التدخل في سوريا أحد الأسباب.. هل اقترب الإيرانيون من إحراق نظام «الملالي»؟
الإثنين، 25 يونيو 2018 11:00 م
لماذا خرج المواطنون الإيرانيون في مظاهرات حاشدة تطالب الحكومة بسحب قواتها من سوريا، وهل الوضع الاقتصادي السيء فقط هو السبب المباشر وراء هذه التظاهرات؟
لأول مرة منذ الثورة على شاه إيران عام 1979 يتم الهجوم على «بازار طهران» الشهير وسط العاصمة الإيرانية، احتجاجا على وصول سعر الدولار والذهب إلى ثمانين ألف ريال إيراني، وهو ما لم يحدث منذ 40 عاما.
ما يؤكد الأزمات الاقتصادية المتعاقبة فى إيران، اندلاع العديد من الاحتجاجات المتعاقبة والمتواصلة، ما دعا صحيفة «وول ستريت» الأمريكية لقولها: «الوضع الاقتصادي ينهار في إيران».
حسب الصحيفة الأمريكية فإن: «أسعار اللحوم والخبز زادت بنسبة 10% ،/كما أن البطالة وصلت إلى 50% في المناطق المهمشة، والعملة الإيرانية هبط بشدة مقابل الدولار الأمريكي».
وكشفت أن الأوضاع الاقتصادية المتردية دعات الآلاف إلى التظاهر بعد زيادة السلع المستوردة، فى ظل عدم تحسن الوضع المالي للعمال الإيرانيين منذ قرابة 4 عقود بعد ثورة رجال الدين الذين لم يفوا بوعودهم بعد عامين من إلغاء العقوبات الاقتصادية جراء الاتفاق النووي».
قالت الصحيفة: إن احتدام مشاعر الغضب الشعبي يأتي بسبب أنهم يعتقدون أن القادة الفاسدين الذين يحكمون البلاد يعملون على تفريغ البلاد من ثرواتها، فى حين أجبرت سلطات الأمن المضربين عن العمل على إعادة فتح مؤسساتهم.
صندوق النقد الدولي أعلن أن احتياطيات إيران من النقد الأجنبي انخفضت بمقدار 20.6 مليار دولار في العامين الماضيين، لافتًا إلى أن احتياطيات النقد الأجنبي لإيران في نهاية عام 2017 بلغت 95.1 مليار دولار، وانخفض هذا الرقم مقارنة بالعامين الماضيين، بما قدره 20 مليار دولار و600 مليون دولار.
وكشف التقارير أن سعر الدولار ارتفع في سياق صعودي منذ بداية الأسبوع الجاري وتجاوز 6500 تومان، فيما أكدت تقارير أن سعر الدولار أعلن من قبل بعض السماسرة 7 آلاف تومان مقابل دولار واحد فقط!
وفق مراقبون فإن تكلفة الإنفاق العسكري الإيراني في سوريا تتراوح من 6 مليارات دولار إلى 15 أو 20 مليار دولار سنويا، من بينها 4 مليارات دولار من التكاليف المباشرة، ناهيك عن الدعم المقدم لـ«حزب الله» في لبنان، وبذلك يتضح أن تكلفة الحرب السورية على النظام الإيراني تساوي العجز الكلي في ميزانية البلاد الذي يصل سنوياً إلى 9.3 مليار دولار.
الأوضاع الاقتصادية الصعبة فى طهران لن تؤثر على الوجود الإيرانى فى سوريا فقط، فقد يمتد هذا التأثير على الوجود الإيرانى فى اليمن أيضا، ووفق مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي، فإن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران، سيجعل اليمن في قلب العاصفة الإقليمية المتوقعة المتوقعة، كما أن مواجهة إيران في اليمن هي أقل كلفة بالنسبة للولايات المتحدة من تفجير صراع في لبنان مع حزب الله تنجر إليه إسرائيل.
وشهدت إيران العديد من التظاهرات، العام الماضى استمرت بضعه أيام اعتراضا على تردى الأوضاع الإقتصادية.