سعر اليورو تحت رحمة ماريو دراجي.. كيف تسبب المركزي الأوروبي في تراجع عملة القارة؟
الإثنين، 18 يونيو 2018 01:00 م
وسط أجواء من الاستقرار والإيجابية يشهدها الدولار الأمريكي، مع النجاحات السياسية وحالة الهدوء المحيطة بتحركات الولايات المتحدة، تبدو الصورة لأبرز المنافسين، اليورو الأوروبي، مختلفة تماما.
بحسب تداولات اليوم الإثنين، تراجع اليورو في السوق الأوروبية مقابل سلة من العملات العالمية، في مستهل تعاملات الأسبوع، مقتربا من ملامسة أدنى مستوياته في أسبوعين مقابل الدولار، وهو المستوى المسجل الجمعة الماضية، مع رهان المستثمرين على أن الولايات المتحدة والصين ستتجنبان حربا تجارية شاملة.
ضمن أبرز الأسباب التي قادت اليورو إلى التراجع، ودفعته خطوات عديدة للخلف، حالة الترقب التي تسيطر على المستثمرين بشأن السياسة النقدية للقاء الأوروبية، وانتظار ما ستحمله تصريحات محافظ المركزي الأوروبي ماريو دراجي، التي قد توفر أدلة جديدة حول مستقبل السياسة النقدية للقارة.
وفيما يخص مؤشرات الأسعار، تراجع اليورو مقابل الدولار بأكثر من 0.1% حتى الساعة 7:44 بتوقيت جرينتش، ليتداول عند 1.1572$، وسعر افتتاح تعاملات اليوم عند 1.1585$، وسجل الأعلى عند 1.1602$ ، والأدنى عند 1.1565$، ومستوى إغلاق تعاملات الجمعة 1.1607 $، وكان قد أنهى تعاملات الجمعة مرتفعا 0.35% مقابل الدولار، ضمن عمليات الارتداد من أدنى مستوى فى أسبوعين 1.1543$ المسجل فى وقت سابق من التعاملات ، وبدعم توقف صعود العملة الأمريكية بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وعلى مدار الأسبوع الماضي فقدت العملة الأوروبية الموحدة «اليورو» نسبة 1.4% مقابل العملة الأمريكية «الدولار»، بأكبر خسارة شهرية منذ أوائل فبراير الماضي ، بسبب نتائج اجتماع المركزي الأوروبي وتصريحات ماريو دراغى.
أبقي المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة ثابتة دون أي تغيير يذكر عند مستوياتها القياسية المنخفضة عند صفر بالمئة ، وقرر تمديد برنامج شراء السندات «المحفز للاقتصاد الأوروبي» لمدة ثلاثة أشهر أخرى من سبتمبر المقبل إلى ديسمبر، على أن تكون القيمة الجديدة للبرنامج خلال فترة التمديد 15 مليار يورو نزولا من 30 مليار يورو.
وقال المركزي الأوروبي على حسب البيانات الواردة عن حالة الاقتصاد فى منطقة اليورو فأنه من غير المحتمل أن يتم رفع سعر الفائدة الأوروبية قبل صيف عام 2019، وقال ماريو دراغى عقب الاجتماع «لم نناقش متى سنرفع أسعار الفائدة».
ارتفع مؤشر الدولار يوم الاثنين بأكثر من 0.1%، ليستأنف صعوده مجددا بعد نزوله يوم الجمعة من أعلى مستوى فى أحدى عشر شهرا عند 95.13 نقطة، ضمن عمليات تصحيح وجني أرباح وبفعل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
قررت الولايات المتحدة يوم الجمعة سن تعريفات على بضائع صينية بقيمة 50 مليار$، وردت الصين بعد فترة وجيزة بالإعلان عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على 659 منتجا أمريكيا.
وجاء تأثير تلك التوترات محدودا على سوق صرف العملات الأجنبية ، خاصة وأن معظم تحليلات الخبراء تشير إلى أن التعريفات الحالية لو طبقت بالفعل لن تؤثر على الاقتصاد العالمي ، بالإضافة إلى استمرار محاولات أكبر اقتصاديين بالعالم تجنب اندلاع حرب تجارية شاملة.
يترقب المستثمرين فى وقت لاحق اليوم تحديدا الساعة 17:30 جرينتش تصريحات ماريو دراغى محافظ المركزي الأوروبي خلال منتدى للمركزي الأوروبي فى البرتغال عن دور البنوك المركزية، من المنتظر أن تتضمن تلك التصريحات أدلة جديدة حول مستقبل السياسة النقدية الأوروبية.