعمد صاحب الكلب أن يصيب الآخرين، فإنه يعاقب علي جريمته جنائيا ويعامل الحيوان علي أنه أداة للجريمة ويعاقب الشخص على كل جريمة حسب وصفها القانوني، بحسب «فرحات».
جنحة إهمال
وعن العقر الذى يتسبب فيه أحد الكلاب، أجاب «فرحات» أن العقر الذي يتسبب فيه أحد الكلاب أو الحيوانات الشرسة للغير يوقع علي صاحب الكلب جنحة إهمال في الحيوان وعدم الحفاظ عليه، تمامًا مثل الأم التي تترك ابنها في الشارع وتصدمه سيارة، ومثل هذه الأنواع من كلاب الحراسة وغيرها لابد من استخراج رخصة لها من وزارة الداخلية، لأنها مثل السلاح، فهي وسيلة للدفاع عن النفس مثلها في ذلك مثل كل حيوان شرس.
نوع من الإرهاب
«فرحات» أكد أن مالك الحيوان يتعين عليه اتخاذ الإجراءات اللازمة حتي لا يصيب هذا الحيوان الآخرين بأي ضرر، وهذا الخطأ يعد جنحة تلزم صاحب الحيوان بتعويض يقدر حسب جسامة فعل الحيوان، أي بقدر ما يحدثه من ضرر مادي أو معنوي، فضلا عن حجم الألم الذي يتسبب فيه للآخرين، وعقوبة الجنحة بشكل عام هي الحبس مدة تتراوح بين يوم وثلاث سنوات، أو الغرامة، أو كليهما معا، وقد نص علي ذلك قانون العقوبات، فضلا عن التعويض المدني الذي يقع من جراء مسئولية صاحب الحيوان عن خطأ حيوانه الذي تسبب فيه للآخرين.
وأوضح أن هذه العقوبة غير كافية خاصة أن بعض الأفراد يصطحبون هذه الحيوانات الشرسة، خاصة الكلاب، ويطلقونها علي الآخرين والمارة والفتيات علي سبيل الدعابة أو المعاكسة، مما يسبب نوعا من الإرهاب من جراء ما يحدث من خوف ورعب من هذا الحيوان، ونص القانون أخيرا علي أن الإمساك بأي شيء يهدد الآخرين أو يسبب لهم الرعب يعتبر نوعا من الإرهاب مثل حمل السلاح الأبيض مثلا، لذلك لابد أن تكون العقوبة بمقياس الإهمال بحيث إنه كلما زاد التهاون غلظت العقوبة.