الحرفة والوطن العربى

الجمعة، 22 يونيو 2018 08:45 م
الحرفة والوطن العربى
د. ماريان جرجس تكتب:

تدمع المُقل لخسارة المنتخب الوطنى المصرى فى أولى جولاته فى كأس العالم ولكن لم يكن المنتخب المصرى وحده بل تكبدت الهزيمة ايضًا المنتخبات العربية التى صعدت للمونديال، لم أر ذلك بمحض الصدفة  وربما  لم أسنده  للحظ وأن – بالطبع- الساحرة المستديرة مكسب وخسارة !

ولم أسندها أيضًا لكل الأسباب التى اشتعلت بها مواقع التواصل الاجتماعى مثل عدم التركيز وتواجد الشخصيات العامة فى معسكرات الاعبين أو عدم تواجدهم , ولكن تعود العقل البشرى على اسناد واسقاط أى خسارة أو سقطة الى السبب الأقرب أو السبب الثانوى  وتجاهل السبب الأساسى .

إن الهزيمة هى أصل الانتصار والوصول لعصب الهزيمة وجذورها هو الطريق الى الانتصار دائمًا، فربما رأيت خطًا رفيعًا يربط بعدم محالفة الحظ لدول الوطن العربى فى المونديال  يعود لقرون سابقة.

تُرى ما هى الأسباب التى كانت القاسم المشترك بين بلدان الوطن العربى ؟

الاستعمار ؟ ثورات الربيع العربى ؟ تجاهل الحرفة عمدًا بمذهب الجماعة ؟ سوء التخطيط والاداريات والأولوليات مما انعكس على حياة المواطن والكوادر الحرفية كالرياضة والجراحة والفن وغيرها؟

وأظن أن كل الأسباب السابقة هى السبب الرئيسى فى كل ما حدث .فالهزيمة فى حرب ما تفضح سوء التخطيط الذى سبق الهزيمة  , موت المريض اثر جراحة قد يفضح فى بعض الأحيان سوء القرار وبعض الفنيات والتقنيات التى تمت فى الجراحة.

إن الأخطاء ليست عارًا نختبئ منه ولكنها تصبح عارًا اذا لم ننتبه ونعترف بها ونصلحها !

وما نفعله اليوم هو الاعتراف بأننا لدينا أخطاء لابد أن نتداركها بمنتهى الشرف والأمانة كما يفصح رأس الدولة دائمًا عن  رغبته فى اصلاح الجهاز الادارى للدولة بأكملها.

فالاستعمار أكل سنوات كثيرة من بلدان الوطن العربى  ولم يكن نهب الثروات هو العامل الاساسى قدر ما كان نهب المهارات ووأدها  حتى الاستعمار الداخلى الذى تم على يد الجماعات الارهابية التكفيرية التى وأدت كل حرفة وشجعت التجارة فقط فى المجتمع بلغة دينية بحٌجة واهية تمدح فى التجارة فقط لتدفن كل حرفة وتحرم كل رياضة وتجعل المجتمع عقيمًا غير منتجًا.

وأيضًا لا نستطيع تجاهل عدم وجود منظومة رياضية  جيدة تسطيع بذراع أن تبحث عن الكفاءات بشكل مرتب ومنمق وتعثر عليها وتعطيها التدريب اللازم للاستثمار فى الموهبة البشرية بأسس علمية   وبذراع أخر تستطيع أن تهيأ للحرفى- وهو الرياضى والمصنع والمنتج والفنان وكل ما يستخدم أطرافه لصناعة فن أو رياضة أو منتج – الُمٌناخ المناسب والهيكل التنظيمى الصحيح والاستثمار الجيد  وتوجيهه الى المسار الصحيح الذى من خلاله يستطيع أن يعطى أقصى ما عنده  بما يحقق له النجاح ولمؤسسته النجاح فى أنٍ واحد.

لقد بات الإصلاح الإداري ضرورة حتمية لنصل للصلاح الإداري المُلزم لصناعة الحرفة والمحترف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة