كوارث وفساد اتحاد الكرة.. مجلس هاني أبو ريدة "قليل من الجد كثير من المسخرة"
الخميس، 28 يونيو 2018 12:00 مكتب صابر عزت
في مشهد كاريكاتير ظهر أعضاء مجلس اتحاد الكرة المصرية، أمس الأربعاء، خلال المؤتمر اتحاد الكرة، الذي وصف بأنه مهزلة، وكأنه جلسة للنقاشات الداخلية والمشاجرات بين هاني أبو ريدة، ومجدي عبد الغني، وتوجيه الاتهامات بدلا من الحديث عن أزمة منتخب مصر، ونتائجه المخيبة للآمال، وخروجه من الدور الأول لبطولة كأس العالم، على عكس الوعود التي روج لها اتحاد الكرة والجهاز الفني واللاعبين.
اتحاد «أبو ريدة» العظيم، والذي روج لنجاحه في الوصول لأمم إفريقيا بعد غياب (7 أعوام)، ووصوله إلى كأس العالم بعد غياب (28 عاما)، ارتكب أخطاء لا يرتكبها اتحاد كرة في «KG2»، خاصة بعد النتائج التي تحدث عنها «أبو ريدة»، في أعقاب الحصول على لقب وصيف الأميرة الإفريقية، والتأهل لكأس العالم- مونديال روسيا 2018.
«أنا مش حرامي».. هو أبرز الكلمات التي يتذكرها مشاهدي مؤتمر اتحاد الكرة، فعلى ما يبدوا أن المؤتمر، لم يكن لتوضيح أسباب ضعف المنتخب، وأزمات محمد صلاح ولاعبي منتخب مصر، والتغاضي عن إعلان بعض اللاعبين لفرق في السعودية، قبيل مباراة الفراعنة والأخضر بساعات، وإنما كان لدفاع مجدي عبد الغني، عضو اتحاد الكرة، عن نفسه في أزمة التيشرتات، وتوجيه أصابع الاتهام لرئيس الاتحاد هاني أبو ريدة.
مشهد أقل ما يوصف به، أنه مشهد كاريكاتير، انفعل مجدي عبد الغني، واقتحم حديث رئيس اتحاد الكرة هاني أبو ريدة، قائلا: «أنا مش حرامي.. ولم أسرق قمصان المنتخب.. ما حدث تشويه لسمعتي». دون الالتفات لأهمية الكيان الذي كانوا يمثلونه في روسيا، ولم يحققوا نتائج إيجابية، بل جلبوا له فضيحة مدوية عن طريق الأداء الخرب في لقاءات المونديال.
وعلى الرغم من بث المؤتمر على الهواء، إلا أن «عبد الغني» لم يكترث، واستكمل حديثه حتى أنه دخل في مجادلات أمام منصة المؤتمر، مدافعا عن نفسه غير مهتما بما قدمه المنتخب، مهاجما «أبوريدة»: «قرار استبعادي من سفر بعثة المنتخب لروسيا كان غلط»، فيما اكتفى «أبوريدة» بالابتسام ردا على مهاجمة «عبد الغني» له. وهو ما دفع عضو اتحاد الكرة للاستمرار في الكيل لـ«أبو ريدة» قائلا: «هو اللي غلطان.. القرار اللي خده الباش مهندس هاني مش صح».
في أعقاب المؤتمر العشوائي لـ«أبو ريدة»، وجماعته، نشر موقع «يوروسبورت عربية»، تقريرا بعنوان: «فضيحة مدوية لكوبر في فندق الفراعنة بجروزني»، والذي رصد تواجد 22 فردا من عائلة الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني السابق للفراعنة، بنفس فندق إقامة معسكر المنتخب، وبعلم مسئولي الجبلاية. وهو على عكس ما تحدث عنه «أبو ريدة»، خلال المؤتمر، حيث إنها اكد أن الفندق الذي أقام به المنتخب، لم يكن به أحد سوى أعضاء الفراعنة.
ولفت التقرير إلى أن الأزمات الإدارية داخل معسكر منتخب مصر في روسيا، هي السبب في غياب التركيز عن اللاعبين، حيث كان المنتخب المصري هو الأكثر تعرضًا للأزمات بين منتخبات كأس العالم- وفقا لتصريحات أحد أعضاء الجبلاية والتي نشرها التقرير.
لم تكن الأزمات التي تعرض لها منتخب مصر، بسبب تخاذل اتحاد الكرة في روسيا، هي الكارثة الوحيدة، فهناك العديد من الكوارث التي تسبب بها الاتحاد بقيادة هاني أبو ريدة، قبيل سفر المنتخب وانطلاق بطولة كأس العالم في روسيا وعقب انتهاء كأس العالم.
أبرزها كان واقعة التذاكر.. حيث قام مسؤولو الاتحاد المصري لكرة القدم بالحصول على كمية كبيرة من التذاكر لتوزيعها على الجماهير المصرية، ليفاجئ الجميع ببيع التذاكر لأشخاص آخرين من خارج الجماهير المصرية للحصول على استفادة مالية في فضيحة مدوية بمونديال روسيا- وربما كانت تلك هي أول الأسباب لاتهام أعضاء الاتحاد بالفساد المالي والإداري.
عقب ذلك أزمة سعد سمير وكهربا.. جاء دفاع مسئولو الجبلاية عن واقعة سعد وكهربا والتي لاقت استياء الجماهير المصرية كونها واقعة مسيئة للآداب وفي وقت خرج فيه المنتخب رسميا في المونديال كفضيحة جديدة، وبرر اتحاد الكرة الواقعة بأسلوب طفولي لا يقبله عقل أو منطق خاصة وأن الجميع شاهد الفيديو المسرب.
لم تتوقف أزمة الاتحاد عند هذا الحد، فعلى ما يبدوا أن محمد صلاح، نجم المنتخب وسبب التأهل، كان على خلاف دائم مع اتحاد الكرة، حتى ان الاتحاد شارك في العديد من الأزمات مع مجلس «أبو ريدة».. فقد دخل مسئولو الجبلاية في أزمة جديدة مع محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي بسبب وقوع مسئولو الجبلاية في خطأ جديد داخل المعسكر ليقوم وكيل أعماله بتسريب غضبه ونيته في اعتزال اللعب الدولي بسبب مسئولو الجبلاية.
في أعقاب المهازل التي ارتكبها اتحاد «KG2»، أقرت لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، أن اتحاد الكرة المصرية، هو السبب الرئيسي لخروج المنتخب من بطولة كأس العالم المقامة بروسيا، بسبب تشتيت المنتخب ومخالفات الاتحاد المصري لكرة القدم خلال البطولة.
وأضافت لجنة الشباب والرياضة في بيان لها: «تابعت لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ببالغ الأسى والحزن خروج المنتخب الوطني الأول لكرة القدم من دور المجموعات في بطولة كأس العالم المقامة بروسيا، والأداء غير المتوقع من لاعبيه رغم الآمال التي كانت معقودة عليهم مما أسفر عن تذيل المنتخب مجموعته بعد ثلاث هزائم متتالية منى بها المنتخب المصر من منتخبات أوروجواي وروسيا والسعودية».
وحملت لجنة الشباب والرياضة المدير الفني هيكتور كوبر واللاعبين مسؤولية هذا الخروج والمهين والتمثيل غير المشرف الذي ظهر عليه شكل وأداء منتخبنا لكرة القدم، كما حملت أيضا الاتحاد المصري لكرة القدم مسئولية المخالفات الجسمية التي شابت أداء البعثة المصرية، وتركز عزمها تشكيل لجنة تقصى الحقائق حول العديد من تلك المخالفات والتي كان من بينها:
1- تصريحات الكابتن مجدي عبد الغنى، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، وتهديده مسؤولي الاتحاد بكشف المستور بعد استبعاده من رئاسة بعثة المنتخب بروسيا على خلفية اتهامه بسرقة ملابس المنتخب، وسفره ومرافقته لبعثة المنتخب عقب تلك التصريحات.
2- إقامة معسكر المنتخب بمدينة (جروزني) التي تبعد عن مكان إقامة المباريات، الأمر الذي تسبب في إرهاق اللاعبين خلال أدائهم للمباريات نظرا لبعد المسافة في حين أقامت بقية المنتخبات العربية معسكراتها بالقرب من أماكن مبارياتها.
3- السماح باختراق معسكر المنتخب- قبل خوص مباراة روسيا- من قبل مجموعة من الفنانين ورجال الأعمال وسط غياب تام من مسؤولي بعثة المنتخب الأمر الذي أفقد اللاعبين تركيزهم خلال المباراة.
4- عدم الالتزام بالاتفاق الذي تم بين البرلمان واتحاد الكرة بتشكيل لجنة مستقلة من البرلمان والرقابة الإدارية والأمن الوطني تتولى مسئولية بيع تذاكر مباريات المنتخب في كأس العالم للجمهور تحقيقاً للشفافية مما أدى إلى بيع تذاكر المباريات بطرق غير مشروعة.
5- تسبب الاتحاد في عدة أزمات للاعب الدولي الفرعون المصري صلاح من بينها أزمتين مع الشركة المالكة لحقوقه التسويقية، حين أخذ الاتحاد بوضع صورة اللاعب على الطائرة الناقلة لمنتخب مـصـر لكأس العالم بروسيا بجوار شعار شركة اتصالات منافسة للشركة التي تمتلك حقوق تسويق اللاعب، وذلك حين لبى اتحاد الكرة دعوة العشاء الموجهة من الرئيس الشيشاني «رمضان قديروف» والتي على هامشها تم تكريم صلاح ومنحه المواطنة الفخرية مما تسبب في إثارة الإعلام الإنجليزي ضد اللاعب لوجود خلافات سياسية بين دولة بريطانيا وجمهورية الشيشان.
وأوضحت اللجنة، أن مسئولي الاتحاد كان عليهم الانتباه قبل توريط اللاعب في أزمة لا ذنب له فيها، مؤكدة في ختام بيانها أنها لن تتوانى عن التحقيق في تلك المخالفات وغيرها واستيضاح الحقائق بشأنها وإعلان تقريرها على الرأي العام بشفافية كاملة ومحاسبة كل من أخطا انطلاقا من دورها الرقابي على كل ما يتعلق بالشأن الرياضي.
وفي ظل السخط الذي ينزل على اتحاد الكرة، ورفض المصريين للنتائج والتصريحات الهزلية، والخناقات الكركاتيرية، ظهر متنطعون محسوبون على شلة «السبوبة» في اتحاد الكرة، سربوا أخبارًا مفادها أن لا أحد يقدر على حساب رجال الاتحاد الفاسدين مهما فعلوا، متناسيين أن البعثة مصدق عليها بقرار وزاري وبالتالي أعضائها يحملون درجة موظف في الدولة، يمكن محاسبته بكل الأدوات القانونية اللازمة.
المستفيدون من «السبوبة» حاولوا الترويج أيضا لأن الاتحاد محمي بأمر الفيفا، متناسيين أنه تم التحقيق مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق بتهم الفساد، ولم يقدر أحد على حمايته من القانون.
إحالة أعضاء هذا الاتحاد للنيابة العامة الآن قبل غداً، أقل ما يمكن تقديمه لتصحيح صورة مصر بالخارج، بعد تشويهها بأفعال «هاني أبو ريدة» ورجاله في اتحاد «السبوبة»- اتحاد KG2.
منتخب مصر