ألوان العيد في بلاد الله.. الريوق والعيادي والدشاديش أبرز مظاهر الاحتفال بالكويت
الجمعة، 15 يونيو 2018 04:24 م
اليوم يوم بهجة لجموع المسلمين في أنحاء العالم، هذا ما يتفق فيه الجميع، أما شكل هذه البهجة فيختلف من بلد لبلد، ومن مجتمع لمجتمع، فإذا كان العيد يوما للفرح والألوان، فإن له ألوانا بعدد بلاد الله.
من الأجواء المميزة في الاحتفال بالعيد، عادات وثقافة المجتمع الكويتي، القديم منها والممتد حتى الآن، إذ يحرص الكويتيون على ممارسة عاداتهم وتقاليدهم والحفاظ على تراث الآباء والأجداد، ولكن هذا لا يمنع أن بعض العادات والتفاصيل اختفت مع الزمن.
قديما كان المجتمع الكويتي يستعد للعيد بصورة مختلفة عما هو عليه الأمر الآن، فكانوا يحتفلون به في البيوت أولا، مع الأهل والأقارب؛ إذ يتجمع الصغار في الفريج (الحي) عقب صلاة العيد، ويحصلون على (العيادي)، أو العيدية في مصر، قبل أن يمروا على بيوت الحي وهم مبتهجون بملابسهم الجديدة، مع تناول الكعك المنزلي.
وكان كبار التجار وكبار العائلات وأصحاب الديوانيات (المكان المخصص لاستقبال الضيوف أو الزوار) كانوا يستعدون للعيد قبله بأيام، بتجهيز الأكلات الكويتية العريقة، التي كانت تسمى (ريوق العيد) أى إفطار العيد؛ حيث يفرشون الديوانية ويصنعون الأكل المكون من الخبز ومرق اللحم والخضار، ويدعون أبناء ورجال الحى لتناول الطعام سويا، وبعضهم كانوا يفرشون أمام المساجد، ويضعون الطعام لمن يحضر ومن يريد مشاركتهم، دون تفرقة بين قريب أو بعيد، أو مواطن ووافد، فالكل على مأدبة واحدة احتفالا بالعيد.
لكن مع تطور الأجيال والزمان، اختلف الوضع فى المجتمع الكويتى حاليا، وإن ظلت بعض العادات، حصنا منيعا أمام أوجه التطور والحداثة؛ حيث يبدأ الكويتيون فى الاستعداد للاحتفال بالعيد فى بداية العشرة الأواخر من شهر رمضان، من خلال البدء فى تفصيل (الدشاديش) للكبار والصغار، وهى الجلباب الذى يعتبر الزى الرسمى للكويتيين، على أن تبدأ عملية الاستلام من محال الخياطة أو الحياكة فى الأيام الثلاثة الأخيرة من الشهر الكريم.
كما اتجهت العديد من القطاعات فى المجتمع الكويتى إلى شراء الكعك الجاهز من المحال الفاخرة، والذى يختلف سعره من محل إلى آخر؛ وذلك بدلا من تصنيعه منزليا، وإن ظل جزءا ليس بالقليل، يصر على اتباع عادات الأجداد وتصنيعه فى المنزل؛ لإدخال بهجة تحضيره فى نفوس الأطفال، والذين حافظوا أيضا بالطبع على عادة (العيادى) أو العيدية التى تعتبر بالنسبة لهم، جزءا لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد.
وحديثا، اتجهت أيضا أسر كويتية كثيرة إلى السفر خارج البلاد للاحتفال بالعيد، بدلا من قضائه وسط الأصدقاء والأقارب، وإن اتجه بعضهم إلى تنظيم رحلات أسرية جماعية للخارج، للاحتفال به فى الوجهات السياحية حول العالم، فالأمر يتوقف على ميزانية كل أسرة.
وفى السياق ذاته، ونتيجة وجود العديد من الجنسيات المتنوعة داخل المجتمع الكويتى، فلابد أيضا من إلقاء الضوء على احتفالاتهم، والتى تتنوع من جنسية إلى أخرى، إلا أن القاسم المشترك بين تلك الجنسيات، هو اتجاه من يستطيع منهم إلى قضاء عطلة العيد برفقة الأهل فى بلادهم؛ حيث يحرص العديد منهم على السفر إلى موطنه لقضاء أجازة العيد، والعودة مرة أخرى إلى دوامه أو عمله بعد انتهاء العطلة، خاصة المصريين منهم.
أما من تمنعه ظروفه عن السفر، أو يكون موطنه فى حالة غير مستقرة، فيجدون فى شاطىء الخليج العربى، والمراكز التجارية (المولات)، والحدائق والمتنزهات العامة، ملاذا لهم للاستمتاع بعطلة العيد، وتناول الأطعمة والحلويات برفقة أصدقائهم.
ورغم اختلاف العادات والتقاليد ومظاهر الاحتفال بالعيد، إلا أن فرحة الصائم بالإفطار، وأمله فى أن يتقبل الله عز وجل صيامه، وركوعه، وسجوده، وقيامه فى نشر الخير، تبقى القاسم المشترك بين جميع أبناء الأمة الاسلامية على أرض المعمورة.