هنا اتحاد السبوبة "الجبلاية سابقا".. هل أصبح هاني أبو ريدة وشلته فوق الحساب؟
الأربعاء، 27 يونيو 2018 08:00 م
كل المؤشرات كانت تقول إن بالمستقبل فضيحة مدوية تنتظر بعثة منتخب مصر في مونديال روسيا 2018، ولضيق الوقت والحرص على تحقيق الهدوء والطمأنينة للاعبين وأفراد الجهاز الفني وعدم تشتيتهم بأمور لا شأن لهم بها، سكت الجميع وطالب أشد المعترضين على أداء اتحاد الكرة بتأجيل الوقفة والمحاسبة الحقيقية لما بعد الانتهاء من كأس العالم، ومنحهم فرصة أخيرة لتصحيح الأوضاع، علهم ينتبهون للمهمة الوطنية الموكلة إليهم.
هالله هالله ع الفانلة
لم ينتبه المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، وأعضاء مجلسه لغضبة الشعب والعاملين بالوسط الرياضي من فسادهم الذي أصبح ملء السمع والبصر، وأن رصيدهم لم يبق فيه سوى «زلطة» إن ركلوها خرجوا «برة».
قبل السفر بساعات استيقظ الشعب المصري على فضيحة داخل الاتحاد كانت كفيلة بإحالتهم جميعاً للنيابة العامة، بعد أن صدر قراراً تم تسريبه لجميع الصحفيين المسئولين عن تغطية الاتحاد المصري لكرة القدم، باستبعاد كابتن مجدي عبد الغني من البعثة الرسمية للمنتخب بقرار من أبو ريدة لأنه متهم بسرقة فانلات البعثة والاعتداء على عامل الغرفة المسئول عن هذه العهدة، قبل أن يخرج «عبد الغني» ويهدد بهدم المعبد على رأس الجميع، وفضح فساد كل أعضاء الاتحاد بمن فيهم رئيسه أبو ريدة، الذي استجاب بالفعل لتهديد «عبد الغني» وابتزازه، وقرر الحاقه بالبعثة من أموال الاتحاد ولكن بصفة غير رسمية.
20 مليون جنيه.. هل شربوا بها «بيبس»؟
الرائع الراحل سعيد صالح في عبقريته العيال كبرت، قال جملة باتت فيما بعد شعار رسمي للسرقة، وطبقها اتحاد الكرة بعد عشرات السنوات من عرض العمل المسرحي الشهير، فحتى الآن وبعد عودة بعثة منتخب مصر من روسيا، لم يعرف أحد أين ذهبت المليون و800 ألف يورو التي تسلمها المنتخب من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» للإقامة والإنفاق على البعثة المصرية التي أقامت في جروزني الشيشانية على نفقة رئيس الشيشان، وكأن لسان حال اتحاد «ابو ريدة»: «مش قلتلي اشرب بيهم بيبس».
كان منتظر من هاني أبو ريدة أن يوضح في مؤتمره الصحفي الذي انعقد اليوم، بالمستندات جهات إنفاق هذا المبلغ الكبير، والذي لمن لا يعلم يمنح كمقابل الإقامة طوال فترة المونديال، وليس دور المجموعات فقط.
مصادر مقربة من الاتحاد قالت إنه حتى حال دفع المنتخب ثمن إقامته في جروزني، فلن تتخط تكلفة الإقامة منذ السفر حتى العودة أكثر من 400 ألف يورو.
النكز المشروع
فعل فاضح داخل أرضية التمرين يرتكبه أحد اللاعبين تجاه زميله، لينال كل منهما ما يستحقه من عضبة الجماهير التي نادت بالتحقيق في الأمر، ولكن الاتحاد كان في واد آخر، واد ترتيب أوراق «الغنيمة» التي اقتنصوها بغير وجه حق، وعندما وجدوا الأمور تتصاعد والثورة لا تهدأ خرجوا ببيان ركيك من نوعية «الهم اللي يضحك»، قالوا فيه إن اللاعب لم يقصد سوى نكز زميله للانتباه لحديث المدرب.
الفضايح بتكر
لك أن تتخيل أن مواطناً مصرياً يشاهد مباراة السعودية في دقائقها الأخيرة يدعو الله حثيثاً أن ينال منتخبه هدف ثاني في هذا التوقيت، حتى تكتمل الفضيحة وتصبح الوقفة ضرورية مع هذا الاتحاد الفاسد، يستجيب الله ويحرز المنتخب السعودي هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من المباراة، لتتحق الفضيحة الكاملة، وتجر خلفها المزيد من الفضائح التي كانت مستترة خلف شعار الحفاظ على استقرار المنتخب.
صحفيون كانوا مقيمون بفندق المنتخب نقلوا بعد الهزيمة أنباء مؤكدة عن أن بعض اللاعبين كانوا مصطحبين ذويهم وزوجاتهم ولم يفارقوهم طيلة فترة البعثة، وأحد هؤلاء اللاعبون كان يسهل مهمة قناة فضائية في التصوير داخل غرف اللاعبين مقابل نسبة دولارية يحصل عليها من القناة، كل هذا واتحاد «السبوبة» كما يطلق عليه النشطاء «شاهد مشافش حاجة».
مؤتمر «انا مش حرامي» الصحفي
بعد العودة من رحلة «الوكسة» بساعات قرر هاني أبو ريدة عقد مؤتمر صحفي لتوضيح سبب الإخفاق، الجميع انتظر بفارغ الصبر الرد بالبراهين على كل تلك المشكلات التي تسربت من بعثة المنتخب، إلا أن الرجل كان مصراً على أن يكمل اللعبة لآخرها، وكأنه فوق الحساب، قالها صريحة في بداية المؤتمر :«لن نستقيل، ولم نخطئ»، قبل أن نفاجئ بوجود ما يمثلون دور صحفيين يطلبون الكلمة فيهيلون في وجهنا كلمات مدح للرجل ومجلسه على إدارة البعثة في روسيا والشكل المشرف التي خرجت به، قبل أن يثور الصحفيون ويطلبون توجيه الأسئلة التي أغصبت الكابتن مجدي عبد الغني، فانتفض من مقعده مسيئاً لمصر قبل أن يسيء لنفسه ومؤكداً فعلته الفاضحة ويقول :«انا مش حرامي.. انا عندي اولاد.. مش هسمح لحد يقول كده»، فلم يكن من «ابو ريدة» سوى الرد بهدوء الآمنين كل سبل العقاب: «اقعد يا مجدي.. احنا غلطناه».
يمكن تلخيص المؤتمر في أنه أساء لمصر وصورتها بشكل أكبر من خسارة كل مبارياتنا في كأس العالم، وحديث العالم كله عن مصير الـ20 مليون جنيه التي حصلنا عليها من الفيفا، أو حتى تورط أحد لاعبينا بفعل فاضح تجاه زميله.
كيف الحساب؟
متنطعون محسوبون على شلة «السبوبة» في اتحاد الكرة، سربوا أخباراً مفادها أن لا أحد يقدر على حساب رجال الاتحاد الفاسدين مهما فعلوا، متناسيين أن البعثة مصدق عليها بقرار وزاري وبالتالي أعضائها يحملون درجة موظف في الدولة، يمكن محاسبته بكل الأدوات القانونية اللازمة.
المستفيدون من «السبوبة» حاولوا الترويج أيضاً لأن الاتحاد محمي بأمر الفيفا، متناسيين أنه تم التحقيق مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق بتهم الفساد، ولم يقدر أحد على حمايته من القانون.
إحالة أعضاء هذا الاتحاد للنيابة العامة الآن قبل غداً، أقل ما يمكن تقديمه لتصحيح صورة مصر بالخارج، بعد تشوييها بأفعال «هاني أبو ريدة» ورجاله في اتحاد «السبوبة».