واشنطن تقتل زعيم طالبان في العيد.. هل تسعى أمريكا لنقض الهدنة وإراقة دم المدنيين؟
السبت، 16 يونيو 2018 08:00 ص
تلقت حركة طالبان ضربة كبرى بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مقتل زعيمها في باكستان، الملا فضل الله، صاحب الـ44 عاما، الذي لم يمر على زعامته لتلك الحركة الإرهابية سوى 5 أعوام فقط.
مقتل زعيم حركة طالبان في باكستان سيكون له تأثير كبير على قدرات الحركة وخططها وتحركاتها، خاصة أن الملا فضل الله كان مؤثرا للغاية فيما يخص خطط الحركة ورؤاها، وهو متهم من باكستان بشكل مباشر بالتورط في محاولة اغتيال الناشطة الباكستانية ملالا يوسف، أصغر فتاة حاصلة على جائرة نوبل، والمعروفة باهتمامها بالدفاع عن حق الفتيات بالتعليم.
خلال الأيام الماضية، سعت حركة طالبان لفتح حوار مع الحكومة الأفغانية، إلا أن الحركة سرعان ما أفشلت تلك المساعي عبر العمليات الإرهابية التي مارستها ضد القوات الأفغانية.
ونقلت صحيفة "سبق" السعودية عن وزارة الدفاع الأفغانية تأكيدها أن الولايات المتحدة الأمريكية تمكنت من مقتل زعيم طالبان في باكستان الملا فضل الله، موضحة أنه قُتل خلال غارة جوية أمريكية بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية، إذ استُخدمت في هذه الغارة طائرات دون طيار، وأسفرت العملية عن القضاء على 4 قادة آخرين للجماعة إضافة إلى الملا فضل الله.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية بدورها، أن المقدم مارتن أو دونل، ممثل القيادة الأمريكية الأفغانية، أكد تنفيذ ضربة مناهضة للإرهاب في المنطقة الحدودية، كانت تهدف للقضاء على زعيم جماعة إرهابية، دون تقديم أي تفاصيل أخرى حول العملية.
في سياق متصل، تعد قطر إحدي أكثر دول العالم دعما لحركة طالبان بفرعيها في باكستان وأفغانستان، بل إن الدوحة افتتحت مقرا لهذه الحركة داخل أراضيها، رغم مطالب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بوقف الدعم القطري لهذه الحركة الإرهابية، وهي المطالب التي تجاهلها النظام القطري.
وخلف الملا فضل الله، حيكم الله محسود في قيادة حركة طالبان في باكستان، في نوفمبر 2013، واشتهر بقيادته للعمليات الإرهابية لهذه الحركة في إسلام باد، وبمقتله فإن حالة من الارتباك ستشهدها حركة طالبان، خاصة أن هذه الحركة دائما ما تخشى الإعلان عن مقتل قياداتها، وهو ما فعلته قبل ذلك مع زعيمها الملا عمر، الذي ظلت تخفي خبر وفاته لعدة أشهر، حتى يتم اختيار بديل له.
المشكلة في مقتل الملا فضل الله أنه قد يكون سببا في مزيد من التوترات والأعمال الإرهابية داخل باكستان وأفغانستان، وقد يقوض هدنة أعلنتها الحركة مع القوات الأفغانية خلال فترة الاحتفال بعيد الفطر المبارك، ما يعني أنها قد تستهدف تجمعات للمدنيين والمحتفلين بالعيد بشكل يريق مزيدا من دماء المدنيين.