هل تساعد الأمم المتحدة الحوثيين؟.. تحركات المبعوث الأممي تكشف تعمد إهدار الوقت
الإثنين، 18 يونيو 2018 11:42 ص
كثير من المتابعين للملفات العربية الساخنة يؤكدون أن رغبة دولية واسعة تدعم فكرة عدم الاستقرار في المنطقة، وبينما لا يقوم دليل قاطع على بعض هذه التصورات، فإن مؤشرات بسيطة قد تؤكد بعضها.
في سوريا بات في حكم المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية عملت على إبقاء التوتر في ذروته، واتفقت مع تركيا وقطر والميليشيات المدعومة منهما على التصعيد في أوقات وأماكن معينة، بل مولت وسلّحت بعض هذه الميلشيات في أوقات عدة، وفي اليمن أيضا يبدو أن الأمور لا تختلف كثيرا، حتى لو كان توزيع الأدوار مختلفا.
التوافق الأمريكي التركي في سوريا يبدو مقبولا نوعا ما، في ضوء انسجام نظام أردوغان مع واشنطن والقوى الغربية، وتبعيته لها، ولكن في اليمن لا تبدو الصورة منطقية، ففي الوقت الذي يقوم التوتر بكامله على صراع المؤسسات اليمنية وميلشيات الحوثيين، والأخيرة مدعومة من إيران المرفوضة دوليا، تبدو تحركات المؤسسات الدولية داعمة للحوثيين، أو على الأقل مستهدفة لإبقاء التوتر.
هذه الشكوك ربما تؤكدها المؤشرات المرتبطة بتحركات الأمم المتحدة ومبعوثها لليمن، والدور الذي تلعبه هذه التحركات في مدّ أمد الصراع، وتعطيل الجيش اليمني والتحالف العربي عن الحسم، وفتح ثغرات ومجالات أوسع للتنفس تستغلها الميلشيات الحوثية في تثبيت بقائها وإمكانات خوضها لحرب أطول.
قد يبدو الأمر أكثر وضوحا مع الاقتراب من المؤسسات الدولية، فمجلس الأمن الدولي مثلا يعقد اليوم الاثنين جلسة مغلقة حول تطورات الأوضاع في اليمن، يدلى خلالها المبعوث الأممي مارتن جريفيث بإفادة حول خطته الشاملة للسلام فى اليمن، وبحسب ما نقلته قناة العربية الحدث عن مصادر أممية، فإن "محادثات جريفيث في صنعاء مع ميليشيات الحوثي بشأن الحديدة لم تفض إلى أي تقدم"، ولكن في الوقت نفسه قالت المصادر إن قيادات الميليشيات رفضت الانسحاب من ميناء الحديدة وتسليمه لإشراف أممي، وطالبت بمزيد من الوقت لدراسة مقترح المبعوث الأممي، وإن الأمور تتجه لمنحهم هذه المهلة.
على الجانب الآخر، لا يبدو أن قوات الشرعية تشكك في نوايا المؤسسات الدولية، إذ كانت الحكومة اليمنية الشرعية قد رحبت في وقت سابق بجهود الوساطة التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، بما يتوافق مع المرجعيات الثلاث المعترف بها دوليا، مؤكده أنها تراقب عن كثب زيارته إلى صنعاء لإقناع ميليشيا الحوثي بالانسحاب من مدينة وميناء الحديدة سلميا، وما زال رهان الحكومة اليمنية قائما، رغم مماطلة الحوثيين ومساعدة المنظمات الدولية لهم في هذه المماطلة.