هل انقلب تميم على أبيه من أجل مصر؟.. قصة لعب الدوحة على المكشوف مع القاهرة
الثلاثاء، 26 يونيو 2018 02:00 ص
لم يكن خفيا على أحد حجم التآمرات القطرية على دول الجوار العربي، خاصة مصر والمملكة السعودية قبل يونيو 2013، في ظل تولي حمد بن خليفة آل ثاني، الأمير السابق لإمارة الإرهاب، والذي قاد مخططا لإسقاط النظام السعودي ودعم أخر لإسقاط الدولة المصرية في 2011.
الكاتب السعودي خالد الدخيل قال في يونيو 2017، إن الاستهداف القطري للدول هو السائد منذ أيام أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وذلك تبين من خلال التسريبات التي ظهرت للشيخ نفسه مع العقيد معمر القذافي وهو يتحدث فيها بالتفصيل عن جهود حكومته لتهيئة الظروف للإطاحة بالنظام السعودي.
التسجيلات جمعت بين رجال تنظيم الحمدين «حمد بن خليفة ورئيس وزراء حمد بن جاسم» قال فيها إن الدوحة لها علاقات مع كافة الحركات المعارضة: «إحنا أكثر دولة سببت إزعاجا للسعودية، الأمريكان لو نجحوا في العراق، الخطوة الثانية على السعودية».
المخططات القطرية في الفترة ما قبل 2013 جميعها كانت سرية، منها ما نشر عن أمير قطر السابق خلال التسريب دعم حركات التمرد، قائلا: نشجع الحركات الداخلية، لأنه نحن من مصلحتنا دعم هذه الحركات، القضية قضية وقت»، ولم يجد الأمير السابق حرجاً في الاعتراف بتمويل أذرع إعلامية جماعات معارضة، كمال الحال قي مصر والسعودية وليبيا وسوريا.
الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان يدرك كافة مخططات الدولة القطرية تجاه مصر، مذ انقلاب حمد بن خليفة آل ثاني على أبيه وتولي الحكم، فلم تكن هناك علاقات جيدة بين الدولتين، فالنظام القطري لم ينسى موقف مبارك من انقلاب حمد على أبيه، فقد كان رافضًا للانقلاب.
الحال اختلف تماما مذ انقلاب تميم بن حمد الناعم على أبيه، بدأت آن ذاك المخططات تظهر إلى العلن، وهو ما كشف عنه كتاب «السقوط الأخير.. العمائم الإيرانية والعقال القطري» للباحثة العراقية بان ثامر العاني.
أكد أن قطر كلفت بمهام تقسيم المنطقة العربية، خاصة في ظل فترات الفراغ السياسي في الدول التي شهدت ما يعرف إعلاميا بـ«الربيع العربي»، فكانت مصر بمثابة «الجائزة الكبرى» باعتبارها أكبر دولة عربية، فهناك ساعدوا الإخوان إلى الحكم وفتحوا لهم أبواب الإمارة بعد عزلهم شعبيا عن الحكم.
الإخوان المسلمون ساعدوا القطريين في الإطلاع على أدق ملفات الدولة وأسرارها، بغرض استغلالها ضد القاهرة، إذ تم الكشف لاحقا أن الدوحة اشترت معلومات أمنية خطيرة، من الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، ووثائق كانت تهدد الأمن القومي المصري، غير أن الإطاحة بحكم الجماعة في 30 يونيو 2013، أوقف هذه الكارثة، بحسب الكتاب.
يضيف: كذلك استخدمت قطر ما بعد يونيو 2013 أموالا ضخمة وسلحت جماعات إرهابية داخل مصر وعلى حدودها، غير أن مصر وقفت بصلابة أمام تلك المخططات وأفشلت كل رهانات الدوحة والإخوان، وقوى إقليمية ودولية أخرى، والتي استهدفت الإضرار بمؤسسات الدولة.
تضيف الباحثة العراقية وواصلت قطر محاولاتها لاختراق الجيش المصري عبر جماعة الإخوان، إلا أنها واصلت محاولاتها لضرب الجيش عبر تمويل التنظيمات الإرهابية في سيناء لقتل الجنود وترهيب المدنيين، كما عملت على نشر إشاعات عن وجود انقسام في القوات المسلحة المصرية، وذهبت إلى أبعد من ذلك، بإنتاج قناة الجزيرة أفلاما وثائقية كاذبة لتشويه الدور الوطني للجيش.
ولعبت قطر أيضا بورقة الاقتصاد، وسحبت ودائعها وقروضها ومعوناتها من مصر، عقب ثورة 30 يونيو 2013، بعدما كانت تغدق على الإخوان الأموال فى محاولة مفضوحة للسيطرة على مقدرات الدولة، وأوقفت كل المساعدات، فيما جعلت من العمليات الإرهابية وسيلة أخرى لاستنزاف الاقتصاد المصري.
كذلك الدور الإعلامي الذي تبنته الجزيرة، وبدأ دورها منذ إنشائها عام 1996، عبر بث تقارير تشوه المجتمع المصري، فضلا عن نشر الإحباط بين المصريين، غير أن هذا الدور تصاعد بدرجة لافتة مع اشتعال ثورة 25 يناير 2011، إذ كانت لا تتوقف عن البث المباشر من قلب الميدان طوال 24 ساعة في اليوم، كما برز دعم القناة الدائم لجماعة الإخوان، خاصة بعد وصولها إلى الحكم، فيما تحول هذا الدور بعد الإطاحة بالإخوان عام 2013، بالتشكيك في ثورة 30 يونيو، وبث إشاعات كاذبة تستهدف النيل من الإدارة السياسية.
لم يعد للإخوان وجود، الحال هكذا الآن، فالدولة نجحت في القضاء على المخططات القطرية لضرب الدولة المصرية، فتتبعت أذرع الدوحة بعد ثورة يونيو 2013، حتى أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية معها في 5 يونيو 2017، مع السعودية والإمارات والبحرين، بسبب الدعم القطري للإرهاب.