رغم مرور 96 عاما على اكتشاف مقبرة توت.. الفرعون الصغير لم يبح بكامل أسراره

الخميس، 05 يوليو 2018 10:00 م
رغم مرور 96 عاما على اكتشاف مقبرة توت.. الفرعون الصغير لم يبح بكامل أسراره
لحظة اكتشاف المقبرة
كتب- محمود حسن

 

قبل 96 عاما من اليوم، باحت أرض مصر بواحد من أسرارها الدفينة، حين كشف اللورد هاوارد كارتر بعد بحوث أثرية امتدت لعشر سنوات من العثور على مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون، كاملة لم تمس منذ آلاف السنين، فى اكتشاف مذهل.

 

مومياء توت عنخ آمون ترتدى القناع الذهبى لحظة اكتشافها
مومياء توت عنخ آمون ترتدى القناع الذهبى لحظة اكتشافها

ورغم مرور كل هذه السنوات، إلا أن توت عنخ آمون وكل ما يتعلق به مازال جاذبا للأنظار فى العالم، ففى هذا الأسبوع بدأت جامعة كامبريدج البريطانية، فى استافة معرض للمصور هارى بورتون الذى انفرد بتصوير أعمال الحفر الطويلة لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، والذى خلد فى مجموعة رائعة من الصور لتوثيق هذه اللحظة النادرة، فى 3400 صورة.

358 قطة اثرية وجدت داخل المقبرة
358 قطة أثرية وجدت داخل المقبرة

 

وفى تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، قالت كريستينا ريغز، أمينة معرض صور توت عنخ آمون لدى متحف الآثار وعلم الإنسان، إن هذه الصور غيرت المنظور بالكامل لتاريخ مصر الحديث، أما الجديد فإن المعرض سيظهر للمرة الأولى مجموعة جديدة من الصور لم تكن متداولة من قبل، وكانت مقصورة فقط على علماء الآثار لدراستها.

متعلقات توت عنخ آمون لحظة اكتشافها
متعلقات توت عنخ آمون لحظة اكتشافها

 

كارتر الباحث الذى عاش 15 عاما صعبة فى مصر، يحاول فيها البحث عن الفرعون المجهول، والتنقيب عنه لسنوات عبر تمويل حصل عليه من اللورد كارنافان، أخبر فى عام 1922 بأن أمامه موسم واحد وأخير قبل أن ينهى أبحاثه، وأن كارنافان لن يمول المزيد من الأبحاث.

 

تغليف المومياء قبل إخراجها
تغليف المومياء قبل إخراجها

 

فى ظل ظلام اليأس الذى خيم على كارتر فوجئ صباح يوم 4 نوفمبر 1922 باكتشاف ممر صغير يؤدى إلى حائط، قام كارتر بعمل كسر صغير فى هذا الحائط، وأطل من خلال شمعة ليكتشف أكثر مشهد مبهر فى التاريخ، فقد كانت الآثار الخاصة بالمقبرة موجودة هناك، استغرق الوصول إلى القبر 4 أشهر، ليدخل هوارد كارتر إلى داخل القبر، ليكون أول إنسان منذ أكثر من 3 آلاف عام يدخل هذا القبر.

اللحظة التاريخية كارتر يمسك شمعة وينظر داخل المقبرة للمرة الأولى
اللحظة التاريخية كارتر يمسك شمعة وينظر داخل المقبرة للمرة الأولى

أحد الاكتشاف ضجة واسعة فى العالم، فقد كان الفرعون صغيرا فى السن والحجم، إذ بلغ عمره عند مماته 11 عاما، وطوله 170 سم، وبدأ كارتر فى رفع الصناديق الخشبية المطعمة بالذهب، إلى أن وصل إلى التابوت الحجرى الذى يحوى جثمان الفرعون الصغير.

 

كارتر وعامل مصرى يفكران فى كيفية استخراج المومياء من تابوتها
كارتر وعامل مصرى يفكران فى كيفية استخراج المومياء من تابوتها

اضطر كارتر إلى قطع ثلاث توابيت ذهبية عن المومياء، ووجد صعوبة فى رفع الكفن الذهبى الذى يغطى المومياء وكذلك فصل القناع الذهبى الشهير الذى كان مصهورا على وجه توت عنخ آمون خلال عملية التحنيط.

تغليف المومياء قبل إخراجها
تغليف المومياء قبل إخراجها

يعتبر كنز توت عنخ آمون أكمل كنز ملكى عثر عليه، ويتألف من 358 قطعة تشمل القناع الذهبى، وثلاث توابيت أحدهم من الذهب الخالص، وكذلك معدات الحياة اليومية للملك الشاب.

100 عامل مصرى عملوا على إخراج هذا الكنز
100 عامل مصرى عملوا على إخراج هذا الكنز

استمر تنظيف المقبرة حتى عام 1932 حتى تصل إلى شكلها الحالى، لكن كارتر لم يكن مجرد باحث عن الآثار فبعد رحيله تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية التى نجح كارتر فى تهريبها للخارج، وهو الأمر الذى جعل عالم المصريات الشهير زاهى حواس يصفه بـ "اللص".

العمال المصريون ينقلون المومياء إلى المراكب
العمال المصريون ينقلون المومياء إلى المراكب

لسنوات طويلة طاردت كارتر وكارنارفون اللورد الممول شائعة "لعنة الفراعنة" والتى تقول أن وفاتهم جاءت لأسباب غير طبيعية، ولكن هذا لم يكن سوى مجرد محاولة من الصحف الصفراء لزيادة مبيعاتها، والأصل أن كارتر توفى فى عام 1939 بسبب سرطان الغدد الليمفاوية.

بالإضافة إلى جهود كارتر فإن هناك أكثر من 100 مصرى شارك فى أعمال اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وأقيم خط سكة حديد يدوية لنقل القطع من المقبرة إلى مجرى نهر النيل طوله 9 كيلومترات، ومنها نقلت القطع إلى القاهرة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة