دفن والده في حضن شقيقه.. الإعلامي عمرو الليثي يكشف تفاصيل أكبر مأساة في حياته
الخميس، 21 يونيو 2018 10:00 م
وقع في نوبة بكاء شديدة كالطفل وهو يتذكر تفاصيل أصعب مشاهد حياته، والتي جرت تفاصيلها داخل قبر كان يزوره هو وشقيقه الأصغر مع والدهما وهم أطفال منذ أكثر من 30 عاما.
يسأل شريف الشقيق الأصغر الذى لا يتجاوز عمره 9 سنوات شقيقه الأكبر عمرو وهما داخل المقبرة التى اشتراها والدهما المنتج والسيناريست ممدوح الليثى :«هو إيه اللي بيحصل مع الميت لما ينزل هنا ياعمرو» ، بينما يحاول الشقيق الأكبر الذى لم يتجاوز عمره وقتها 14 عاما الإجابة ليقلد الشقيقان رقدة الأموات فى القبور.
يحكى الإعلامى عمرو الليثى تفاصيل هذا المشهد وهو لا يتمالك دموعه حين يتذكر أنه بعدها بسنوات دفن شقيقه شريف فى نفس القبر وكيف أثرت وفاة شقيقه الوحيد فى حياته وحياة والده واسرته ، وظل هذا الحدث يمثل جرحا غائرا فى قلب الاب حتى توفاه الله ودفن إلى جوار ابنه الراحل.
يكشف عن جرحه لصوت الأمة قائلا :" كنا أسرة سعيدة مكافحة ومتوسطة الحال ، تزوج والدى ووالدتى فى منتصف الستينيات، وأنجبونى ثم جاء بعدى بخمس سنوات شقيقى الأصغر شريف، وكان أبى يعمل ويحقق نجاحات فى عمله، وعندما أنتج أبى فيلم الكرنك ربنا فتحها عليه وكسب كويس، وبدأ ينتج أفلاما أخرى."
وتابع :" ربانى والدى أنا وشقيقى تربية عسكرية، وكان مرتبطا بى وبشقيقى ارتباطا شديدا ، ولكن شاء القدر أن يصاب شريف بمرض السكر فى سن 6 سنوات ، وكانت صدمة ومأساة كبيرة عاشتها الأسرة، حيث كان يأخذ 3 حقن أنسولين فى اليوم، فتغير حال البيت وساده الحزن."
يهتز الإعلامى عمرو الليثى متابعا :"فى عام 83 حدثت الصدمة الكبرى التى زلزلت كيان الأسرة، وأصيب شريف بغيبوبة سكر وتوفى على أثرها، وكان هذا اليوم أصعب أيام حياتنا، اجتاحت بيتنا عاصفة من الحزن، مات أخى على يدى وكان عمره 9 سنوات وعمرى لا يتجاوز 15 عاما، ودفنته بيدى أنا وأبى فى المقبرة التى رأيتها معه أثناء بنائها، وكنا ننزل فيها ويسألنى إيه اللى بيحصل هنا ياعمرو، فأقول له الميت بيتحط هنا، ثم أنام أنا وهو فيها."
يبكى الإعلامى بشدة قائلا : «تغيرت شخصية أبى وحزن حزنا شديدا لازمه حتى وفاته، وكنت استيقظ ليلا لأجده يقلب فى كراريس شريف وينظر إلى خطه ورسوماته، وظل بعد وفاة شريف بـ15 سنة يرتدى كرافتة سوداء، وكانت دمعته قريبة جدا، كما حزنت أمى حزنًا شديدًا وتحول بيتنا من الفرح والسعادة إلى بيت حزين لا يعرف الفرح، وطوال 20 عاما كنا نزور أخى شريف كل جمعة، وكان الشىء الوحيد الذى يخفف عن والدى حرصه الدائم على أداء الحج والعمرة، فلم ينقطع عن زيارة البيت الحرام منذ وفاة شريف رغم ظروفه الصحية وحتى قبل وفاته بعام واحد».
وتذكر عمرو الليثى الذى أصبح ابنا وحيدا بعد وفاة شقيقه وصية والده الدائمة « لما أموت ادفنى فى حضن أخوك ياعمرو»، لتنهمر دموعه وهو يتذكر كيف دفن والده المنتج والسيناريست ورئيس قطاع الإنتاج وجهاز السينما الراحل ممدوح الليثى إلى جوار شقيقه شريف .
يحمل الابن جسد والده إلى مثواه الأخيرولا يصدق أنها النهاية وأنه فقد سنده الوحيد فى الحياة ،ويمر أمامه شريط حياته وحياة والده وعلاقتهما التى أصبحت أكثر قوة وتلاحما بعد زيارة الموت الأولى للأسرة التى اختطف فيها شقيقه الأصغر ، ينزل سلالم القبر ويتذكر أول مرة ذهب فيها هو وشقيقه مع والدهما لرؤية هذا المدفن بعد شرائه.
ينزل الابن درجات السلم حاملا والده هذه المرة بعدما حمل شقيقه قبل أكثر من 30 عاما إلى نفس المكان، يهتز قلبه ويرتجف جسده حين ينزل إلى القبر، ويرى جسد شقيقه مسجى فى مكانه، يحاول أن يتمالك أعصابه حتى ينفذ وصية والده، يضع جسد والده بجوار جسد شقيقه، ويحاول جاهدا أن يضع جسد الصغير فى حضن الأب ليجمع بينهما بعد طول فراق وينفذ وصية وحلم الأب.
وكان المنتج والسيناريست ممدوح الليثى صاحب بصمات كبيرة فى تاريخ التلفزيون والسينما ، حيث أنتج وكتب سيناريوهات عدد من أعظم الأفلام فى تاريخ السينما، «الكرنك، ميرامار، ثرثرة فوق النيل، أميرة حبى أنا، أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» وغيرها، وصنع روائع التليفزيون المصرى بعدما تولى رئاسة قطاع الإنتاج، حتى أطلق عليه لقب عملاق الدراما التليفزيونية «المال والبنون، ليالى الحلمية، رأفت الهجان، ضمير أبلة حكمت، عمر بن عبدالعزيز، أرابيسك، ألف ليلة وليلة، المسحراتى، الفوازير" ، وغيرها وهو ما كان له دور فى إعادة الريادة للتليفزيون المصرى وساهم فى تأسيس مدينة الإنتاج الإعلامى.