حفيد الشعراوي: إعلان تأسيس الإخوان صاغه جدي ولو كان حيًا لدعم عزل مرسي (حوار)
الثلاثاء، 03 يوليو 2018 06:00 م
يستحضر الكثيرون كلماته فى مواقف وأحداث كثيرة فيكتشفون أنها تجسد الحدث وتتحدث عن تفاصيله وتفيض بالحكمة لتجد حلولا لأزمات الواقع وكأنه يعيش بيننا رغم أنه فارق دنيانا منذ ما يقرب من 20 عاما .
استعاد الجميع كلماته عن مصر التى وصفها المتطرفون ودعاة الحروب والدمار زورا وبهتانا بأنها دولة كافرة لتبرير عملياتهم الإرهابية واستباحتهم دماء أبنائها، ليرد الشيخ الشعراوى بحميته فى حب الوطن بمقولته الشهيرة : «من يقول عن مصر أنها أمة كافرة، مصر التى قال عنها رسول الله "أهلها فى رباط إلى يوم القيامة، من يقول عنها أنها كافرة، إذن فمن المسلمون ومن المؤمنون؟ مصر التى صدرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها، صدرته حتى إلى البلد التى نزل فيه الإسلام ،أنقول عنها ذلك ؟! انظروا إلى التاريخ، من الذى رد عنه همجية التتار؟! إنها مصر، ومن الذى رد هجوم الصليبيين عن الإسلام والمسلمين إنها مصر وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاسد أو حاقد أو مستغل أو مستغل أو مدفوع من خصوم الإسلام هنا أو خارج هنا ، إنها مصر وستظل دائما»
والأن ونحن نحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو واجتماع القوى السياسية فى 3 يوليو لتحرير مصر من قبضة جماعة الإخوان الإرهابية تحدثنا مع محمد عبد الرحيم الشعراوى حفيد إمام الدعاة ليوضح ماذا كان سيفعل الشيخ محمد متولى الشعراوى لو كان حيا وشهد الأحداث التى مرت على مصر وأى المواقف كان سيتخذها، وكيف سيكون موقفه من العمليات الإرهابية ومن جماعة الإخوان؟
تحدث حفيد الشيخ الشعراوى طبقا لمعرفته بجده وسيرته ومعايشته له فقال: جدى كان ينطبق عليه قول سيدنا عمر فى وصفه لفراسة المؤمن الذى يرى بنور الله الذى يصطفى من عباده من يشاء ليمنحه هذه الرؤية التى تتجاوز حدود المكان والزمان.
وتابع :«جدى كان له رؤية واضحة فى أوضاع الثورات والمراحل التى تمر بها وكيف يكون الثائر الحق ورغم مرور مايزيد عن 35 سنة على كلمته التى وصف فيها الثائر الحق الا أننا نجدها وصفت الأحداث التى مرت على مصر بدقة».
وأضاف قائلًا: «كانت مصر فى قلب جدى وعقله ووجدانه ولو كان بيننا فانه كان سيؤيد قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي».
وأكد حفيد إمام الدعاة أن الأحداث التى مرت على مصر كان سببها أن اتباع جماعة الإخوان التى تولت حكم مصر كانوا يبحثون عن مصالح شخصية ولا ينظرون إلى مصلحة مصر وكأنها كعكة يريد كل طرف أن يحصل على نصيب منها، مشيرًا إلى ما أسماه بالمتاجرة بالدين بشعارات ومواقف لم ترد فى سير السلف الصالح أوالمشايخ والعلماء ذو العلم والدين والأخلاق .
وعن موقف الشيخ الشعراوى لو كان حيا وقت ثورة 30 يونيو واجتماع 3 يوليو، أكد حفيده قائلا : «بالطبع كان جدى سيؤيد قرارات السيسي الذى انحاز لمطالب الشعب حتى يعصم مصر من الفتنة ويعلى مصلحة الوطن، وكان سينحاز للحق والشرعية ولن ينحاز لمن باع وطنه وأخرج القتلة والإرهابيين من السجون ليعيثوا فى الأرض فسادًا، ويعتدوا على رجال الأمن، ولو كان حيا لكان أول من سيؤيد ثورة 30 يونيو، وكان سيحضر اجتماع 3 يوليو حتى وإن لم يدع إليه، حتى يؤكد على وحدة الأمة واتفاقها على كلمة واحدة».
وأضاف: «كان جدى لا يخش فى الحق لومة لائم ولا يكتم كلمة الحق»، متحدثًا حفيد إمام الدعاة عن علاقة جده بجماعة الإخوان ومؤسسها حسن البنا، قائلا :«جدى كان وفديا حتى النخاع مؤمنا بمبادئ الوفد، ولكنه انضم لجماعة الإخوان المسلمين فى مهدها وبداية نشأتها حين كانت تدعى أنها جماعة دعوية وإصلاحية لا تتطلع للحكم والسياسة».
وكشف محمد عبد الرحيم الشعراوى أن جده هو الذى كتب وصاغ أول بيان لإعلان تأسيس جماعة الإخوان حيث كان خطيبا مفوها وكان عمره وقتها حوالي 28 عاما، مؤكدا أنه سرعان ما انفصل عن الجماعة بعد تدخلها فى السياسة وما حدث من اغتيالات للنقراشى والخازندار.
وأضاف :«بعد مقتل الخازندار ذهب جدى والشيخ سيد سابق لحسن البنا، وسألاه هل للجماعة يد فى قتل الخازندار، وأكد لهما البنا أنه لم يصدر أمرا بقتله، وكان يحضر هذا اللقاء عبد الرحمن السندى، الذى رد على البنا قائلا: «نحن لا نفعل شيئا إلا بأمرك، فقال البنا: وأنا لم آمرك بالقتل، فاحتد عليه السندى قائلا : نحن الذين عملنا منك مرشدًا، واشتد الخلاف بينهما حتى إن السندى دفع البنا بيده، ويومها قال جدى لجماعة الإخوان: «هذا فراق بينى وبينكم»، وهو ما حكاه جدى، مؤكدا أنه أدرك حينها أن الإخوان كان هدفهم الأول كرسى الحكم».