حرب الأصول الوراثية النباتية تشتعل..
حرب التقاوي تشتعل.. 10 شركات دولية تتصارع للسيطرة على بذور العالم
الجمعة، 13 يوليو 2018 02:00 م
كانت المقولة السائدة فى العالم إلى وقت قريب «من لا يملك قوته لا يملك كرامته»، غير أنّ هذه المقولة يبدو أنها ستُصبح قديمة ويتجاوزها الزمن، وتصبح من لا يملك تقاويه وبذوره فلن يملك شيئاً، في ظل التقدم العالمى والتكنولوجي الرهيب، الذي تسيطر على مفاتيحه وخزائنه الدول الكبرى، والذي أصبح مُتحكماً فى كل شىء، من الإبرة للصاروخ كما نقول، وقد طوى هذا التقدم العلمي الكبيرالزراعة بكل تفاصيلها ومكوناتها تحت جناحيه، وأصبحت هناك حروب زراعية للسيطرة على العالم، مثلها مثل الحروب العسكرية بالطائرات والدبابات والصواريخ، وإن كانت الحروب من خلال التكنولوجيا الزراعية أقل ضجيجاً وأعنف وأشد ضرراً على الإنسان والحيوان والنبات، لأنها تتعلق بالسيطرة على السوق العالمى للبذور والتقاوى والأصول الوراثية النباتية.
الشركات العالمية تسيطر على الزراعة
من هنا ونظراً لحاجة مزارعي العالم للتقاوي والبذور لزراعة أراضيهم، ومع تناقص وتدهور انتاجية ونوعية البذور والتقاوي، التي كان يقوم بتخزينها المزارع والفلاح البسيط سنوياً من محصوله، بدأ يلجأ إلى شراء ما يحتاجه من هذه شركات ووكلائها بعد أن انتشرت فى الريف والحضر والمراكز والمحافظات، وشيئاً فشيئاً سيطرت هذه الشركات على المزارعين وعلى الدول نفسها، حتى باتت 10 شركات عالمية تحتكر حوالى 80% من إنتاجية وتوزيع البذور والتقاوى فى العالم وتنتمى للدول المتقدمة علمياً وتكنولوجياً.
في المجال الزراعي والاقتصادي قامت هذه الشركات بجانب الإنتاج بتسجيل ما تقوم بتطويره وتحديثه من خلال قوانين الملكية الفكرية وحقوقها وهذه الدول حسب آخر الإحصائيات المتوافرة عالمياً، هي 3 شركات أمريكية وشركة سويسرية و أخرى فرنسية واثنتين ألمانيتين واثنتين يابانيتين وشركة دنمركية، وتسيطر الشركات الأمريكية على 42% من إنتاج التقاوي والبذور في العالم، كما تستحوز الشركة السويسرية على 9% من الإنتاج وتسيطر الشركة الفرنسية على 6%، بينما تستحوز الشركتان الألمانيتان على 5% و تقدر نسب سيطرة الشركتين اليابانيتين على 4% ، بينما تستحوز الشركة الدنمركية على 2%.
البقاء للأقوى زراعياً
أحد الخبراء الزراعيين، أكد أن البقاء أصبح للأقوى زراعياً وعلمياً، لأن السيطرة على التقاوى والبذور يخنق دول العالم الصغيرة ، ويتلاعب بها وبمستقبلها يميناً وشمالاً، وليس أمامنا سوى تطوير مراكز البحوث الزراعية، وسرعة تمويل استنباط السلالات النباتية وتطويرها، وإلاّ فسوف نصبح تحت رحمة هذه الدول الكبرى، التى تنفق على أبحاثها الزراعية ملايين الدولارات، وتجنى المليارات.