إذاعة «شمس راد».. خطة هيومان رايتس للترويج للمثلية في المجتمعات العربية
الخميس، 21 يونيو 2018 09:00 ص
مع اندلاع ثورات الربيع العربي في 2011، تزامنت معها ثورات أخرى فجرتها وعملت على تأجيجها بعض منظمات المجتمع المدني داخل عدد من الدول العربية، حول حرية «المثلية الجنسيةۚ» وتهيئة الرأي العام في تلك الدول المحافظة، لقبول فكرة الحرية الجنسية من منطلق أن دفاع المرء عن معتقده يمكن أن يؤدي إلى إحداث التغيير، حتى أن مزدوجي ومثليي ومتحولي الجنس، بدأوا في الخروج من كهوفهم للمطالبة بالمساواة.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، انطلقت من تونس، أول محطة إذاعية لـ «مزدوجي ومثليي ومتحولي الجنسۑ»، باسم «شمس راد»، وأعلنت جمعية «شمس»، وهي منظمة تونسية تهتم بتحسين الوضع القانوني والإجتماعي للمثليين والمتحولين جنسياً ومزدوجي الميول الجنسية في تونس، عن إطلاقها المحطة الإذاعية المخصصة لشئون المثليين في المجتمع التونسي.
رغم أن المثلية الجنسية مجرمة قانونا داخل تونس، إلا أن حزب النهضة الإسلامي التونسي، وقف صامتا إذاء انطلاق هذه الإذاعة، على الرغم من إعلان رئيس الحزب راشد الغنوشي، الأسبوع الماضي، عن افتتاح أول «فندق إسلامي» في تونس، والذي أوضح أنه لن يتم فيه تقديم الخمور وفرض قيوداً على ملابس السائحين، مما قد يضر بالسياحة هناك.
مدير إذاعة «شمس راد» بوحديد بلهادي، البالغ من العمر 25 عاما، أكد أن المحطة التي فضلت طلاء ممراتها ومكاتبها بألوان «قوس قزح»- الذي يتخذه المتحولين والمثليين علماً يرمز لهم- تبث الموسيقى وتناقش القضايا الاجتماعية بعمق، لاسيما أن المشاركين المثليين لا يعرفون عن أنفسهم على الهواء بأنهم ناشطون جنسيا، ولهذا السبب بالتحديد، يقول «بلهادي» إنه من الضروري الحفاظ على بث إذاعة «شمس راد» لأنها تهدف إلى تعزيز مفهوم «كرامة المثليين والمساواة» في نظر القانون وفي المعاملة والحقوق.
في نفس الوقت الذي أعلن فيه بوحديد البلهادي، عن أهداف محطة المثليين الإذاعية، وما ترمو إليه بنشر فكرة تقبل الآخر، وإبراز صوت المثليين والمتحولين والمزدوجين الجنسيين، وتهيئة الرأي العام التونسي والعربي للتعايش معهم داخل المجتمعات المحافظة الرافضة لهم، كان هناك تساؤل يدور عن توقيت إنطلاق المحطة الأن والأهداف الغير معلنة حول أسباب بثها من دولة عربية في شمال أفريقيا، انطلقن منه أولى شرارات ثورات الربيع العربي، وهو ما أجابت عنه «نيلا جوشال» الباحثة في مجموعة حقوق الإنسان بمنظمة هيومن رايتس ووتش، والتي صرحت أنه في وسائل الإعلام الوطنية الرئيسية، تنطوي الكلمات العربية التي تستخدم للإشارة إلى المثليين جنسياً على دلالات سلبية.
وتكون ترجمتها «شخص منحرف أو شاذ»، وأن هذا ما تحاول منظمات مثل «شمس» تغيره، مضيفة أن الثورة في 2011 كانت لحظة تحول فاصلة جعلت الناس تنتفض للمطالبة بحقوقهم، كما أدركوا أنه لا ينبغي أن يعيشوا معاناتهم في صمت المعاناة، قائلة:«المناخ بدأ يتغير بالنسبة لحقوق المثليين، ففي الآونة الأخيرة، كانت هناك خطوات حقيقية في مجال حقوق المرأة، وهذا ما شجع المثليين على المجاهرة بطلب حقوقهم»، مشيرة إلى مهرجان لـ «لأفلام المثلية» بالعاصمة تونس، في يناير 2018، وكان الحدث ناجحاً، ولم تتدخل الحكومة أو الشرطة فيه.
الأمر الذي يفسر بوضوح، تزامن انطلاق إذاعة المثليين، مع الوقفة الاحتجاجية التي أقامتها «منظمة شمس» أمام السفارة التونسية في العاصمة الفرنسية باريس، ورفعوا خلالها لافتات حملت شعارات كانت فاجة للدرجة التي أجبرت الشرطة الفرنسية لفض الوقفة.