في إسبانيا الميت ملوش حُرمة.. سر نبش حكومة مدريد لقبر صديق هتلر وموسيليني
الثلاثاء، 19 يونيو 2018 12:00 م
في الثقافة الشرقية يُجل الناس الموت والأموات، وبمجرد مغادرة أحد الأشخاص عالم الأحياء يصبح محميا من النقد والتعريض، ولكن في أنحاء العالم الأخرى هناك منطق مختلف للأمور.
أثار قرار الحكومة الإسبانية الجديدة، باعترامها إزالة آثار قبر الرئيس الإسباني فرانشيسكو فرانكو(قائد عسكري تولى رئاسة إسبانيا من 1936 حتى 1975) من ضريح، بالقرب من العاصمة مدريد، وتحويل المكان إلى "رمز للمصالحة"، تساؤلات عدة عن الأسباب التي أدت بالقيادة الإسبانية إلى هذا العمل في ذلك التوقيت رغم أن آثر هذا القبر يتواجد منذ عشرات السنوات.
الرئيس الإسباني فرانشيسكو فرانكو مع هتلر
نائب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، كشف عن الأسباب التي أدت إلى هذا القرار كاشفُا عن وجود اتفاق في البرلمان على نقل الضريح وتبحث الحكومة في الوقت الراهن عن طريقة لتطبيق الاتفاق.
وللعودة إلى التاريخ فأن فرانكو كان حاكمًا لإسبانيًا أثناء الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد منذ 1936 حتى عام 1939 ليستمر في الحكم حتى وفاته عام 1975، ودفن فراتشيسكو في كنيسة أطلق عليها لاحقا مقبرة «وادي الشهداء» على بعد 50 كيلومترا شمال غربي مدريد.
والمثير هنا أن رغم أن الاتفاق الذي أشار له بيدرو كان اقتراح بإزالة - رفات فرانكو من الضريح الضخم - غير ملزم وافق عليه العام الماضي 198 من بين 350 نائبا في البرلمان الإسباني، وتجاهلته الحكومة الإسبانية السابقة برئاسة ماريانو راخوي ، لكن رئيس الوزراء الاشتراكي الجديد الذي أطاح راخوي في تصويت بسحب الثقة في الأول من يونيو الماضي بعد فضيحة فساد، يضع قضية نقل قبر فرانكو ضمن أولويات حكومته.
الهدف من نقل القبر كشفه المتحدث باسم الحزب الاشتراكي أوسكار بوينتي، الذي أكد أنه لتحويل الموقع إلى «مكان للمصالحة، وذاكرة لكل الإسبان، وليس الاعتذار عن الديكتاتورية»، في إشارة إلى الحاكم السابق فرانكو الذي يوصفه الإعلام الإسباني بأنه وصل للسلطة في 1936، بعد انقلاب عسكري ضد الديمقراطيين والاشتراكيين، مما أدى إلى نشوب حرب أهلية استمرت حتى 1939، وانتهت بانتصار فرانكو الذي حظي بدعم هتلر وموسيليني.