علشان خاطر عيونك.. تعرف على السبب الرئيسي للعمى عالميا وكيفية الوقاية منه
الخميس، 21 يونيو 2018 12:00 ص
"التراكوما" عبارة عن مرض وبائي مُعدٍ يصيب العين، يسمى "الرمد الحبيبي"، وينتج عن الإصابة ببكتريا تسمى "المتدثرة الحثرية" أو "كلاميديا تراكوما" التي تنتشر في الصيف، والأماكن النائية الموبوءة بالحشرات، وتصيب ملتحمة العين، وهى عبارة عن غشاء رقيق يغطى بياض العين، وينتج عن الإصابة بها التهابات متكررة فى الملتحمة، ومن ثم تغير اتجاه رموش العين إلى الداخل؛ ما يؤدى إلى جروح بقرنية العين؛ إلى أن نصل لمرحلة العمى.
تقول منظمة الصحة العالمية، إن التراكوما مشكلة عامة فى 41 بلدا، وأنها مسئولة عن عمى 1.9 مليون شخص، وأن العمى بسببها لا رجعة فيه، مؤكدة أن جمعية الصحة العالمية اعتمدت القرار WHA51.11 فى عام 1998 للقضاء على التراكوما عالميا باعتباره مشكلة صحية عامة، مشيرة إلى أنه فى عام 2016، تلقى أكثر من 260 ألف شخص العلاج الجراحى للتراكوما المتقدمة، وتم علاج 85 مليون شخص بالمضادات الحيوية، وبلغت التغطية بالمضادات الحيوية على مستوى العالم 44.8٪، وهى زيادة كبيرة مقارنة بالتغطية التى بلغت 29.6٪ فى عام 2015، وأنها فى عام 1997، أطلقت تحالفا للتخلص العالمى من التراكوما بحلول عام 2020، وأن هذا التحالف (GET 2020) شراكة تدعم تنفيذ البلدان لاستراتيجية SAFE وتعزيز القدرات الوطنية من خلال التقييم الوبائى، والرصد، وترصد المرض، وتقييم المشروع، وحشد الموارد.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن أفريقيا القارة الأكثر إصابة، والقارة التى تبذل فيها جهود المكافحة الأكثر كثافة، وأنه فى عام 2012، تمت معالجة 45 مليون شخص بالمضادات الحيوية، وأجريت عمليات جراحية لـ 155 ألف حالة من حالات "الشعرة"، فى 29 بلدا بأفريقيا، حيث إن حوالى 84 مليون شخص مصابون بالتراكوما فى العالم موزعون على أفريقيا الغربية والشرقية، وكينيا، وتنزانيا، وجنوب المغرب العربى، والجزائر، وموريتانيا، وعمان، ومصر
من أهم العوامل التى تساعد على انتشار مرض التراكوما، هى قلة النظافة، والازدحام الأسرى داخل المنزل الواحد، وقلة المياه، والفقر الذى يسبب عدم الاهتمام بالأمور الصحية كنظافة الحمامات، والأدوات الشخصية، واستعمال أدوات الغير، وتنتشر العدوى بالجرثومة المسببة للتراكوما عن طريق إفرزات العين والأنف من الأشخاص المصابين بالعدوى عن طريق اليدين أو الملابس أو فى الفراش، أو بواسطة الذباب والحشرات الأخرى التى تنقلها من مريض، ما يؤدى إلى الإحساس بوجود جسم غريب فى العين واحمرارها، بجانب الدموع الغزيرة، وحساسية الضوء، ومن ثم خروج إفرازات سائلة أو قيحية من العينن، وانتفاخ الأجفان، وانحراف الأهداب للداخل، وتورم العقد اللمفاوية الموجودة أمام الأذن، وظهور ندوب بالقرنية، وبعد سنوات من العدوى المتكررة، يصبح الجفن من الداخل متندبا محدثا ما يسمى "بندبة القرنية" لدرجة الإحساس بأن جفن العين مقلوبا إلى الداخل، ومن أخطر مضاعفاتها ضعف الإبصار والعمى.
التراكوما مرض يصيب جفن العين، وقد يكون صديديا ومؤلما جدا إذا لم يعالج بالطريقة المناسبة وفى الوقت المناسب، حيث يمكن علاج التراكوما الحادة بالمضادات الحيوية من مجموعة التتراتسيكلين، والأريتروميتسين، أو أزيثروميسين، كعلاج موضعى للعين، وعن طريق الفم أيضا، وقد نلجأ إلى الجراحة فى حالة المضاعفات؛ لأنه قد تسبب العمى.