هل فعلتها طهران أم تغيظ واشنطن؟.. سر الاعتراف الإيراني بدعم القاعدة في 11 سبتمبر
الإثنين، 18 يونيو 2018 01:00 م
بات من المؤكد الذي لا يقبل الشك، أن عمليات استهداف برجي مركز التجارة العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية، المعروف بأحداث 11 سبتمبر 2011، نفذه تنظيم القاعدة الإرهابي، ولكن السؤال عن الداعم للتنظيم في ضوء تعقيد العملية وحاجتها لكفاءة ومساندة من جهات أكبر من التنظيم.
من المؤشرات المهمة حول الحادث الضخم، الشكوك التي أشارت لتورط إيران في الأمر، ولكن ظل الأمر في نطاق الشكوك حتى أيام مضت، بخروج اعتراف رسمي من الدولة الإيرانية بمساعدة تنظيم القاعدة، ليصبح السؤال أكثر تعقيدا: هل فعلتها إيران فعلا؟ أم أنها تغيظ الولايات المتحدة الأمريكية في ضوء التوترات التي تسيطر على علاقتهما مؤخرا، بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني؟
من مذكرات قادة القاعدة إلى وثائق «بوت آباد» المملوكة لأسامة بن لادن، إلى المسؤولين الإيرانيين، يمضي الكشف عن علاقات طهران بتنظيم القاعدة من طور إلى طور، وتنتقل من السرية إلى العلنية، ومن التكهن إلى الجزم، وتكشف تلك العلاقات عن واحدة من أخطر قنوات التشبيك الإيرانى عن طريق استخبارات الحرس الثورى بالتنظيم الذى يتهم بتنفيذ هجمات الحادى عشر من سبتمبر.
إيران والقاعدة
وفي مفاجأة من العيار الثقيل، كشف محمد جواد لاريجاني، معاون السلطة القضائية الإيرانية، أن بلاده ساهمت بشكل كبير في أحداث (11 سبتمبر 2011)، ذلك بعد أن قامت بلاده بتسهيل مرور عناصر القاعدة، مشيرا إلى النظام الإيراني على علاقة بتنظيم القاعدة، كما تحدث عن كيفية إشراف المخابرات الإيرانية طهران على مرور واستقرار عناصر التنظيم في الجمهورية الإسلامية.
(30 مايو).. قال لاريجاني شقيق رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية: «جاء فى تقرير لجنة هجمات (11 سبتمبر)، والتذي ترأسها شخصيات مثل ليٌ هاميلتون، ذكروا في صفحات (240) و(241) أي فى صفحتين أو ثلاث، استفسارات حول دور إيران فى القضية»، مؤكدا أن إيران تعاونت بشكل كبير مع عناصر القاعدة التي كانت تسعى لتنفيذ عمليات إرهابية سواء بالقرب من المنطقة العربية أو خارجها.
وأشار إلى أن هناك مجموعة تقارير أفادت بأن عناصر القاعدة الذين كانوا يريدون الذهاب من السعودية وبلدان أخرى إلى أفغانستان أو أى مكان آخر، ودخلوا الأراضى الإيرانية برحلات جوية أو برية، طلبوا قرب الحدود من السلطات الإيرانية أن لا يتم ختم جوازات سفرهم لأنه إذا علمت الحكومة السعودية بمجيئنا إلى إيران ستقوم بمحاسبتنا.
وأضاف: «حكومتنا وافقت على عدم ختم جوازات سفر بعضهم، لأنهم عبروا بشكل رحلات ترانزيت لمدة ساعتين وكانوا يواصلون رحلتهم دون ختم جوازاتهم، لكن كل تحركاتهم كانت تحت إشراف المخابرات الإيرانية بشكل كامل»- وفقا لما نشرته العربية.
رد أمريكى
كانت الولايات المتحدة الأمريكية- على لسان نسئول بوزارة الخارجية- اعتبرت تصريحات «لاريجاني»، بشأن هجمات (11 سبتمبر 2011)، اعترافا إيرانيا بتسهيل الهجمات الإرهابية على برجي مركز التجارة العالمي.
وتابع المسئول الأمريكي: «تمثل اعترافا لما كانت تؤكده الحكومات الأمريكية منذ زمن طويل حول مساعدة إيران لعناصر القاعدة من أجل مرورهم عبر الشرق الأوسط»، وفقا لصحيفة فرى بيكن.
وأكدت واشنطن أنها فهمت من خلال حديث لاريجانى أن طهران تؤكد ما تم توثيقه سابقاً فى تقرير لجنة (11 سبتمبر)، وجاء فى التقرير أن مسؤولين إيرانيين ساعدوا فى إخفاء سفر أعضاء فى تنظيم القاعدة من وإلى دول المنطقة، بما فى ذلك بعدم ختم جوازات سفرهم، أو إعطائهم تأشيرات خارج الجواز- وفقا لما نشرته بعض الصحف الأمريكية عن لسان مصادر بوزارة الخارجية.
تناقض الأجهزة
وتكشف علاقة إيران بالقاعدة عن تناقض بنيوى فى توجهات الأجهزة الأمنية بطهران بين استخبارات الحرس الثورى التى يسيطر عليها آية الله حسين طائب المعين مباشرة من قبل المرشد، وبين وزارة الأمن والإطلاعات (المعلومات) التى ينتقل الحكم فيها بين وزراء تسميهم الحكومة.
فبينما كانت وزارة الإطلاعات ترى بضرورة التعاون مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية حول رجال القاعدة الفارين من الحرب الأفغانيةـ الروسية واللاجئين إلى إيران وتسليمهم إلى السى آى إيه نظير الحصول على معلومات فى إطار تبادل الخبرات والمعلومات بين الأجهزة الأمنية حول العالم، كانت استخبارات الحرس ترفض ذلك.
النتيجة أن استخبارات الحرس هى التى تفوقت وأصبحت كلمتها هى العليا فى هذا الملف على سبيل التحديد، واكتفت فقط بتحديد إقامة العناصر القاعدية الخطرة لاستخدامها كأوراق ضغط على الحكومات العربية التى ينتمى إليها هؤلاء المقاتلون.
فى المجمل تؤكد تصريحات لاريجانى وما ورد فى التقرير الأمريكى بخصوص أحداث الحادى عشر من سبتمبر أن لإيران علاقات وثيقة للغاية لتنظيم القاعدة وأن التنظيم استخدم إيران كجسر للمرور إلى الدول الأخرى وأن إيران استخدمت التنظيم لتحقيق أهداف إستراتيجية بعيدة المدى تحققت بالفعل بعد ذلك فى كل من اليمن والعراق وسوريا، ومناطق عمليات أخرى.