هل تتوقف أوروبا عن دعم الإخوان بسبب الجنس؟.. سر انقلاب القارة العجوز على الجماعة
الخميس، 21 يونيو 2018 04:00 م
منذ انطلاقها وبدء توسعها، وضعت جماعة الإخوان عينها على الغرب، فمدّ مؤسسها حسن البنا الروابط مع المخابرات البريطانية وتلقى منها دعما، واستمر الأمر حتى أصبح الغرب أكبر داعمي الجماعة.
الصورة التي استفادت منها الإخوان لعقود مضت منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي، يبدو أنها في الطريق للتغير تماما، إذ ما زالت جماعة الإخوان تتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى، سواء فيما يتعلق بفضائح قياداتها أو تحذيرات المسؤوليين الأوروبيين من انتشارها في المجتمعات الأوروبية، وعلى رأسها المجتمع البريطاني، والمطالبات المتصاعدة بالوقوف أمام الجماعة والتصدي لتزايد النشاط الإخواني.
تجميد حساب حفيد مؤسس الجماعة
وبعد شهور قليلة من فضيحة حفيد حسن البنا، طارق رمضان، الذي اتهمته السلطات الفرنسية بالتورط في 3 جرائم اغتصاب، وقرار القضاء الفرنسي بحسبه، جاءت الفضيحة الأخرى من ذات العائلة بل ذات الأسرة نفسه، وهذه المرة مع حفيد حسن البنا وشقيق طارق رمضان «هاني رمضان» الذي جمدت السلطات الفرنسية حساباته في باريس.
الخطوة الفرنسية، جاءت بعد ساعات قليلة من الاجتماع الذي عقده مجلس العموم البريطاني، لمناقشة نشاط الإخوان، وحذر فيه مدير منظمة نيو سنشري لمكافحة الإرهاب، من تفاقم النشاط الإخواني وخطره على المجتمع البريطاني.
ووفقا للقرار الفرنسي الذي صدر خلال الساعات الماضية، فإن سبب تجميد حسابات هاني رمضان، حفيد حسن البنا هو التصرفات السابقة لحفيد مؤسس جماعة الإخوان التي تراها باريس أنها تشكل تهديدا للنظام العام على الأراضي الفرنسية، ولهذا أقدمت الحكومة الفرنسية على تجميد حسابات هاني رمضان.
وتعد هذه الخطوة ليس جديدة، فقد أقدمت أيضا الحكومة الفرنسية، على طرد حفيد حسن البنا، هاني رمضان، ورحلته إلى سويسرا، حيث تم توقيفه حينها في مدينة كولمار إحدى المدن الفرنسية، لحضور مؤتمر كان يشارك فيه.
تحذير بريطاني من نشاط الإخوان
ولا يمكن فصل هذه الواقعة بفضيحة حفيد حسن البنا الأخر وشقيق هامي رمضان، وهو طارق رمضان، الذي يواجه تهم اغتصاب، حاول تبريرها بأنها تمت بالتراضي مع من اغتصبهم، وهي الفضيحة التي هزت كيان الجماعة.
هذه الواقعة تأتي بعد ساعات قليلة من تصريحات مدير منظمة نيو سنشري لمكافحة الإرهاب داخل مجلس العموم البريطاني، الذي حذر من الانتشار الإخواني في المجتمع البريطاني، وأكد ضرورة أن يكون هناك خطوات تتبعها الحكومة البريطانية للتقليل من تواجد التنظيم في لندن، حيث كشف الأضرار التي حلت بالمجتمع البريطاني بسبب انتشار الإخوان داخل أراضيهم، من بينها محاربة برنامج التفاهم الاجتماعي البريطاني، حيث أكد أن الجماعة هدفها إقامة دولة خاصة بهم مثل تنظيم داعش، كما أنهم لا يمثلون المسلمين المتواجدين في المجتمعات الأوروبية.
انقلاب أوروبي على الإخوان
وحول تجميد حسابات حفيد حسن البنا في فرنسا، قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن هذا هذا القرار متوقعا خاصة في ظل فضائح عائلة حسن البنا، فقبها كانت هناك اتهامات طالت طارق رمضان خاصة أن الجرائم التى اتهم بها تعتبر جرائم رأى عام فى فرنسا أى يهتم بها الرأى العام الفرنسى.
وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، في تصريحات لـ «صوت الأمة»، أن المحاكم الفرنسية فى اتجاه تأكيد هذه الاتهامات الأخلاقية ضد أحفاد مؤسس جماعة الإخوان.
وفي سياق متصل، قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن القرارات التي تتخذها السلطات الفرنسية ضد قيادات بالإخوان وشخصيات على علاقة بهم، بجانب تحذيرات سياسيين بريطانيين بداية جيدة لاتخاذ دول أوروبية سياسات معادية للإخوان.
وأضاف الباحث الإسلامي، في تصريحات لـ «صوت الأمة»، أنه من الضروري تجفيف منابع تمويل الارهاب والجماعات الإرهابية المسلحة والذي يتم عبر شخصيات محسوبة على جماعة الإخوان وكذلك كيانات وجمعيات تتستر بالعمل الخيري والدعوي.