إنجلترا تفتح الباب أمام المصريين للعودة للمونديال.. هل يلهم مشروع England DNA الفراعنة؟
الإثنين، 09 يوليو 2018 08:00 ص
عاد المنتخب الإنجليزي للمربع الذهبي في نهائيات النسخة الحالية من بطولة كأس العالم المقامة في روسيا، للمرة الأولى بعد غياب 28 عاما.
وتعد هذه المرة هي الثالثة في تاريخ منتخب إنجلترا التي يتأهل فيها للدور نصف النهائي لكأس العالم، إذ بدأها في عام 1966 عندما توج باللقب للمرة الوحيدة في تاريخه حتى الآن، ثم مرة أخرى في مونديال إيطاليا عام 1990 عندما احتل المركز الرابع.
عودة المنتخب الانجليزي للصفوف الأولى عالمياً لم يكن وليد اللحظة أو الصدفة، لكن سبقه خطة قومية وضعت من أجل استعادة الكرة الانجليزية والأندية والألعاب الرياضية كافة لمكانتها، بين صفوف الأمم الكروية.
في ديسمبر من عام 2014، تم إطلاق مشروع England DNA، لإعادة بناء الأندية والمنتخب، وتأسيس منتخباً انجليزياً قوياً خلال وقت قياسي، وذلك بعد خروج المنتخب الانجليزي من مونديال 2014 دون أن يحقق شئ.
جلس حينها الجميع، لمناقشة المستقبل، واتفقوا على ووضع رؤية مستقبلية في سبيل تحقيق العودة للمقدمة، وتوج هذا المشروع وتحققت نتائجه خلال 4 سنوات، بوصول انجلترا للمربع الذهبي في كأس العالم الحالي روسيا2014، وكان جاريث ساوثجيت، المدرب الحالي للمنتخب الانجليزي واحد من بين الذين ساهموا في ذلك.
يقوم مشروع England DNA على فكرة خلق ثقافة قومية وطنية بهدف تطوير اللاعبين والمساعدة في خلق أجيال جديدة من المحترفين بشكل مستمر يؤدي دائما لجعل المنتخب الانجليزي والأندية الانجليزية في المقدمة، ومحل اهتمام شعوب العالم.
وتم كتابة وثيقة تعمل على المساعدة في مجال الكشافة والتدريب وتطوير وإعداد لاعبي كرة القدم الشباب للعب في الأندية والمنتخب الانجليزي.
ويعمل المشروع كذلك على مساعدة الأندية والمدربين على جميع المستويات، في دفع الأندية للأمام، وتطوير اللاعبين، في كافة الفئات العمرية، وإنشاء وتأسيس فرق قوية منتصرة، بشكل دائم.
وساهم في إعداد المشروع بالإضافة إلى جاريث ساوتجيت، كلا من دان أشوورث ، الذي أصبح الآن المدير الفني للاتحاد الإنجليزي، و مات كروكر، رئيس تنمية اللاعبين، وأعلنوا عن إنشاء فرق جديدة تحت سن 15 سنة، وأقل من 18 سنة وأقل من 20 سنة، بالإضافة إلى الفرق الصغيرة الأخرى.
لا يقف مشروع England DNA عند حد كرة القدم فقط، ولكن يشمل كذلك، باقي الألعاب الرياضية، وتحفيز الجميع على تحقيق الفوز والانتصار والمراكز الأولى عالمياً، في كافة الألعاب والدورات والمسابقات.
وقيم ومبادئ ومحاور أساسية، يقوم عليها مشروع انجلترا القومي، للاستمرار في تحسين الرياضة الانجليزية، تقوم على التخطيط والتنفيذ والمتابعة الدورية، وتحسين الأفكار والأساليب وطرق العمل، وتوفير كل الإمكانيات التي تخدم الأندية والمدربين واللاعبين لتلبية احتياجاتهم، من أجل تحقيق الهدف الأساسي من المشروع.
وللمشروع 4 قيم أساسية يمكن اختصارها في 4 كلمات هي "الفخر، والتميز، والنزاهة، والتعاون".
فهم "فخورون بأنهم جزءاً من التطوير من أجل الفوز والربح الدائم".
وهم " يسعون جاهدين للحصول على التفوق في الداخل والخارج، وأقل من ذلك ليس مقبولاً.
وهم "يهدفون من أجل الأفضل دائما، في الألعاب والمسابقات الفردية والجماعية، والتميز هو الحد الأدنى الملطوب".
وهم " متعاونون، يعملون كفريق واحد لإنشاء فرق ومنتخب قوي، ولكل فرد له دوره الذي يقوم به".
نقطة هامة وقف عندها مشروع England DNA، وحرص على التأكيد عليها، وهي النظرة للماضي والمستقبل، فكرة القدم الإنجليزية لديها تراب وتاريخ ثري، لكنهم أدركوا أنه لا بد ألا يقفوا أمام التاريخ، وأن يكون التركيز على المستقبل والهدف هو خلق تاريخ جديد.
هكذا، وفي أقل من 4 سنوات، استعاد المنتخب الانجليزي قوته، ومكانته، وربما تشهد السنوات المقبلة، مزيد من التتويج للمنتخب والأندية الانجليزية، وهم ما تحتاجه مصر في الوقت الحالي، بعد خسارة المنتخب المصري في مبارياته الثلاثة بكأس العالم وخروجه دون أن يحقق شئ، فهل من مطلع على تجربة انجلترا لمحاولة التعلم، وإعادة انتاجها في مصر بما يتناسب ويتلاءم من ظروف كرة القدم المصرية؟ ربما نشهد ذلك قريباً، مع المبادرة التي أطلقتها الزميلة اليوم السابع والتي دعا الكاتب الصحفي خالد صلاح رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، لعقد مؤتمر عام لصناعة كرة القدم فى مصر.