ذاب العجوز بحديثها الملتهب ففاجأته بذكورتها.. كيف تصطاد العصابات الإلكترونية فرائسها؟
الثلاثاء، 03 يوليو 2018 10:00 ص
العصابات الإلكترونية
أحمد قنديل
رجل في أواخر الخمسينات لم يجد بين أسرته خليلا بعد وفاة زوجته الحبيبة فكادت الوحدة تقتله حيا، وسط انشغال أبناؤه بشقاء حياتهم، فلم يكن به إلا أن يجرب ما يسلي وقته، فاشترى هذا الابتكار الجديد المسمى بالسمارت فون الذي يراه منتشرا فوق أيدي الجميع يلمسونه ويشاهدون أشياء عليه، فيسرقهم لساعات طويلة عن الحياة شيئا، ورغم أن معرفة الرجل بالأجهزة الحديث لم تكن على قدر عال، إلا أنه ظل يستكشفه ويتصفحه يوما تلو الأخر حتى كادت خبرته التكنولوجية تصل إلى حد التشابه مع مهارات حفيده الأصغر الذي لم يبلغ السابعة من عمره، فأنشأ لنفسه حساب إلكتروني على أحد مواقع التواصل غرضا في أن يتعارف على أشخص جدد وينفتح على ثقافات أخرى.
مابين مشاهدة المقاطع الساخرة والأفلام التي لم تعرض بعد على شاشات التلفاز وتصفح صفحات الغير، يقضي الشيخ وقته، حتى تحول الجهاز المحمول من مجرد وسيلة للتسلية إلى صديق مقرب، إلا أنه في ذات يوما لاقى حدثا لم يصادفه من قبل، فأثناء تصفح حسابه الاجتماعي علم بطلب صداقة من فتاة أجنبية تسكن بإحدى البلدان القريبة التي تتشابه لغتهم مع مجتمعه.
الملفت إلى الرجل، كان سن الفتاة العشريني، فضلا عن ظهورها بالصور المنشورة عبر حسابها ليتبين جمالها الكبير وقوامها الممشوق وملابسها الثمينة المكشوفة وجرآة أفعالها، وذلك الأمر غير مألوف للعجوز الخمسيني، فلم يعتاد أن يصادق فتيات أصغر منه سنا أو جيل على عكس عادات مجتمعة، ما دفعه ليقبل طلب الصداقة بدافع التطلع والفضول.
ماحدث لم يكن مثيرا للرجل بقدر ما وقع بعد ذلك، ففور قبوله الصداقة فوجئ بمبادرة الفتا في الحديث معها، لتتعارف عليه مستخدمة كلمات رقيقة وتتحدث معه معبرة عن إعجابه به وعشقها له متمنية الدخول معه في قصة حب، وعندما أخبرها بأن شعر رأسه أصابه الشيب لتقدم سنه، باغتته بردها ان هذا العمر يغري صبايا بلدها.
حديث الفتاة للعجوز كان بمثابة الصعقات الكهربائية لقلبه، ليأخذ جسده قسطا من الانتفاض ويتصبب جبينه عرقا رغم وجوده في غرفة مكيفة، فانهار الرجل لمداعبات الفتاة الإلكترونية وعباراتها الجريئة التي لم تصل إلى مسامعه من قبل.
توالت اللقاءات الإلكترونية بين الطرفين، وفي كل مرة يزداد اللقاء جرآة وسخونة، فأحيت الفتاة مشاعرة الدفينة، وتمكنت من تفجير رغباته المكبوتة، حتى وصل الأمر لتجمعهما مكالمة مرئية محرمة كان العري والإباحية مضمونها.
وما أن انتهت المكالمة، أخبرت الفتاة الرجل بأنها تحضر له مفاجأة، ستصله عبر رسالة صوتية مسجلة، وعقب وصول الرسالة بدأ الرجل في تحميلها والشوق يملأ قلبه، ثم فوجئ بصوت رجل أجش غليظ يخبره بأن هو من كان يتحدث إليه وأن الفتاة التي شاهدها في المكالمة المرئية ليست إلا مقطع إباحي مسجل أعيد عرضه، بينما قام هو بتسجيل مقطع العجوز، ثم توالت ضحكات ساخرة من الرجل الخفي، ليطلب من بعدها أموالا بصفة ابتزاز حتى لا يعرض هذا المقطع الفاضح على شبكة الإنترنت.
الصدمة أصابت العجوز المغفل، ليبكي نادما على الفخ الذي وقع فيه نتيجة سعيه خلف شهواته ورغباته المكبوتة، وهروبا من الوحدة المظلمة.
القصة ليست خيالية أو جزء من رواية بالمرة، وإنما هي فقرات مجمعة ومقتبسة من قصص واقعية أبطالها وقعوا فريسة للعصابات الإلكترونية.
تلك العصابات، هم مجموعة من الكتائب الإلكترونية المنظمة، يستهدفون مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي من قليلي المعرفة والخبرة التكنولوجية، بغرض استدراجهم دون شك، وابتزازهم من خلال تهديدهم بالفضح.
وحذرت العديد من مجموعات مكافحة الجرائم الإلكترونية، من مثل هذه الأساليب التي يستخدمها المغرضون والباحثون عن المكسب بالطرق الملتوية، موضحين أن هناك العديد من الأشخاص وقعوا فرائس وهناك من دفع أموالا طائلة وأيضا هناك من نشر له مقاطع فاضحة.
ويقول المراقبون، إن هذه العصابات غالبا ما تستخدم صفة فتيات من خلال الاعتماد على صور مسروقة من بعض الحسابات، ويستغلون انتمائهم لدول عربية قريبة بغرض التمويه عن مواقعهم الحقيقية.