الطراز عثماني والحدوتة مصرية.. جامع محمد علي: مركز المناسبات الديني الملكي
الجمعة، 06 يوليو 2018 05:00 م
لا يخفى على أحد أن مسجد محمد علي هو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة الذي أنشأه في الفترة ما بين 1830 إلى 1848 لحين عام وفاته على الطراز العثماني، على غرار جامع السلطان أحمد بإسطنبول، كما يطلق عليه أيضا مسجد "المرمر أو الألبستر" لكثرة استخدام هذا النوع من الرخام في تكسية جدران الجامع.
مسجد محمد على مركز احتفالات المناسبات الدينية بالعهد الملكي
بعد وفاة الوالي محمد علي الذي استمر يبنى ويشيد فى المسجد لحين عام وفاته، اهتم خلفاءه من أبناءه بالمسجد فأتموا البناء وأضافوا إليه بعض الإضافات البسيطة، كما جعلوه مقراً للاحتفال بالمناسبات الدينية السنوية، وكانوا على الترتيب عباس حلمي باشا الأول، محمد سعيد باشا، إسماعيل باشا، توفيق باشا، إلا أن أضخم عملية ترميم كانت في عهد فؤاد الأول الذي أمر بإعادة المسجد إلى رونقه القديم، واهتم ابنه فاروق الأول من بعده بالمسجد أيضاً وافتتحه للصلاة من جديد بعد إتمام عملية ترميمه.
حينما تولى عباس حلمي باشا الأول حكم مصر سنة 1848 أمر بإتمام كسوة الرخام وكذلك عمل تركيبة رخامية ومقصورة نحاسية لقبر جده محمد علي باشا ووضع بداخلها شمعدانات فضية ومصاحف مذهبة، كما أمر بفرش المسجد وإضاءته بالنجف، وعين له القراء ورصد له الخيرات.
وخلال عهد إسماعيل باشا الذي تولى حكم مصر سنة 1863 زُود المسجد بأبواب جديدة بشماعات نحاسية ومصحفان مذهبان بخط إبراهيم أفندي رشدي، وأُعد به مقصورة بجوار المنبر كي يصلي فيها السلطان عبد العزيز الأول لما حضر إلى مصر وصلى بالمسجد، كما أُحيط المسجد بأسوار وأنشئ له دورة مياه.
أما بعد تولي توفيق باشا الحكم سنة 1879 فقد أمر بإصلاح رخام الصحن، وإعادة رصاص القباب، وزوده بمصاحف مذهبة.
اقرأ أيضا:
وزير الأوقاف من مسجد «محمد علي»: السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع
مسجد محمد على الطراز عثماني والحدوتة مصرية
بعد أن أتم محمد على إصلاحات القلعة رأى أن ينشئ هذا المسجد ليؤدي فيه هو وموظفيه الفرائض الدينية، وكي يلحق به مدفناً يكون مثواه الأخير، وأنشئ المسجد في قسم من أرض قصر الأبلق الذي أنشأه السلطان الناصر محمد بن قلاوون، واختير لتصميم المسجد الطراز التركي الذي أدخله المهندسين الأتراك الذين رافقوا ولاة مصر من قبل السلاطين العثمانيين.
ويعد أول نموذج أنشئ بمصر على النسق التركي هو مسجد سليمان باشا "سارية الجبل" بالقلعة سنة 1528، فمسجد سنان باشا ببولاق سنة 1571، فمسجد الملكة صفية سنة 1610، فمسجد محمد بك أبي الذهب سنة 1773، فجامع محمد علي بالقلعة سنة 1830 .
وشرع محمد علي في إنشاء المسجد سنة 1830، ووضع أساسه على الصخر، واختيرت الحجارة الضخمة لبناؤه، وكانت تربط بكانات من الحديد يسبك حول أطرافها بالرصاص، وأسوار وقباب ومنارات وكتابات تعلو الشبابيك، أما كسوة الوجهات بالرخام فلم يتم منها إلا القسم السفلي حتى الباب القبلي للصحن، وكسوة الأفاريز حول الشبابيك النحاسية