مدخل الجيزة يكشف عورات قيادات المحافظة: فضلات آدمية.. وبلطجة بلا حدود (صور)
السبت، 23 يونيو 2018 04:00 مإبراهيم الديب
«بلطجة.. سباب.. تعطيل طريق عام.. فضلات آدمية.. مخلفات وقمامة.. زحام مروري و سير عكس الاتجاه.. وكر للمتعاطين للمخدرات» هنا مدخل أرقى شوارع المدينة السياحية.
وما بين انحدار سريع في الخدمات وانعدام البنية التحتية، وقفت الجيزة عاجزة أمام تفاقم العشوائية تجاه معالمها السياحية وأصبحت واحدة من المحافظات التي تعاني انحدار الخدمات ومستوى النظافة، وانعدام شبكات البنية التحتية، وباتت العشوائية والغوغائية من أبرز المظاهر المسيطرة عليها.
وفي مدخل شارع البحر الأعظم، ومراد، المقابل له، يرقد «الرقي» جثة هامدة، على الغم من افتراض كونهما من أرقى شوارع الجيزة وأهم مداخل المدينة، فما بين انتشار للقمامة على الطرقات، إلى سطوة سائقي مركبات النقل والميكروباص، واعتدائهم على حرم الطريق العام، مرورا بالسير عكس الاتجاه ونصب المواقف العشوائية.
يمينا وباتجاه قلب الجيزة، احتل أحد المواطنين أعلى النفق بكشك خالف تراخيصه ونشر بضاعته على أضعاف مساحته، في تحدي واضح لهيبة الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، بالإضافة إلى احتلال أخر للجزيرة الوسطى بنهر الطريق وتحويلها إلى مقهى عشوائي يُذيع عبر مكبرات الصوت أغاني المهرجانات على مسامع المارة وكأنه لايوجد مسئول يمر بتكل المنطقة للحد من التلوث السمعي والبصري بها.
كما تنتشر مخالفات المقاهي والمحال التجارية والتي تحتل الأرصفة المخصصة لمرور الأهالي عليها، على الرغم من الحملات «الصورية» المتكررة لأجهزة حي جنوب، والذي يقع على بعد أمتار من تلك المشاهد أحد تمركزاته بالميدان.
كل تلك المشاهد العبثية في الجانب الأيمن من مدخل المدينة، ترقى إلى مستوى الآدمية منها يسارا، فالوضع بمدخل شارع البحر الأعظم يؤكد على انعدام اهتمام مسئولي المحافظة برفع كفائة الطريق والحفاظ على المشهد الحضاري وحماية المؤسسات العامة من التهالك .
تقع مستشفى رمد الجيزة على مدخل شارع البحر الأعظم، والتي تحول السور الخاص بها إلى «مراحيض عامة» ومقلب للمخلفات، مجموعة من سائقي الميكروباص قرروا تحويل المنحنى الأيمن لمدخل الشارع والملاصق لسور المستشفى إلى «موقف سيرفيس» خاص بهم، الأمر الذي تسبب في تزايد أزمات المرور بالمنطقة وخلق حالة من فوضى السير عكس الاتجاه وتعطيل الطريق العام وتجمع أرباب السوابق لتبادل السباب والقذف على مسامع المارة بسبب ترتيب وأولوية خروج سيارات الميكروباص بالركاب.
انعدام الرؤية ليلا نتيجة لتضرر أعمدة الإنارة تسبب في جعل تلك المنطقة مرتعا لمتعاطي المواد المخدرة - بحسب شهادة أحد الأهالي- واستخدام نفق المشاه الذي تم تعطيله وإغلاقه من قبل المحافظة في نفس الغرض، بعدما سيطرت القمامة والمخلفات وغيرها من مظاهر الإهمال عليه، وهو أحد المحاور الهامة للعبور الأمن للطريق من قبل الأهالي.
وأكد مصدر مسئول بالمحافظة، أن إهمال الأهالي للنفق وعدم تمكن رئاسة حي جنوب الجيزة من الحفاظ عليه، ومظهره الجمالي، وراء إغلاقه نهائيا عقب ثورة الخامس والعشرون من يناير 2011، دون التفكير في إعادة تأهيله واستغلاله مرة أخرى خاصة وبعد أن أقامت المحافظة سورا حديديا بطول كوبري الجيزة باتجاه المنيل لمنع مرور المواطنين عشوائيا.
تفكير «خارج الصندوق» انتهجته المحافظة بهذا القرار، بدعوى إهمال الأهالي، دون تكليف أنفسهم أي عناء للبحث عن حل بديل للنفق، فتحول إلى مأوى للحشرات والحيوانات الضالة، بعدما أصبح مقلبا عاما للمخلفات، وتحمل الأهالي وساكني المنطقة معاناة مشاهدة تلك المظاهر السلبية، وانبعاث روائح المرض، وانتشار المخلفات والقمامة بعدما انتابهم اليأس من تدخل قيادات الجيزة لحل تلك الأزمة.
ويعتبر النفق معبرا هاما للمرضى والعجائز المترددين على مستشفى رمد الجيزة، لتلقي العلاج، كما أنه أحد أهم عوامل الحد من حوادث الطرق لاسيما في هذا المحور الهام والذي يربط الجيزة بعدة محاور وميادين رئيسية يصعب معها مرور الأهالي بين السيارات.
عدة شكاوى تقدم بها أهالي المنطقة لرئاسة حي جنوب الجيزة، وديوان عام المحافظة، دون جدوى، مطالبين اللواء محمد كمال الدالي، بالموافقة على مقابلة وفدا منهم لعرض المشكلات التي يعانون منها ووضع حلول عاجلة لحلها.