معركة خالد منتصر وجائزة الشناوي تستدعي حديث الآخرة.. قصة الخمر الحلال في الجنة
الإثنين، 18 يونيو 2018 11:00 م
تابعت الفتوى :"وأعلم أن الله تعالى حكيم في تدبيره وتشريعه وقد حرم الخمر في الدنيا لما فيها من الضرر على العقل والجسم، وأباحها في الآخرة وجعلها لذة للشاربين منزهة عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها وما فيها من الأضرار، فنفى عنها صداع الرأس ووجع البطن وإزالة العقل بالكلية".
أضافت الفتوى:" وأعلم أنه أنما سميت الخمر خمرا لأنها تركت فاختمرت أي تغير ريحها، وقيل سميت بذلك لمخامرتها العقل أي مخالطته، وقيل لأنها تغطي العقل أي تستره، يقال اختمرت المرأة لبست الخمار، والتخمير التغطية يقال خمر إناءك، قال صاحب القاموس: سميت خمرا لأنها تخمر العقل وتستره، أو لأنها تركت حتى أدركت واختمرت، أو لأنها تخامر العقل، أي: تخالطه.
وكان الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى قد قال فى تفسيره لآية: "فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" إنه:" توجد في اللغة ألفاظ تعبر عن نعيم الجنة؛ لأن المعنى غير معروف لنا، ولكن الله أراد أن يحببنا فيها فأعطانا صورة نفهمها عن النعيم، فيقول عَزَّ وَجَلَّ: "مَّثَلُ الجنة" وهو يريدنا أن نعرف أن فيها نعيماً خالياً من كل المنغصات التي تكون في المثل. فمثلاً الخمر في الدنيا فيها خصلتان؛ الأولى أنها تغتال العقول والثانية: أنها لا تشرب بقصد اللذة، والذي يشرب الخمر لا يشربها مثلما يشرب كوب عصير المانجو أو عصير الليمون الذي يستطعمه ويشربه على مهل، ولكنه يسكب الكأس في فمه دفعة واحدة؛ لأن طعمها غير مستساغ وليقلل زمن مرور الخمر على الحس الذائق، ومعنى هذا أن طعمها غير مستطاب، ثم إنها تذهب بوعي الشارب لها فيفقد السيطرة على سلوكه، ويعتذر في الصباح عما فعل أثناء احتسائه للخمر ويقول خجلاً: «لم أدر موقع رأسي من موقع قدمي» هذه خمر الدنيا، ولكن الخمر في الجنة لا غَوْل فيها، أي: لا تغتال العقول، حلوة المذاق، ولذلك يصفها الله سبحانه وتعالى بقوله: "لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ" "محمد: 15".