كيف عزز قطاع التكنولوجيا مكانته الدولية؟.. الاستثمارات الأجنبية تجيب عن السؤال
الأربعاء، 27 يونيو 2018 08:00 ممروة الغول
لا يزال قطاع تكنولوجيا المصري محط أنظار المؤسسات الدولية والشركات الاستشارية وخبراء الصناعة ومحور اهتمام الشركات العالمية في مجال تعهيد خدمات التكنولوجيا، وتأتى الإشادة بهذا القطاع المتميز كنتيجة طبيعية لجهود بُذلت على مدار الأعوام الماضية للحفاظ على معدلات النمو به وخلق منظومة للحفاظ على الاستثمارات الأجنبية وجذب المزيد منها.
وأكد تقرير نشرته حديثاً مجلة (PULSE) الصادرة عن الجمعية الدولية للمحترفين في مجال التعهيد (IAOP®)، على أن مصر تعمل على تطوير البنية التحتية، وتحسين نظم الاتصالات، والارتقاء بمهارات العاملين في هذا القطاع من خلال برامج متعددة، والتدريب على تقنيات متطورة مثل علوم البيانات وتحليل البيانات الكبيرة، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، مع وجود اللاعبين الكبار من الشركات متعددة الجنسيات.
وأضاف التقرير، الذي جاء تحت عنوان: «مصر تغيّر نظرة العالم لها- من أرض التاريخ إلى دولة ذات ميزة تنافسية»، أن عدد العاملين فقط على تصدير خدمات التكنولوجيا والتعهيد بلغ نحو 170 ألف موظف، يقدمون هذه الخدمات إلى 100 دولة في جميع أنحاء العالم بـ 20 لغة.
كما استند التقرير إلى استطلاع للرأي لمعهد «جالوب» الأمريكي للأبحاث يشير فيه إلى أن مصر هي أفضل دولة في أفريقيا من الناحية الأمنية وتأتي في مرتبة أعلى من كلٍ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، مما يؤهلها لتكون المقصد الآمن والأمثل لاحتضان استثمارات التكنولوجيا وتقديم خدمات التعهيد إلى جميع أنحاء العالم.
وفي سياق متصل، نجحت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» في الاتفاق مع 6 شركات عالمية تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات وتعهيد مراكز الاتصال على توسيع نطاق أعمالها من خلال ضخ استثمارات جديدة للسوق المصري وخلق ما يزيد عن 3700 فرصة عمل للشباب المصري المتخصص في مجال التعهيد.
ومن جانبها، أشارت مها رشاد، القائم بأعمال الرئيس التنفيذ للهيئة، إلى أنه تم الاتفاق مع الشركات العالمية على الإعلان عن استثماراتها في مصر من خلال بيانات مشتركة في وسائل الإعلام العالمية، وذلك في إطار الترويج لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المصري مما يسهم في تحسين الصورة الذهنية عن مصر ويعمل على جذب المزيد من الاستثمارات.
وأضافت أن ذلك يأتي في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال الهيئة لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمصر وزيادة الصادرات المصرية لهذا القطاع الحيوي.
وأشارت إلى أن الإقبال المتزايد من قبل الشركات العالمية يعكس الثقة في إمكانيات السوق المصري والذي يتميز بوفرة الكوادر الشابة والمتخصصة، وهذا ما أكدته كافة التقارير الدولية الصادرة مؤخراً في هذا المجال وأشارت بعودة مصر وبقوة كواحدة من أفضل مقاصد التعهيد على مستوى العالم.
ومن جهته، اعتبر بيتر رايان، الرئيس التنفيذي لشركة «رايان للاستشارات في مجال التعهيد»، وأحد أبرز المحللين الدوليين في هذا المجال، في مقال له بعنوان: «على الأعتاب أم لا: ستة مواقع في طليعة مقدمي خدمات تعهيد نظم الأعمال لنترقبها»، مصر واحدة من بين أبرز ثلاثة مواقع في مجال تقديم خدمات نظم الأعمال نظراً لعوامل تتعلق بجاذبية عرض القيمة الذي تقدمه مصر في مجال تعهيد نظم الأعمال.
وأضاف أن الحكومة المصرية أعطت الأولوية لجذب استثمارات جديدة في مجال التعهيد، مع الترويج للقوى العاملة الماهرة في البلاد، والحوافز والتركيز على الجودة، وأن قطاع التعهيد الخارجي لمصر لم يتقلص أبداً، وهو دليل على القيمة التي يعول عليها المستثمرون في ذلك الموقع، وأن قطاع التعهيد المصري على أعتاب تحقيق طفرة حقيقية، وهي حقيقة مؤكدة.
جدير بالذكر أن مصر جاءت في المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا في مؤشر جاذبية الدول المقدمة لخدمات التعهيد العالمية لعام 2017 والصادر في سبتمبر الماضي عن مؤسسة «إيه تي كيرني»، في حين قامت «الجمعية الألمانية للتعهيد» بإطلاق وتحديث دليل مصر كمقصد لخدمات التعهيد بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا».
وكانت مؤسسة «جارتنر» الاستشارية العالمية قد وضعت مصر مجدداً في تقريرها عن أبرز الدول المقدمة لخدمات التعهيد وتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات للعامين 2016 و2017 على التوالي، ذلك بعد غياب دام أكثر من 5 سنوات منوهة فيه إلى أن مصر تأتي ضمن الدول الرئيسية والرائدة في تقديم خدمات التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود.