سر ساعة الجاسوس إيلى كوهين.. لماذا أصر الموساد على استعادتها من سوريا بعد 62 عاما؟
الجمعة، 06 يوليو 2018 01:00 م
«كاد أن يصل إلى منصب رئيس الوزراء السورى، وربما تولى رئاسة سوريا، وهو الجاسوس الإسرائيلى، اليهودى الديانة، الصهيونى المعتقد».. إنه كامل أمين ثابت، الذى استطاع أن يصبح عضوا قياديا في حزب البعث العربي الاشتراكي السورى، ولولا البطل المصرى «رفعت على إسماعيل الجمال» الشهير بـ «رأفت الهجان» لتغيرت خريطة الشرق الأوسط جغرافيا وسياسيا، فكيف صعد إيلى كوهين أو كامل أمين ثابت إلى منصبه الخطير فى سوريا ولماذا احتفل الموساد بعد مرور أكثر من نصف قرن على إعدامه بعد افتضاح أمره باستعادة ساعة يده؟ وما الدور الذى لعبه البطل المصرى «الهجان» فى قصة سقوط الجاسوس المثيرة؟
أرسلت المخابرات الإسرائيلية إيلى كوهين إلى الأرجنتين، ليزعم إنه تاجر سوري، يختلط هناك بالجالية السورية، ويتقرب إليهم ويصير واحدا منهم، لدرجة إنه أصبح مقرب جدا من السفارة السورية، وليبدى ولعه وشوقه للعودة إلى الوطن.
فى عام 1962م، عاد إيلى كوهين أو كامل أمين ثابت، إلى دمشق ليتقرب من كبار السياسيين وقيادات الجيش وكذك أعضاء حزب البعث السورى، ليستطيع أن يلتقط صورا للدبابات العسكرية الروسية وخطط الخبراء العسكريين الروس، وأن يتجول بحرية في تحصينات مرتفعات الجولان ومنطقة القنيطرة ليتمكن من تصوير جميع التحصينات بواسطة آلة تصوير دقيقة مثبتة في ساعة يده، وكانت وقتها تقنية رهيبة بالطبع، وهى الساعة التى كانت ثمار التعاون بين الموساد الإسرائيلى، والمخابرات الأمريكية.
قصة سقوط إلى كوهين فى قبضة المخابرات السورية بدأت عندما رأى البطل المصرى رأفت الهجان صورة إيلى كوهين فى أحد المجلات الأجنبية فى روما والتى كان قد سافر إليها الهجان في أكتوبر من عام 1964م، للاتفاق على أفواج سياحية لشركته.
كان مكتوبا أسف الصورة: «الفريق أول على عامر والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين فى سوريا والقيادى البارز بحزب البعث العربي الاشتراكي كامل أمين ثابت».
تذكر «الهجان» على الفور الهجان أن إيلى كوهين كان قد قضى معه سهرة فى إسرائيل، وسارع ليحصل على نسخة من المجلة من محل بيع الصحف بالفندق.
تزعم بعض المصادر، أن قصة سقوط إيلى كوهين بدأت عندما اشتكت السفارة الهندية فى دمشق من وجود تشويش على اتصالاتها، وعندما تتبع خبراء اتصالات سوريين الأمر، وبعد معاناة، استطاعوا التوصل إلى جهاز الارسال الذى كان يبعث منه «كوهين» إلى إسرائيل.
عقب القبض على إيلى كوهين، جرت محاكته وصدر حكما بإعدامه نفذ فى 1956، وبعدها بأكثر من نصف قرن احتفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتمكن جهاز الموساد من استعادة ساعة يد إيلي كوهين.
وقال نتنياهو في تغريدة على موقع «تويتر»: «أهنئ مقاتلي الموساد على إعادتهم إلى إسرائيل ساعة يد صديقنا العزيز إيلي كوهين.. كان هذا عملا حازما وشجاعا، هدفه الوحيد إعادة تذكار لمحارب عظيم أسهم إسهاما كبيرا في تعزيز أمن الدولة.. سوف نتذكره دائما»- حسب زعمه.
فيما قال يوسي كوهي رئيس جهاز الموساد: «لن ننسى إيلي كوهين أبدا.. تراثه الذي يتميز بالإخلاص وبالحزم وبالشجاعة وبحب الوطن هو تراثنا.. نحن على اتصال دائم وحميم مع زوجته وعائلته.. إيلي ارتدى ساعة اليد هذه في سوريا حتى قبض عليه وكانت الساعة جزءا من هويته العربية المزيفة»- وفق قوله.