الرياضة ترمم أخطاء السياسة
الإثنين، 09 يوليو 2018 09:00 ص
خسر المغرب معركة الفوز بحق استضافة نهائيات كأس العالم 2026، لكنه فازت بالكثير، والأهم أن هذا الحدث أعاد مرة أخرى ترميم العلاقات المغربية الجزائرية، التي شهدت توترا بسبب ملف الصحراء الغربية، فالبلدان تناسا ما بينهما، ووقفت الجزائر داعمة للملف المغربي وصوتت لصالحه، وروجت له في الأوساط الرياضة العالمية.
قبل أن تنطلق نهائيات كأس العالم الحالية في روسيا، احتدم الخلاف السياسي بين لندن وموسكو - على خلفية محاولة تسميم العميل البريطاني السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في 4 مارس الماضي، إذ اتهمت السلطات البريطانية المخابرات الروسية بتسميم سكريبال وابنته بغاز "نوفيتشوك" السام، وهو ما نفته موسكو، وبعد شد وجذب قررت رئيسة الوزراء البريطانية مقاطعة كأس العالم في روسيا، وأن تقتصر مشاركة بلادها على منتخبها فقط والمشجعين، وألا يكون هناك وفد رسمي أو دبلوماسي بريطاني، وتوقع كثيرون أن يكون لهذا القرار تأثير على البعثة الإنجليزية في موسكو، لكن حدث العكس، فالمنتخب الإنجليزي الآن يلعب في نصف النهائي، وسط استقبال وحفاوة من الجمهور الروسي الذي نحّى الخلافات السياسية جانبا، حتى يستمتع بالرياضة والكرة الجميلة.
إذا أردنا أمثلة فلدينا كثير منها، يمكن أن نستعين بها للتدليل على أن الرياضة، خاصة كرة القدم، استطاعت تنحية السياسة جانبا، بل وأن تكون أداة لفتح صفحات جديدة في العلاقات الدولية، ونسيان أية خلافات سياسية، وهو الدور المحوري الذي يجب أن ننتبه له جميعا، خاصة في مصر، لندرك أن للرياضة أهدافا أخرى بخلاف المنافسة وإمتاع الجماهير باللعبة الجميلة، فدور الرياضة لا يقل أهمية عن الدبلوماسية.
هذا هو الدور المحوري المهم للرياضة الذي يجب ألا نغفله، لأننا مقبلون على عالم تسيطر عليه الرياضة، فقديما كانوا يقولون إن "الدين أفيونة الشعوب" لكن اليوم يمكن القول إن الرياضة، وتحديدا كرة القدم، هي الأفيونة التي تُحرك الشعوب، وتُذيب الفوارق، وبنظرة مبسطة لمدرجات كأس العالم في موسكو سنرى كثيرا من المشاهد التي تقول لنا بصوت عالٍ إن كرة القدم الحزب الأقوى في العالم حاليا، لكن السؤال: هل في مصر، وتحديدا لدى القائمين على الرياضة وكرة القدم، من يدرك هذه الحقيقة؟ أم أنهم ما زالوا يبحثون عن شمّاعة يُعلقون عليها الخروج المخزي لمنتخبنا من كأس العالم، للتغطية على فضائح اتحاد الكرة؟!