سب الأم والأب.. أسئلة لجنة القبول لدخول مدرسة فنية.. ومسؤول بالمدرسة: لن نسكت عنها

نجح الطالب"أ.ج" فى شهادة إتمام الدراسة الإعدادية، بمجموع كبير يؤهله للالتحاق بالمدارس الثانوية العامة فى الجيزة، غير أنه اختار ــ بمساعدة والده ــ أن يلتحق بمدرسة ثانوية فنية، حتى يتعلم مهنة وصنعة، وفى نفس الوقت يخفف الحمل الثقيل عن والده ووالدته فى مشوار التعليم، وبعد تشاور وأخذ ورد ونقاش بين أفراد الأسرة، تم الاتفاق على أن تكون وجهة تقديم الأوراق للمدرسة الثانوية الفنية بمنطقة السادس من أكتوبر محافظة الجيزة، والمعروفة باسم "مدارس مبارك كول" أو (مركز تنمية الموارد البشرية بنظام التعليم والتدريب المزدوج )، وبالفعل اتجهت الأسرة في صباح يوم اشدت حرارته عند الظهيرة، لتقديم الأوراق فى هذا الصرح التعليمى الفنى الصناعى، الذى تسبقه شهرته ونظامه الصارم فى قبول التلاميذ والطلاب، وكذلك نظامه فى التدريب والتصنيع، وكانت الأسرة قد قرأت شروط وتعليمات القبول بالمدرسة، ووافقت عليها جميعاً، ولم يكن لهم أى اعتراضات أو ملاحظات.

لجنة القبول الاستفزازية

دخلت الأسرة إلى فناء المدرسة، ووصلت أخيراً ــ بصحبة ابنها ــ إلى حيث مقر لجنة الاختبار أو "الاستفزاز"!، حتى تُعطى فلذة كبدها الثقة والاطمئنان لاجتياز اختبار القبول،والذى سمعوا عنه كثيراً ، أنه امتحان لقياس قدرة الطالب على التحكُم فى انفعالاته وردود أفعاله، وكانت البداية أن الطالب دخل على اللجنة وكان حليق الرأس، فسأله عضو كبير باللجنة: "أزيّك يا أقرع"؟؟، فتبسّم الطالب، ولم يُجب.

وفقا لما روته الأسرة، "ما كان من عضو اللجنة إلاّ أن بادره بالشتيمة والسب والقذف، وكل ماتشاء من قواميس قِلّة الأدب والإهانة، فقد شتمه عضو اللجنة بأمه".

فما كان من الطالب ــ وهو الرد الطبيعى ــ إلاّ أن رد على العضو واللجنة قائلاً: أنت ابن كذا وكذا وأنتم لجنة بنت كذا، ثم قام الطالب بشتم اللجنة والمدرسة أمام والديه، وأخبرهم أنه لا يُشرفه أن يلتحق بها وترك والديه وخرج من أمام اللجنة يسب ويلعن اللجان والمدارس والتعليم، الذى بلغت الأمور فيه حدا، أن يكون ضمن أسئلة القبول بالمدرسة أن تسب اللجنة أمهات وآباء الطلاب وعلى الطلاب أن يقبلوا ذلك.

 هذه الوقائع وغيرها نهديها للدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، ونحن على ثقة أنّه سيُحقق فى ذلك و"يكنس" هذه اللجنة، وكل لجنة لا تحترم الطالب ووالديه وتحترم المسؤولية التى تتحملها فى سبيل العلم والتعليم.

الطلاب داخل ورش المصانع خلال الدراسة والتدريب 

ولمن لايعرف هذا النوع من التعليم الفنى المزدوج ، والمسمى والمشهور باسم مشروع مبارك ـ كول، فهو نظام كان جديداً فى التعليم الفنى وقتها، استٌحدث بعد زيارة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لألمانيا الاتحادية عام 1991، وكان نتاجها المشاركة فى تطوير التعليم الفنى، وكانت الفكرة التى قام عليها برنامج ( مبارك ـ كول )، هى أن يشارك قطاع الأعمال الخاص ، وهم الذين يُشكلون مجموعة أصحاب المصلحة الحقيقية مع  الحكومة ، متمثلة فى وزارة التربية و التعليم ، فى تعليم وتدريب هذا المنتج الجديد من الخريجين.

وتعتمد فكرة النظام الألمانى على أن تقوم وزارة التربية و التعليم بتدريس المواد الفنية والثقافية ، وتنفيذ بعض الدورات الأساسية مابين أسبوع و 9 أسابيع ، خلال المرحلة الدراسية ، على أن يقوم القطاع الخاص بتدريب الطلاب مهنيا داخل مواقع الإنتاج والخدمات.

العائد على الحكومة وقطاع الأعمال

لاجدال أن العائد ــ وقتها وحتى الآن ــ كان كبيراً على التلميذ أو الطالب ، وكذلك على الحكومة ، وأيضا على قطاع الأعمال ،وفى النهاية العائد الكبير على المُنتَج الجديد ، وهو الخريج والإنتاج فى مصر، أمّا العائد على الحكومة من تنفيذ البرنامج وقتها وحتى اليوم، فكان تحمل القطاع الخاص الجانب الأكبر من أعباء التدريب ، حيث يتم التدريب داخل مصانعه، مع تحمل القطاع الخاص مسئولية مهارات التدريب لأنها ترفع مستوى الجودة لإنتاجه،مع انخفاض نسبة إشغال فصول المدرسة إلى 33.3% ، نتيجة لحضور الطالب يومين فقط أسبوعياً في المدرسة ، وبالتالي يؤدى ذلك إلى انخفاض نسبة تكلفة أجور المدرسين للفصل الدراسي ، وأيضا انخفاض نسبة استهلاك الخامات،والعدد اليدوية و استهلاك الطاقة و تكاليف الصيانة و نسبة أجور الخدمات والمستلزمات الخدمية ،والأهم من ذلك كٌلّه، أن تتناسب أعداد الخريجين مع احتياجات سوق العمل.

مدارس مبارك - كول بـ 6 أكتوبر