تحقيقات «خلية الثغر» تكشف: 50 طلقة تمنع إراقة دماء المصريين في ذكرى 30 يونيو
الجمعة، 29 يونيو 2018 03:00 م
تباشر نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار خالد ضياء، المحامي العام الأول، بالتنسيق مع نيابات محافظة الإسكندرية، التحقيق في واقعة مقتل 10 من أخطر عناصر حركة حسم الإرهابية، المتورطين في محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية السابق، عقب تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وانتقل فريق من النيابة العامة، لإجراء المعاينة لجثة الإرهابين المقتولين، ومكان وموقع الحادث الذي عثر به على عدد من الأوراق التنظيمية داخل وكر اختبائهم كانوا يتخذونه للمعيشة، كما تبين وجود فوارغ الطلقات وبعض الشظايا وتناثر الدماء بأرجاء الواقعة.
رصد قوات الجيش والشرطة
وكشفت التحقيقات، أن العناصر المقتولة أهم العناصر التي تعتمد عليها جماعة الإخوان في تنفيذ العمليات التابعة للجان النوعية في محافظات «الإسكندرية، والبحيرة، وأسيوط، والمنيا» من خلال رصد قوات الجيش والشرطة والشخصيات العامة لتنفيذ عمليات الاغتيال، حيث كانوا يقدمون الدعم اللوجستي لكوادر تنظيم حركة «حسم»، وتصنع العبوات الناسفة، وكانوا يستعدون لتنفيذ مخطط إرهابي فى محافظات «الإسكندرية، والبحيرة، وأسيوط» فى الوقت الذى أدى فيه كشف وكرهم أجهض المخطط.
وفقاَ لـ «التحقيقات»، إن العناصر الإرهابية الإخوانية المقتولة كان مسند لها وآخرين تقسيم أنفسهم إلى 3 مجموعات لتنفيذ المهام والعمليات التى تمثلت فى اغتيال رجال الشرطة والشخصيات العامة، حيث عُثر داخل وكر اختبائهم على عدد من الأوراق التي تؤكد مشاركتهم كأعضاء رئيسين في عدد من العمليات التي وقعت في محافظة الأسكندرية ضد قوات الشرطة خلال الفترة الماضية.
العثور على أوراق تنظيمية
وكشفت التحقيقات، أن العناصر الإرهابية تُعد أبرز الكوادر الشبابية بحركة حسم الإرهابية «الجناح المُسلح لجماعة الإخوان الإرهابية»، حيث يعدوا أحد أهم مسئولى التخطيط والتنفيذ للحوادث الإرهابية، بالإضافة إلى اضطلاعهم بدور فعال ونشط فى تنفيذ تكليفات قيادات جماعة الإخوان الهاربين خارج البلاد بالتخطيط وتوفير الدعم اللوجيستى «الأسلحة المختلفة، والعبوات الناسفة» لتنفيذ العديد من العمليات.
من جهة أخرى، استمعت النيابة العامة لأقوال عدد من الضباط المشاركين المشاركين في عملية الإشتباك، وذلك أثناء استجوابهم بمسرح الجريمة، حيث أكدوا أنه بناءاَ على إذن صادر من المستشار خالد ضياء المحامي العام لنيابات أمن الدولة العليا بضبط المتهمين، تم إعداد كمين شارك فيه ضباط بالأمن المركزي وقطاع الأمن العام، عقب توافر معلومات مؤكدة لقطاع الأمن الوطني تفيد قيام بعض كوادر الحركة، المسمى بحركة «حسم»، حيث تم تحديد أوكارهم التنظيمية التى يتخذونها مأوى لهم لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وذلك من خلال إجراءات الملاحقة التى شملتهم خلال الفترة الأخيرة وأسفرت عن ضبط ومصرع بعضهم فى مواجهات أمنية.
شهادة الضباط فى مسرح الواقعة
وأضاف «الضباط» أن المعلومات التى وردت إليهم أكدت تطوير الإرهابيين لإستراتجيتهم من خلال استقطاب عناصر شبابية جديدة وإخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة بإحدى المناطق الصحراوية بنطاق محافظات الإسكندرية والبحيرة وأسيوط تتناول استخدام مختلف أنواع الأسلحة، الدفاع عن النفس، أمن الهواتف والاتصالات، تمهيداً للقيام بسلسلة من الحوادث الإرهابية قبيل احتفالات الشعب المصرى بذكرى ثورة 30 يونيو.
«الضباط» أشاروا إلى أن المعلومات أكدت أيضاَ نية العناصر الإرهابية بتغيير محل إقامتهم درءاً للرصد الأمني وأنهم بصدد نقل معداتهم وأسلحتهم المستخدمة فى حوادثهم الإرهابية، واعتزامهم التوجه إلى أحد المناطق المتاخمة للظهير الصحراوى لاتخاذ أحد الأوكار بها مأوى لهم.
بداية المواجهة
وأضاف «الضباط»، أنه بمجرد اقتراب القوات فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها، فى محاولة منهم للهرب من أيدى قوات الأمن من خلال إطلاق أعيرة نارية من أسلحة آلية كانت بحوزتهم تجاه القوات أمن الكمين فقامت القيادات الأمنية بتكليف قوات الأمن بأخذ الحيطة والحذر، عقب محاولتهم تحذير الإرهابيين وتسليم أنفسهم عبر مكبرات الصوت.
وتابع الضباط: «إلا أن العناصر الإرهابية رفضت تسليم أنفسهم، فتم تنفيذ خطة الرد المسبقة سلفا في حدوث مثل تلك المواقف مع إحداث بعض التعديلات الطفيفة، وأثناء عملية التنفيذ قام الإرهابيين بتكرار إطلاق وابلاَ من الأعيرة النارية، ما أدى للتبادل معهم فى إطلاق الأعيرة النارية، مؤكداَ أن قوات الأمن تعاملت مع الموقف بحسم كالمعتاد منها فى مثل تلك الظروف وتبادلت إطلاق الأعيرة النارية مع المتهمين حتى تمكنوا من التخلص منهم، في الوقت الذي حاولنا فيه القبض عليهم دون قتلهم لاستجوابهم والكشف عن بقية الخلية، فتمكنوا من السيطرة عليهم وقتلهم بعد مرور ساعة من تبادل إطلاق النار».
قائمة الأحراز
وضمت الأحراز: «3 طبنجة عيار 9 مم، كمية من الطلقات، 2 مفجر عبوات ناسفة، كمية من المواد التى تستخدم فى صناعة العبوات المتفجرة، أدوات للتنكر، 2 بندقية آلية، عبوة ناسفة، كمية من الذخيرة وفوارغ طلقات تجاوزت 1000 طلقة، وبندقية خرطوش، وسائل إعاشة: كميات من المواد الغذائية المحفوظة والمعلبة، وبعض الشواخص المستخدمة فى التدريب على الرماية، 2 دراجة بخارية، كمية من جراكن المياه، المواد البترولية».
تقرير الطب الشرعى
وكشف التقرير الطبى المبدئى، أن سبب وفاة العناصر الإرهابية الـ 10 اختراق أجسادهم أكثر من 50 طلقة نارية، بأنحاء مختلفة بالجسد منها الرأس و الصدر والرقبة والبطن، حيث أن هناك جثث تم العثور على 5 و7 طلقات بها، فضلاَ عن أن علامات اختراق الرصاص موجودة فى معظم أنحاء جسد الضحايا.
وأكد التقرير المبدئي وجود العديد من فتحات الدخول والخروج فى أجساد العناصر الإرهابية، حيث أن مسافة إطلاق الأعيرة النارية كانت من بعد 20 مترا فقط، وفى بعض الطلقات كانت المسافة مباشرة.
وطلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الحادث، وأمرت بدفن جثث الإرهابيين بعد تشريحهم، ومن المنتظر أن تستمع لأقوال ضابطي شرطة آخرين وعدد من الأمناء الذين كانوا مشاركين في عملية الرد على الهجوم، كما أمرت النيابة العامة بانتداب المعمل الجنائي لإجراء المعاينة التصويرية لموقع الحادث.
قرارات النيابة
كما تحفظت النيابة على فوارغ الطلقات التي بلغت ما يزيد عن 500 طلقة قبل إرسالها إلى المعمل الجنائي لفحصها وإجراء المعاينة، والأسلحة الآلية والطبنجات التى كانت بحوزتهم ومئات الطلقات النارية، ويواصل فريق المعمل الجنائي معاينة مسرح الأحداث ورفع الأدلة الجنائية، والتحفظ على عدد من فوارغ الطلقات، وعينة من الدماء التي تناثرت على الأرض والجدران، كما تحفظت على الدراجتين البخاريتين، كما أمرت بصرف عدد من الضباط عقب استجوابهم من سراى النيابة.
بيان الداخلية
وزارة الداخلية، أصدرت بياناَ بالأمس، ذكرت أنه استكمالا لجهود وزارة الداخلية لكشف ملابسات حادث استهداف موكب مدير أمن الإسكندرية السابق يوم 24 مارس 2018 وما كشفته المعلومات عن تورط بؤرة من عناصر ما تسمى بحركة حسم «الجناح المُسلح لجماعة الإخوان الإرهابية» في تنفيذ الحادث، ونجاح الجهود الأمنية في مداهمة وكر اختبائهم بمحافظة البحيرة، والتعامل معهم مما أسفر عن مصرع عدد ( 6 ) منهم والعثور بحوزتهم على كمية من الأسلحة.
وأسفرت الخطة الأمنية الموضوعة لتتبع وملاحقة باقي كوادر البؤرة الإرهابية وتضييق الخناق عليهم وصولاً لضبطهم، عن تحديد أحد العناصر المنفذة ويدعى معتز مصطفى حسن كامل عبدالله، واختبائه بإحدى الشقق السكنية بمحافظة الإسكندرية، وباستهدافها عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا أمكن ضبط المذكور .
وأشارت نتائج الفحص والمعلومات إلى انتمائه لحركة حسم الإرهابية وسفره وعدد من عناصر الحركة للخارج خلال عام 2017 لتلقى دورات تدريبية في مجال استخدام الأسلحة المختلفة وتصنيع العبوات المتفجرة، وشارك عقب عودته للبلاد في رصد عدد من الأهداف الهامة والحيوية بالمحافظة ومن بينها ركاب مدير أمن الإسكندرية السابق.
وأكدت نتائج البحث والتحري عن قيامة بالتنكر وقيادة السيارة المفخخة المستخدمة في الحادث وتركها بمكان التنفيذ بشارع المعسكر الرومانى عقب تفعيل الدائرة الإلكترونية للعبوة الناسفة.
وأسفرت عمليات تتبع باقي عناصر البؤرة عن اتخاذ بعضهم من إحدى الشقق السكنية بمحافظة أسيوط وكراً لاختبائهم حيث تم مداهمتها وتبادل إطلاق الأعيرة النارية معهم مما أسفر عن مصرع عدد 4 عناصر وعثر بحوزتهم على «2 بندقية آلية، 2 طبنجة، عبوة ناسفة».
كما نجحت الجهود في ضبط القيادي الإخوان بحركة حسم الإرهابية باسم محمد إبراهيم جاد، والذى تولى تدبير السيارة المستخدمة فى الحادث، واستغلالها في نقل المواد المتجرة والأسلحة وتسليهما لعناصر البؤرة بمدينة الإسكندرية في إطار الإعداد لتنفيذ الحادث المشار إليه .