«الدون بوسكو» والجامعات التكنولوجية.. خطة الحكومة لتطوير التعليم الفني
الأربعاء، 20 يونيو 2018 08:00 صإبراهيم الديب
تُعد التنمية التكنولوجية أساس النهوض بالمجتمعات الحديثة، لتحقيق الاستقرار وتطوير أنماط الحياة، ولايخفى على أحد أن الأيدي العاملة وأصحاب الحرف والمهن هم أساس تشغيل عجلة الإنتاج والنهوض بالقطاع الاقتصادي من خلال الصناعة كنواة أساسية، ومن ثم الزراعة والتجارة وفتح أسواق جديدة تعتمد على الحرفيين وإنتاجهم.
ومن المعروف أنه لاتسطيع دولة النهوض من عثراتها، وتحقيق تنمية اقتصادية ملوسة دون استغلال الحرفيين كنواة انطلاق لتغير شكل الحياة على أرضها وتحقيق حياة كريمة لمواطنيها، الأمر الذي يستحيل تحقيقه دون إعادة هيكلة وتطوير قطاع التعليم الفني، وتغير نظرة المجتمع تجاهه، والاهتمام بتدريب خريجيه وتوفير فرص العمل اللازمه لهم لتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي.
وتعتبر مشكلات التعليم الفني إحدى أهم المخاطر والتحديات التي تواجه الحكومات بمختلف الدول، وتستدعي التكاتف والعمل الجاد لحلها، لما لها من خطورة مباشرة على سوق العمل، وجودة المنتجات، وعجلة الإنتاج والتصنيع، وتضافر الجهود لتوعية المواطنين بأهمية هذا القطاع، من خلال وسائل التواصل والإعلام المختلفة، ومنع النظرة الدونية منهم له، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل ورفع كفائة المعلمين لإخراج عمالة ماهرة ومتدربة بشكل جيد.
ويعاني التعليم الفني في مصر من تدني مستواه، ونخر سوس الفشل والفساد أعمدته، ماجعله يتحول إلى مأوى للراسبين والفشلة ومسرحا كبيرا للهزل والبلطجة، الأمر الذي بدأت معه وزارة التربية والتعليم العمل على دراسة خطط ومناهج حديثة لتطوير هذا القطاع والنهوض بمستواه.
وأدت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخميس الماضي، وضم تشكيل الحكومة الجديد تعيين الدكتور محمد محمد مجاهد، نائبا للدكتور طارق شوقي لشئون التعليم الفني، خلفا للدكتور أحمد الجيوشي، في إطار خطة الدولة لضخ دماء جديدة بقطاعات الحكومة.
واجتمع اليوم، الدكتور محمد مجاهد، مع وزير التربية والتعليم، وحسن مشعل، رئيس قطاع التعليم الفني ومسئول التخطيط الدولي بالقطاع، لعرض ملامح خطة الوزارة للنهوض بالتعليم الفني، وبدء العمل على إعادة هيكلته.
وخلال الاجتماع أكد «مجاهد» على اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بقطاع التعليم الفني، واتجاه الحكومة للنهوض بهذا القطاع لعودة العمالة المصرية إلى سابق عهدها ورفع الناتج المحلي من خلال الاعتماد على الفنيين وخبراء التكنولوجيا، والتركيز على إكساب طلابه للمهارات الفنية ورفع كفائتهم العملية بدلا من الحفظ والتلقين مستنكرا تحول طالب التعليم الفني إلى الاعتماد على النظريات والحفظ والمذكرات بدلا من العمل بيديه والتدريب على مجال دراسته، الأمر الذي يحوله إلى مجرد عامل عادي في حياته المهنية ولايحقق الاستفاده المنشودة من وراء ماتلقاه طيلة سنوات دراسته.
وكشف نائب الوزير، عن وضع خطة متكاملة لتحقيق الاستفادة القصوى من طلاب التعليم الفني، أهمها التدريب المستمر داخل المصانع بالتنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة وغيرها من الهيئات المعنية، بالإضافة إلى التدريب المستمر للمعلمين عمليا وليس نظريا كما هو متبع الأن، مشيرا إلى أنه يعمل حاليا على تغير نظام الحفظ والتلقين داخل القاعات.
وفيما يتعلق بنظام الامتحانات، أشار «مجاهد»، إلى أن هناك اتجاه لفصل المعلم الذي يقدم المنهج داخل الفصول والقاعات عن الذي يمتحن الطلاب نهاية العام، لافتا إلى أنه قد يتم الاستعانة بحرفيين وصناع مهرة في هذا الصدد، كما هو متبع داخل المدارس التكنولوجية حاليا، منوها إلى انه تم وضع خطة متكاملة لتحويل 100 مدرسة فنية إلى النظام التكنولوجي، وتعميم فكرة مدارس معهد «الدون بوسكو»، الدولي والذي يدرس الطالب داخله باللغات الإيطالية والإنجليزية والعربية لتقديم تعليم فني راق.
ولم تقتصر خطة نائب الوزير على المدارس فقط بل امتدت لتشمل إنشاء جامعات تكنولوجية تمنح الطالب درجة البكالوريوس، للمساهمة في تغير النظرة الخاطئة من قبل المجتمع لهؤلاء الطلاب وتحقيق التنمية المنشودة من وراءه.