حرب من نوع آخر.. هكذا يسعى داعش للتسلل إلى سوريا والعراق بعد هزائمه الكبرى
الخميس، 21 يونيو 2018 10:00 ص
أربكت الخسائر الأخيرة التي لاحقت تنظيم داعش الإرهابي، في المنطقة العربية وعلى رأسها سوريا والعراق، وسط محاولات حثيثة من عناصر هذا التنظيم الإرهابي، لإيجاد سبيل للعودة، وهو ما ظهر من خلال معارك خاضها الأمن العراقي خلال الأسابيع الماضية ضد عناصر داعش في بغداد أسفرت عن إلحاق خسائر بهذا التنظيم.
داعش تفقد إمكانياتها
عدة وسائل يسعى هذا التنظيم الإرهابي للعودة من خلالها، وهو ما ركزت عليها دراسة صادرة عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، التي أكدت أن تنظيم داعش خلال الفترة الماضية تلقى ضربات قوية في مناطق نفوذه، التي تقلصت إلى حد كبير، بعد فقدانه الإمكانيات المادية والبنى التحتية الإعلامية، التي اعتمد عليها في دعم تمدده وفرض سيطرته على العديد من المدن في سوريا والعراق وليبيا خلال الأعوام الماضية، بالتوازي مع اتساع نطاق تأثير عوامل الضعف الداخلية والتي يتمثل أبرزها في تصاعد حالات الانشقاق بين كوادره وعناصره.
اعتماد التنظيم الإرهابي على وسائل التواصل الاجتماعي
وأوضحت الدراسة، أن التنظيم الإرهابي يبذل جهودًا في الوقت الحالي من أجل استعادة نفوذه ونشاطه مرة أخرى، خاصة على الساحة الإعلامية، وإن كان ذلك عبر إمكانيات متواضعة بالمقارنة بفترة "الوهج الإعلامي" الذي صاحب ظهور وصعود التنظيم بداية من عام 2014.
الدراسة، أكدت أن داعش داعش آليتين رئيسيتين من أجل استعادة نشاطه الإعلامي هما الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عمل التنظيم منذ ظهوره على توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لدعم انتشاره إعلاميًا، من خلال نشر مقاطع الفيديو الخاصة به على حسابات أعضائه ومؤيديه، غير أن فقدان التنظيم لقدرته على إنتاج مواد إعلامية جديدة خلال الفترة الماضية ساهم في تراجع تداول مواد التنظيم الإعلامية، إلا أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى آليات استغلتها التنظيمات الإرهابية من أجل التواصل مع الإرهابيين والمتعاطفين.
هزائم داعش
وأشارت الدراسة إلى أن الوسلة الثانية هي إعادة بناء الصورة الذهنية، حيث أدى نجاح القوى المنخرطة في الحرب ضد التنظيم في إجباره على الخروج من أهم وأكبر مناطق سيطرته داخل كل من العراق وسوريا، إلى إسقاط الصورة الذهنية للتنظيم التي حرص على رسمها في الأذهان، لا سيما عقب لجوءه إلى تغيير خطابه المعلن لعناصره ومؤيديه، ودعوته أعضاءه لـ"الصبر" و"المرابطة" في التعامل مع الضربات المتتالية التي تعرض لها في تلك المناطق، ويسعى التنظيم إلى الاستفادة مما تبقى من وسائل إعلامية له على الأرض، لا سيما في مناطق الحسكة ودير الزور وحماة، السورية.