امسحي دموعك يا آمال.. حكاية «حبيبة العندليب» من الجمال والنجومية إلى دار المسنين
الإثنين، 18 يونيو 2018 08:00 مزينب عبداللاه
صوتها عذب رقيق، تستطيع أن تميزه وتعرف صاحبته قبل أن تراها، عرفها الجمهور في دور الفتاة الرقيقة في الخمسينات والستينات واختفت عن الأنظار حتى فوجئ جمهورها بصورة سيدة عجوز تجلس وحيدة على أحد مقاهي وسط البلد، ليعود من جديد الحديث عن الفنانة آمال فريد بطلة أفلام العندليب التي غنى لها أغنية «كفاية نورك عليا» في فيلم «ليالي الحب».
لم تعد الأخبار المتداولة عنها أخبارا فنية تتناول الأفلام التي تقوم ببطولتها والنجوم الذين تقف أمامهم، ولكن أصبحت كلها أخبار تتحدث عن وحدتها وتدهور حالتها الصحية ونقلها إلى المستشفيات لتلقى العلاج.
كان أخر هذه الأخبار ما تم تداوله مؤخرا من نقلها إلى مستشفى المعلمين بعد تدهور حالتها الصحية، وبعد تدخل نقابة المهن التمثيلية، وقبلها تداول عدد من رواد التواصل الاجتماعي صورتها بعد غياب سنوات طويلة واختفاء أخبارها، وهي على أحد المقاهي.
وأشاروا إلى أنها تعانى من الوحدة والمرض، لتعود آمال فريد إلى الأضواء ولكن بصورة أخرى غير التى كانت عليها أيام التألق والنجومية، وتلفت انتباه نقابة المهن التمثيلية التى اهتمت بحالتها، ويكرمها المركز الكاثوليكى عن مشوارها، وتجرى معها عدد من الحوارات وهى على فراش المرض تتحدث فيها عن ذكريات النجومية وعلاقتها بفناني الزمن الجميل واعتزالها الفن وهى فى قمة شهرتها بعد زواجها وسفرها وعدم وجود أدوار ترضيها.
خرجت آمال فريد من المستشفى منذ شهور بعد علاجها من كسر بالمفصل لتقيم فى إحدى دور المسنين حتى تعرضت إلى الوعكة الصحية الأخيرة التى دخلت على أثرها المستشفى مجددا.
مسيرة حافلة من الفن والنجومية والأضواء كانت خلالها آمال خليل محمد، وهو اسمها الحقيقى قبل أن يختار لها وحيد فريد مدير التصوير الشهير الفنى، بطلة أمام عمالقة الفن.
ولدت آمال فريد في (12 فبراير 1938)، وحصلت على ليسانس آداب قسم اجتماع، وبدأت مشوارها الفنى بالمشاركة فى برامج الأطفال مع «بابا شارو»، وفازت بمسابقة أجرتها مجلة الجيل ليرشحها للعمل في الفن مصطفى أمين وأنيس منصور، وكان أول عمل لها أمام الفنانة الراحلة فاتن حمامة في فيلم «موعد مع السعادة»، عام (1954)، وكان عمرها وقتها (17 عاما)، ورغم عدم امتلاكها الكثير من الخبرة وقتها إلا أنها نالت جائزة الدولة التقديرية عن هذا الدور، وسلمها الجائزة الكاتب العالمي نجيب محفوظ ووعدها بالعمل معه، وبالفعل عملت في فيلمي «بداية ونهاية وإحنا التلامذة».
وتوالت بطولاتها الفنية واقتنصت دور البطولة أمام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في عدد من الأفلام ومنها فيلم «ليالي الحب» الذي غنى لها فيه أغنية «كفاية نورك عليا»، والتي قالت عنها آمال فريد إنها كانت تشعر أنها ملكة حين غنى لها العندليب هذه الأغنية.
وأكدت أن «عبد الحليم» كان يطلبها في دور البطولة بأفلامه، نافية وجود علاقة حب بينهما، كما شاركت في بطولة أربعة أفلام أمام الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين وهى: «إسماعيل ياسين في حديقة الحيوان»، امسك حرامي، إسماعيل ياسين في الطيران، حماتي ملاك».
وكانت آمال فريد مرشحة لبطولة فيلم «أبي فوق الشجرة» مع عبد الحليم حافظ ولكن نظرًا لارتباطها بالسفر للخارج اعتذرت واستبدلها المخرج حسين كمال بميرفت أمين.
تزوجت آمال فريد خلال حياتها مرتين، ولم تنجب، وانتقلت للعيش في موسكو، وابتعدت عن الساحة الفنية نحو (6 سنوات)، ثم عادت إلى مصر وشاركت في بطولة فيلمين هما «6 بنات وعريس، وجزيرة العشاق»، وبعدها فضلت الابتعاد نهائيًا عن التمثيل في عام (1969).
واختفت آمال فريد عن الأضواء والأنظار حتى عادت بالصورة الجديدة التى ظهرت عليها، ورغم تأكيدها أن تعيش فى رعاية ابن شقيقها الذى لا يتركها، فضلت العيش فى دار مسنين حتى أصيبت بوعكتها الصحية التى انتقلت بسببها منذ ساعات إلى المستشفى، لتتغير حياة نجمة من زمن الفن الجميل أمتعت الجمهور بأدوارها ورقتها، ويدعو لها جمهورها الآن بالشفاء والصحة.