أمريكا تتجه للانسحاب من الحرب.. هل ينقذ نووي كوريا الشمالية الصين من جنون ترامب؟
الإثنين، 25 يونيو 2018 10:00 م
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ستجد نفسها مضطرة إلى التراجع عن السياسة التجارية التي تتبعها مع الصين، من أجل استمرار علاقاتها الجيدة مع كوريا الشمالية بعد قمة ترامب وكيم، خاصة أن واشنطن تعتمد بشكل كبير على الصين، بل وتدين لها بخدماتها وجهودها لإتمام اللقاء التاريخي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون.
آخر التطورات التي شهدتها الأيام الماضية، تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما بدأت تشعر بالقلق من الحرب التجارية التي شنتها على عدد من دول العالم، في مقدمتها الصين، سواء بسبب تلميح تلك الدول باتخاذ مواقف شبيهة، أو احتمال أن تضع الصين يدها في ملف التفاهمات الجارية مع كوريا الشمالية، وتعطل جهود مصالحتها مع واشنطن، وبالتبعية تفكيك ترسانتها النووية.
زوال التوتر الأمريكي الصيني
الولايات المتحدة الأمريكية أدركت أن استمرار التوتر بينها وبين الصين، سينعكس بشكل كبير على العلاقات الأمريكية الكورية، خاصة أن واشنطن ما زالت تعول على بكين لإجبار بيونج يانج على الاستجابة للشروط الأمريكية ونزع السلاح النووي، خاصة مع العلاقات الطيبة التي تتمتع بها العلاقات الكورية الصينية.
وقبل لقاء ترامب التاريخي مع كيم يونج أون، أجرى زعيم كوريا الشمالية، زيارة إلى الصين والتي كانت سببا كبيرا في تراجع كيم يونج أون عن إلغاء لقاءه بالرئيس الأمريكي وإتمام اللقاء في موعده.
جولة وزير الدفاع الأمريكي إلى شرق أسيا
من جانبها تسعى الولايات المتحدة الأمريكية، لإزالة التوتر التجاري والاقتصادي، وتحسين العلاقات مع الصين، ومن هنا يمكن تفسير زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى الصين، خلال هذا الأسبوع، حيث ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، سيجري زيارة خلال أيام قليلة إلى الصين في ظل الحاجة إلى الدعم الصيني في المحادثات النووية مع كوريا الشمالية، حيث أكد أنه يريد اتخاذ إجراءات حيال الطموحات الاستراتيجية للصين بعد نشرها أسلحة على جزر متنازع عليها ببحر الصين الجنوبي وسط سعيها لإظهار قوتها العسكرية في عمق المحيط الهادئـ حيث إن لواشنطن والصين واليابان وكوريا الجنوبية هدفا مشتركا هو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي على نحو كامل ولا رجعة فيه يمكن التحقق منه.
جهود الصين في تحسين العلاقات الأمريكية الصينية
وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية، أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي ستشمل بجانب الصين، كل من كوريا الجنوبية واليابان، حيث يسعى جيمس ماتيس إلى تأكيد التزام الصين بالضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن أسلحتها النووية، وسيجتمع وزير الدفاع الأمريكي مع كبار مسؤولي الدفاع الصينيين، ثم يتوجه لاحقا إلى سيول لإجراء محادثات مع نظيره الكوري الجنوبي سونغ يونج مو، على أن يزور اليابان الجمعة، كما يسعى وزير الدفاع الأمريكي إلى طمأنة الحلفاء بأن التزام واشنطن الدفاعي الإقليمي يبقى بلا تغيير بعد إعلان ترامب في شكل مفاجئ في 12 يونيو أن الولايات المتحدة ستعلق تمرينا عسكريا مشتركا كبيرا في كوريا الجنوبية، عقب لقائه كيم.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض الجمعة الماضية رسومًا جمركية على ما قيمته 50 مليار دولار من المنتجات الصينية، الأمر الذي أدى إلى إطلاق بكين تحذيرًا سريعًا بالرد، فيما تهدد هذه المبارزة الاقتصادية بتصاعد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، كما ضاعف ترامب تهديداته بفرض مزيد من الرسوم على السلع الصينية التي تتعدي قميتها 200 مليار دولار، تصل إلى 10%، مما قد يهدد التعاون القائم بين الدولتين منذ عقود.