المشير حفتر والسراج.. قرأة لأرض الواقع عقب أزمة الهلال النفطي
الجمعة، 29 يونيو 2018 10:00 ص
استطاع المشير خليفة حفتر من طرد ميليشيات إبراهيم الجضران، التى سيطرت على مينائى راس لانوف والسردة فى الهلال النفطي الليبي، قرابة إسبوع، وفى عملية عسكرية خاطفة الخميس قبل الماضي استطاع الجيش الوطني من طرد ميليشيات «الجضران» والتى يحسبها البعض على قوة حكومة الوفاق الوطني التى يترأسها فائز السراج.
أمر حفتر عقب سيطرة الجيش على الهلال النفطي بتسليم المينائين إلى الحكومة الليبية المؤقتة، والتى لا تحظي بموافقة دولية إسوة بحكومة الوفاق الوطني، وعلى أرض الواقع تشير موازين القوى في ليبيا إلى أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر يسيطر على شرق البلاد، ويبسط نفوذه على المنطقة من الحدود المصرية- الليبية إلى غرب بنغازي.
ومعاقل الإخوان في مدينة درنة الواقعة في منتصف تلك الرقعة الجغرافية على البحر المتوسط تخضع من الداخل لسيطرة مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة، وفيها أبرز المصريين المطلوبين للسلطات المصرية، وتمكن الجيش أخيراً من دخول المدينة، ويتعامل الآن مع جيوب تحصن فيها بعض الإرهابيين.
وعلى أرض الواقع فإن المشير خليفة حفتر يتحالف سياسيا مع مجلس النواب الليبي برئاسة عقيلة صالح، ، والحكومة الليبية الموقتة برئاسة عبدالله الثني ومقرها البيضاء، وتدعم مصر جيش حفتر وتعترف به، وتطالب بإنهاء حظر تصدير السلاح إليه، وهي أكثر دولة منخرطة في محاولات توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وهناك دول أوروبية تتعامل مع الجيش الليبي بحكم الأمر الواقع منها مثلاً فرنسا، التي استضافت أخيراً مؤتمراً شارك فيه حفتر.
أما غرب ليبيا، فيسيطر عليه حكومة «الوفاق الوطني» برئاسة فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي للحكومة، وهي الحكومة صاحبة الشرعية الدولية والتي تمثل ليبيا في الاجتماعات الدولية والإقليمية، ومن روافد تلك الحكومة المجلس الأعلى للدولة الذي يعد بمثابة مجلس استشاري صيغته أقرب إلى مجلس نيابي، ويرأسه خالد المشري وهو قيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» الليبية.
الجيش اللليبي استطاع تحقيق انتصارات في منطقة الهلال النفطي من شأنها تعزيز نفوذه في المعادلة الداخلية في ليبيا، وترسيخ دوره في الترتيبات الإقليمية والدولية المتعلقة بليبيا، كون تلك المنطقة الغنية بالنفط من شأنها توفير دخل ضخم للمنطقة الشرقية، وتأكيد حضور سلطات المنطقة الشرقية في أي ترتيبات مقبلة، خصوصاً في ظل الاعتراف المتزايد الذي يلقاه الجيش الليبي، والذي ترسخ في مؤتمر باريس الذي عقد قبل أسابيع ومثل حفتر فيه رقماً مهماً، وهو ما يخصم من رصيد القوى التي تؤيدها قطر المهزومة في ليبيا، وتسعى بكل الطرق إلى قطع شعرة معاوية التي تربط القاهرة بحكومة طرابلس باستخدام كل وسائل التخريب، التي صارت الدوحة تملك خبرات واسعة فيها.