الحضارة المصرية تقود الشمس.. ظاهرة فلكية مدهشة تحدث في الأقصر غدا (تعرف عليها)
الأربعاء، 20 يونيو 2018 04:00 م
في العام 2010 تم رصد ظاهرة مميزة في مدينة الأقصر، درة التاريخ المصري القديم، إذ تغرب الشمس من البوابة الغربية لمعبد الكرنك تزامنا مع ظاهرة الانقلاب الصيفي.
الباحث أحمد عبد القادر المتخصص فى السياحة الفلكية أشار في تصريحات صحفية إلى أن أشعة الشمس ستودع أرجاء المعبد الفسيح ويحدث اختفاء تدريجى للضوء عن ساحته حتى يظلم قدس الأقداس وذلك بدءا من الساعة السادسة مساء ولمدة حوالى 30 دقيقة حتى تغيب أشعة الشمس عن قدس الأقداس بالمعبد،لافتا إلى أنه تم رصد تلك الظاهرة منذ عام 2010.
وأكد أن المحور الرئيسى لمعابد الكرنك يعد محورا مثاليا لاستقبال شمس الشتاء عبر البوابة الشرقية بنهاية المحور، بينما تعد البوابة الغربية " المدخل الحالى لدخول الزائرين " لنفس المحور موضعا مهما لتوديع الشمس الغاربة عند يوم الانقلاب الصيفى.
وقال إن قدماء المصريين عاشوا وفقا للإيقاع اليومى والسنوى للشمس ( الليل والنهار، والشروق والغروب , ثم الفصول الثلاثة الصيف والشتاء والربيع ) ووجدوا أنفسهم متناغمين تماما مع فترات مولد الشمس، وتألقها ومغيبها، لافتا إلى أن فصل الصيف يمثل عيد ميلاد الإله رع، وبداية موسم فيضان نهر النيل بالماء والطمى , وهو ما يعرف فلكيا بالانقلاب الصيفى، فيما يمثل بداية الشتاء مولد " اوزير" وبداية موسم الزراعة والنبات وهو ما يعرف بالانقلاب الشتوى .
وأضاف أن (عبى ور ) فى مصر القديمة كانت تعنى القرص الكبير فى إشارة إلى الحجم الكبير لقرص الشمس فى الصيف، أما كلمة (رع ور) فتعنى الشمس الكبيرة أو العظيمة وهى شمس الانقلاب الصيفى، مشيرا إلى أن المعمارى المصرى القديم شيد المحور الرئيسى لمعبد آمون بالكرنك ليكون شاهدا على ميلاد اوزير فى الشتاء بحيث تستقبل البوابة الشرقية للمعبد الضوء عند شروق شمس يوم الانتقال الشتوى , بينما تستقبل البوابة الغربية للمعبد أشعة الشمس الغاربة لليوم الأول من الانقلاب الصيفى .
وتابع قائلا "إن المصرى القديم اعتبر اليوم الأول من الشهر الأول لفصل الصيف عيدا ويوما للصيام فيمتنع فيه الكهنة والأفراد المتدينين عن الأكل والشرب من شروق شمس هذا اليوم وحتى غروب الشمس بينما يقضون الليل لممارسة السهر الروحانى وتلاوة التراتيل والصلوات طوال ليلة كاملة.
وطالب عبدالقادر الدولة بالاهتمام واستغلال الظواهر الفلكية خاصة المرتبطة بالآثار وترويجها، لجذب المزيد من السائحين لمصر ولمختلف محافظاتها خاصة وأن هناك العديد من الظواهر الفلكية الفريدة التى يمكن الترويج لها مثلما يحدث فى تعامد الشمس فى معبد رمسيس الثانى بابوسمبل.