%6 تدخين و2% تعاطي.. هل نجحت وزارة التضامن في توظيف الدراما لمواجهة الإدمان؟

الثلاثاء، 26 يونيو 2018 01:34 م
%6 تدخين و2% تعاطي.. هل نجحت وزارة التضامن في توظيف الدراما لمواجهة الإدمان؟
غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي
حسن شرف

الدراما واحدة من أكثر الأدوات تأثيرا في المجتمع وثقافته، وكثير من الأمور التي تتناولها الدراما تشيع بعد ذلك في المجتمع، أو تختفي إذا نجحت الدراما في معالجة المشكلة بشكل جاد، ومن هنا تبرز أهميتها وأهمية التعامل معها بوجهة نظر مختلفة وعميقة.
 
في هذا الإطار ركزت وزارة التضامن الاجتماعي في وقت سابق على المحتوى الدرامي، وسعت إلى توظيفه في جهودها وحملاتها لمكافحة الإدمان، وعقب انتهاء موسم الدراما الرمضانية استعرضت وزيرة التضامن غادة والي، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، نتائج المرصد الإعلامي للصندوق حول تحليل مشاهد التدخين والمخدرات في دراما رمضان.
 
وقالت وزيرة التضامن إن الدراما تلعب دورا محوريا في تشكيل فكر ووجدان الأطفال والشباب تجاه عديد من القضايا المجتمعية، لا سيما التدخين والمخدرات، وهو ما ظهر بوضوح في نتائج البحث القومي عن مشكلة التدخين والمخدرات في مدارس المرحلة الثانوية، الذي أعلنه الصندوق في 2017، إذ احتلت وسائل الإعلام وعلى رأسها الدراما المرتبة الأولى كمصدر معلومات عن التدخين والمخدرات بين الطلبة بنسبة 72%.
 
جاء ذلك خلال احتفال الصندوق باليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، اليوم الثلاثاء، بحضور مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وعمرو عثمان مساعد وزير التضامن الاجتماعي ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وعدد من أعضاء مجلس النواب وصناع الدراما والنقاد والإعلاميين وممثلي الجهات الحكومية والأهلية.
 
وأكدت الوزيرة غادة والي خلال الاحتفال، حرصها على استمرار التواصل مع صناع الدراما لتطوير التناول الدرامي للقضية، وأشارت إلى أنه منذ العام 2014 يتم الالتقاء بصناع الدراما، لا سيما بعد انقضاء شهر رمضان، للتشاور بشأن نتائج رصد وتحليل مشاهد التدخين والمخدرات في الأعمال الدرامية، وإلقاء الضوء على التناول الإيجابي لتكريمه، ورصد خطورة التناول السلبي للقضية وتداعياته على الأطفال والشباب، لمراجعة هذه الأعمال والسعي لتلافيها، إعلاء لمصلحة الأطفال والشباب.
 
وأوضحت وزيرة التضامن أن الدراما حققت هذا العام نتائج إيجابية في تناولها لقضية المخدرات مقارنة بالعام الماضي، إذ كشف المرصد الإعلامي للصندوق عن انخفاض نسب مشاهد التدخين من 13% من إجمالي المساحة الزمنية للأعمال الدرامية في رمضان 2017 إلى 6% في رمضان هذا العام، أما مشاهد تعاطي المخدرات فقد انخفضت من 4% إلى 2%، كما خلت 4 مسلسلات من مشاهد المخدرات تماما.
 
وعلى صعيد تحليل مضمون دراما هذا العام، أوضحت الوزيرة غادة والي أن الدراما حملت عددا من الرسائل الإيجابية بشأن قضيتي التدخين والمخدرات، كما التزمت القنوات التليفزيونية بعرض التصنيف العمري للأعمال الدرامية، إضافة إلى خلوّ كل الأعمال الدرامية من وجود أي مشاهد للتدخين أو لتعاطي المخدرات من قبل الأطفال، لافتة إلى أن تجربة المرصد الإعلامي للصندوق أصبحت من التجارب الرائدة على المستوى الدولي، فقد اختارتها منظمة الصحة العالمية لعرضها باجتماع لجنة خبراء المنظمة لمنع الترويج لمنتجات التبغ، الذي عُقد في مارس الماضي بمدينة نيودلهي الهندية، وتم اعتماد تجربة المرصد كأحد الأدلة العلمية لتطوير وثيقة دولية تعتزم منظمة الصحة العالمية إصدارها في نوفمبر القادم بشأن تدابير مواجهة كافة أشكال التسويق الغير مباشر لمنتجات التبغ وذلك في إطار إلتزام الدول الأعضاء بالاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ.
 
وأكدت "والى" حرص الصندوق بالتعاون مع المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام علي إصدار تقارير دورية أسبوعية خلال شهر رمضان الماضى لتشجيع الأعمال الخالية من المخدرات أو التي تحمل رسائل توعوية بقضية التدخين والمخدرات، وفي ذات الوقت حرص الصندوق علي مخاطبة وتنبيه الأسرة المصرية بشأن الأعمال التي تحمل رسائل سلبية وتنشر الثقافة السوداء للمخدرات، وقد قام المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام باتخاذ خطوة غير مسبوقة بإصدار قراره في تاريخ 4 يونيو الماضي بتحذير الشركة المنتجة والقناة التي تبث أحد الأعمال الدرامية التي تتضمن مشاهد ترويجية للمخدرات بضرورة مراجعة الحلقات المتبقية وحذف هذه المشاهد حال إعادة عرض المسلسل، كما تم إبلاغ المجلس بضرورة إتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الترويج لمنتجات التبغ في 3 مشاهد درامية أخرى مخالفة للقانون رقم (58) لسنة 2002 بشأن الوقاية من أضرار التدخين.
 
وفي سياق متصل، كرمت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، الأعمال الدرامية الأربعة الخالية من مشاهد المخدرات، مؤكدة أن الوزارة وصندوق مكافحة الإدمان سيواصل لقاءاته مع صناع الدراما، بهدف مواصلة الاستفادة من الأثر الإيجابي للدراما.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق