سكينة فؤاد.. المرأة التي هزت عرش الإخوان
السبت، 30 يونيو 2018 03:00 مزينب عبداللاه
«اتكلموا ماتخافوش ما يضيعش حق وراه مطالب».. لم تكن تلك الصرخة التي أطلقتها الأديبة والكاتبة الصحفية سكينة فؤاد على لسان بطلة روايتها: «ليلة القبض على فاطمة» مجرد عبارة ضمن رواية، ولكنها كانت بطولة وقصة كفاح ومقاومة طبقتها صاحبة الرواية لاسترداد وطنها المختطف من أيدي جماعة إرهابية في اجتماع ضم قيادات قررت إنقاذ الوطن ومثلت فيه المرأة المصرية.
كانت سكينة فؤاد المرأة الوحيدة التي شاركت في اجتماع القوى السياسية في (3 يوليو) لعزل «مرسي»، ورسم خارطة الطريق للمستقبل، لتجسد الكاتبة والأديبة صوت الحق والمقاومة التي تشبعت بها من مسقط رأسها بورسعيد المدينة الباسلة.
كانت الكاتبة والأديبة تحلم حين وقفت على المنصة في ميدان التحرير خلال ثورة يناير، نظرت إلى أمواج البشر التي امتلأ بها الميدان، وأغمضت عينيها، ورأت حتشبسوت تغرس حبة قمح في الأرض، ليتحول كل البشر الموجودين إلى سنابل قمح امتلأ بها الميدان، تمنت وقتها أن يحمل شباب مصر هذا الحلم، وأن يزرعوا القمح كما زرعوا الثورة، وأن ينتقل حلم حياتها في الاكتفاء الذاتي من القمح إلى هؤلاء الشباب، ليدركوا أن الثورة لن تنجح إلا إذا أكلنا من زرع أيدينا، وهو الحلم الذي ظلت ولا تزال تنادى به ليس فقط بكتاباتها التي تجسد الواقع، وترسم المستقبل، ولكن من خلال أدوارها الوطنية والسياسية، تمنت الأديبة أن تولد حبة القمح من رحم الثورة، ولكنها شعرت بالخطر والرعب حين تم اختطاف هذه الثورة واختطاف الوطن بأكمله، فقرت ألا تقف عاجزة أمام هذا الخطر.
كانت ولا تزال الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد مشاركة وصانعة للأحداث، حيث كانت مستشارة للرئيس السابق عدلي منصور، كما كانت عضوًا بالمجلس الاستشاري الذي تكون بعد ثورة يناير، وقدمت استقالتها منه فترة حكم المعزول محمد مرسى احتجاجًا على الإعلان الدستوري المكمل، وشاركت في ثورة يناير، كما شاركت في استردادها بعد اختطافها، وكانت السيدة الوحيدة التي شاركت في اجتماع القوى السياسية في (3 يوليو).
تذوب عشقًا في حب مصر، ولا تنشغل إلا بالتفكير فيها، تمزج دائمًا بين حلم الثورة وحلمها الدائم والمستمر في الاكتفاء الذاتي من القمح، الذي خاضت من أجله حربًا وحملة صحفية ضد وزير الزراعة في نظام مبارك، الدكتور يوسف والى، عبر سلسلة مقالات عن الأمن الغذائي والقمح، فالثورة بالنسبة لها ليست هدفًا في حد ذاته، وإلا تحولت إلى فوضى، لكنها موازنة بين حرية البشر وتنمية الوطن، وهو ما تراه يتحقق حاليا في مشروعات التنمية التي تجرى على أرض مصر، وظلت الأديبة ولا تزال من الأمناء الذين يساعدون على عبور الوطن للحظات والأزمات الصعبة.
ولدت سكينة فؤاد في سبتمبر (1945) بمدينة بورسعيد، وحصلت على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام (1964)، والتقت بكبار الأدباء، ومنهم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الذي أشاد بلغتها العربية، وتفوقت في حياتها الصحفية والأدبية، وتولت عدة مناصب صحفية، منها مدير تحرير مجلة «الإذاعة والتليفزيون»، ولها العديد من المؤلفات منها «امرأة يونيو، وترويض الرجل، وبنات زينب، ودوائر الحب».
تزوجت من الكاتب الصحفي أحمد الجندي، مدير تحرير جريدة جريدة الأخبار، الذي توفى في إبريل (2004)، وتؤكد دائمًا أنه كان نموذجًا للزوج المتفاهم الذي يفخر بنجاح زوجته.
تحلم دائمًا بنهضة مصر، وأن تصبح دولة منتجة وليست مستوردة، وأن ندير ثرواتنا بحكمة، ونستغل مواهب شبابنا، وهو ما تراه يتحقق على أرض الواقع، وتشيد بقرارات الرئيس السيسي، ومشروعاته لتنمية مصر، وترى أنه يسعى لتحقيق أهداف الثورة وحلمها بالاكتفاء الذاتي.