تفاصيل آخر أيام حياتها وكيف أنفقت أموالها.. شادية تتحدث عن أسباب الاعتزال (فيديو)

الإثنين، 25 يونيو 2018 12:00 ص
تفاصيل آخر أيام حياتها وكيف أنفقت أموالها.. شادية تتحدث عن أسباب الاعتزال (فيديو)
الفنانة شادية
زينب عبداللاه

ستبقى معبودة الجماهير الراحلة شادية رغم غيابها حاضرة فى كل القلوب ورمزا للنقاء والجمال والفن والبهجة وعنوانا للسعادة.

لم تحظ أى فنانة بكل هذا الحضور رغم الغياب الطويل ولم تتعلق قلوب الجماهير بشخص كما تعلقت بالدلوعة التى قررت فى عز مجدها وجمالها أن تسلك طريقا أخر وأن تبتعد عن الفن الذى أحبته وأعطته وأعطتنا جرعات حب وسعادة لازلنا نعيش على مخزونها.

قبل وفاتها ابتعدت شادية عن الأضواء لسنوات طويلة تجاوزت الثلاثين عامًا، منذ غنت آخر أغنياتها فى الليلة المحمدية عام 1986، ورغم هذا البعد ظل الجمهور متشوقا لمعبودته يتلهف لمعرفة أخبارها أو سماع صوتها ومشاهدة صورها.

لا تزال هذا الطيف الجميل المتفرد الذى يرى فيه الجمهور البنت الجميلة الشقية والمرأة القوية والأم الحنون، بل ورآها رمزا للوطن الذى يسعى للتحرر ومقاومة القبح والظلم، فى دور فؤادة التى ترمز إلى مصر الجميلة.

جمعت شادية بين لذة تحقيق النجاح والشهرة ومتعة حب الخلق والخالق، فكيف حققت هذه المعادلة الصعبة، وكيف اتخذت القرار الصعب بالاعتزال وهجر الأضواء وهى فى أوج مجدها وتألقها، وكيف عاشت حياتها بعد الاعتزال وأين أنفقت ثروتها ؟

لم تتنكر معبودة الجماهير لفنها أو تتبرأ منه ، كما فعل غيرها بل ظلت فخورة بتاريخها وما أعطته للفن.

وفى لقاء نادر بعد اعتزالها جمعها بالفنان محمد عبد الوهاب فى الجمعية الخيرية للدكتور مصطفى محمود وفى حضوره، تحدثت شادية عن أسباب اعتزالها وأكدت اعتزازها بفنها، فقالت: «الحمد لله نجحت فى شغلى وأديت رسالتى، فالفن رسالة وعمل كبير وموهبة خلقها الله فى الإنسان المهم إزاى الإنسان يستغلها».

وأضافت: «بيتنا متدين واتربينا وإحنا صغيرين على الصلاة، لكن أيام الشغل كنت بانشغل باللبس والماكياج علشان عاوزة أنجح، ولأن ربنا بيحبنى وصلت لمرحلة شعرت فيها بالقلق، وعدم الراحة فى النوم أوالسعادة فى الشغل».

بدأت هذه المرحلة من حياتها عندما تسلل إليها هذا الشعور بالقلق وعدم القدرة على النوم، خاصة بعد وفاة شقيقيها محمد وطاهر.

شعرت شادية بالرغبة فى زيارة بيت الله الحرام، فذهبت للعمرة، وهناك قابلت الشيخ الشعراوى صدفة على باب المصعد وفرحت لرؤيته وطلبت منه أن يدعو لها، بعدها ذهبت لإجراء جراحة بأمريكا، وقضت معظم وقتها خلال هذه الرحلة فى قراءة القرآن والصلاة، فشعرت بالراحة التى تنشدها.

وعادت معبودة الجماهير من رحلتها و قررت ألا تغنى إلا الأغانى الدينية وبالفعل اتفقت مع الشاعرة علية الجعار على عدد من الأغنيات، وكان من بينها أغنية «خد بإيدى» التى غنتها فى آخر ظهور لها، وارتعشت وبكت وهى ترددها بكل جوارحها.

وبعد هذه الأغنية فشلت كل محاولات شادية لحفظ أى أغان، حتى الأغانى الدينية التى اتفقت عليها، فذهبت لاستشارة الشيخ الشعراوى، وأخبرته بأنها لم تعد لديها رغبة فى الغناء وفقدت قدرتها على الحفظ وأنها وعدت الجمهور بغناء الأغانى الدينية، ولكنها لا تستطيع الوفاء بهذا الوعد، فأجابها إمام الدعاة بأن الوفاء بوعدها لله أولى من الوفاء بوعدها للناس، فخرجت النجمة وقد قررت الاعتزال وعدم الظهور نهائيا، ورغم ذلك لم تحرم شادية الفن ولم تتبرأ من أعمالها، وعاشت متصالحة مع نفسها وتاريخها، مؤكدة سعادتها بما قدمته فى كل مرحلة من مراحل حياتها.

تضاعفت أعمالها الخيرية التى لم تعلن عنها مطلقا، فكلما كانت النجمة نهرا فى العطاء الفنى، أصبحت نهرا لأعمال الخير والعطاء الإنسانى، عشرات البيوت عاشت على رواتب شهرية خصصتها للفقراء، وقفت بجوار الفنانين الذين غدرت بهم الحياة، وخاصة فنانى الصف الثانى، ومنهم الفنانة سميحة توفيق التى قامت بدور أم بدوى فى مسرحية ريا وسكينة، وظلت شادية إلى جوارها حتى آخر أيام حياتها.

هدمت شادية فيلتها بالهرم وأقامت مكانها مجمعا خيريا يضم مسجدا ودار أيتام ودار تحفيظ قرآن، ومستوصفا خيريا، كما تبرعت بشقة بشارع جامعة الدول العربية لجمعية مصطفى محمود لإنشاء مركز لعلاج الأورام.

وظلت معبودة الجماهير حريصة على عدم الظهور والابتعاد عن الأضواء حتى وفاتها ، وكانت تكتفى بإنابة أحد المقربين منها لاستلام الجوائز وحضور أى تكريم ، أو إرسال رسالة صوتية تشكر فيها جمهورها كما فعلت فى أخر رسالة صوتية لها عندما  تم منحها الدكتوراه الفخرية فى حفل  "مصر تفتخر بعروبتها"  بأكاديمية الفنون منذ عامين قالت فيه : "يا حبيبتى يا مصر .. بلدى الغالية .. اللى منتحتنى الدكتوراه الفخرية.. شرف كبير ليا .. ربنا يحميكى يا مصر وينصرك .. وتحيا مصر" .

 

عاشت شادية  مع القرآن، واكتفت بمعية الله، تناجيه فجرا وحتى الساعات الأولى من الصباح، وكانت ترد على أى محاولة لشغلها عن هذه الحياة التى اختارتها لنفسها قائلة: «أنا أديت سنين كتير من عمري للفن والإعلام وزهقت من الزحام، سيبونى مع الله، لا أجد سعادة إلا فى قراءة القرآن».

وتابعت: «أعوض دينا عندما استغرقتنى الأيام والدنيا فأنستنى واجبات المحبة ، فكان لابد من جرعة مكثفة من التأمل والعبادة والقراءة والمعرفة».

عاشت الفنانة المعتزلة التى لم تنجب رغم زواجها ثلاث مرات، مع أبناء شقيقها وكانت تقول دائما: «أقرب الناس ليا ولاد أخويا، أنا مربياهم، وربنا مهنينى بقرايبى وأسرتى، ماكنتش باستمتع بيهم أيام الشغل وربنا بيعوضنى».

وظلت حتى وفاتها تتحدث بتفاؤل وحب شديد لمصر، وتقول دائما: «مصر مذكورة فى القرآن وربنا حارسها وكل أحوالها هتتصلح».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق