الدراما المصرية على حافة الهاوية.. والأطفال في مرمى نيران الإسفاف
الجمعة، 22 يونيو 2018 12:00 مكتبت- نرمين ميشيل
خلال الآونة الأخيرة ظهرت الدراما المصرية باختلاف كبير عن جيل السبعينات من حيث استخدام الألفاظ والتوجهات المقدمة للجمهور، التي يتأثر بها المجتمع بكل فئاته العمرية وخاصة الأطفال لأنه من السهل أن ترصد عقولهم هذه الألفاظ والمشاهد ويرددوه بينهم.
تقول الدكتورة هناء عبد العزيز، إن كثيرا ما نلاحظ أن هناك ارتباط بين الألفاظ المستخدمة في الإعمال الدرامية والألفاظ الدارجة في المجتمع، لكن قديما أيام أفلام الأبيض والأسود كانت لغة تلك الأفلام انعكاس للغة والألفاظ المتعارف عليها في الواقع من حيث الرقي والذوق الرفيع والحفاظ على الألقاب وإلقاء التحية وتقبيل يد الأم وحرص الزوج على أن يلحق اسم زوجته بكلمة «هانم».
صدى كبير
وأشارت دكتورة الفلسفة إلى أنه أصبح في عصرنا الحالي نجد أن الإعمال الدرامية لم تعد مرآة وانعكاس لثقافة ولغة المجتمع بقدر ما أصبحت تصدر للمجتمع ألفاظ وعبارات دخيلة عليه ومع الأسف تجد صدى كبير لدى فئة الشباب والأطفال فتنتقل فورا لتصبح جزء من لغتنا وهى مع الأسف ألفاظ تتميز بالسوقية والتدني.
وأوضحت «عبد العزيز»، أنه ينبغي عمل وقفة جادة ضد هذا التيار وتنشيط الرقابة على تلك الإعمال الدرامية، كذلك ينبغي على المؤلفين المتخصصين عدم الانجراف وراء هذا الأسلوب الرديء لتأخذ الدراما على عاتقها مهمة إصلاح هذا الخلل اللغوي ولا تساهم في نشره فليس شرطا أن تكون الدراما انعكاس للمجتمع فقط تصبح موجهه ومرشدة له.
أما الدكتورة وفاء مجاهد، دكتور سيكولوجية الطفل وتعديل السلوك بكلية آداب جامعة شمس، قالت: «بعيدا عن نوعيات الأعمال الدرامية ومضامينها وأهدافها ونوعيتها أو حتى نجاحها أو فشلها على الصعيد الجماهيري يجب إن ننتبه ونرفع شعارات التنبيه والتحذير من مخاطر ما تطرحه كثير من هذه اﻻعمال وما تحمله من ألفاظ تتعارض مع اﻻخلاق والقيم.
انعكاس الألفاظ
وأوضحت «مجاهد»، أن هناك علاقة سلبيه مباشرة مابين ما تطرحه كثير من الأعمال الدرامية وما تتعرض له الأسرة من أزمات ومشاكل وحدوث خلل في الترابط الأسري وسلوك الشباب والمراهقين الأطفال بصفه خاصة وانعكاس الألفاظ المثارة في بعض المسلسلات والدراما على سلوكياتهم اليومية فهناك خلل مجتمعي من حيث التأثير وزيادة الفجوة بين الأجيال وانفصال الشباب عن مشكلاتهم.
نماذج يعتبرها الصغار قدوة
وأضافت دكتورة سيكولوجية الطفل، إن تقدم الدراما نماذج يعتبرها الصغار قدوة ومثلا أعلى وهي في أغلب الأحيان نماذج شاذة كتاجر المخدرات أو سلاح أو نماذج تجري وراء المجتمع الغربي والموضة والقيم السطحية أو الانحلالية وﻻيمكن إنكار تأثيرها السلبي على الأطفال.
وأضافت دكتورة سيكولوجية الطفل، إن تقدم الدراما نماذج يعتبرها الصغار قدوة ومثلا أعلى وهي في أغلب الأحيان نماذج شاذة كتاجر المخدرات أو سلاح أو نماذج تجري وراء المجتمع الغربي والموضة والقيم السطحية أو الانحلالية وﻻيمكن إنكار تأثيرها السلبي على الأطفال.
ولذلك نجد الصغار يتصرفون دون تفكير ويميلون إلى تقليد ما يشاهدونه أو يحبونه غير مهتمين بتحليل السلوكيات وتفسيرها بما يتوافق مع قيم المجتمع فهناك عشرات الأعمال تساهم في إفساد سلوكيات الأبناء وتنشر ثقافة الإنحراف وإهدار الوقت وتعليم مبادئ وقيم تختلف عن عادتنا وأخلاقنا.
دور أولياء الأمور
حيث يشيع في الأعمال التلفزيونية ألفاظ سيئة وقبيحة وسطحية وهشة تنتشر بسرعة بين الأطفال والمراهقين ويستخدمونها في حياتهم أليوميه، وحتى عبر رسائل المحمول أو مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا ﻻبد إن ندرك دور أولياء الأمور في خلق درجه من الوعي لدى الأبناء وخاصة الأطفال ومتابعتهم من حين ﻻخر، ويجب أن يكون الوالدين مراقبين جيدين ﻻبنائهم دون تسلط حتى يستطيعوا التدخل في الوقت المناسب إذا لزم الأمر.