واحنا بنحتفل بالنهائي في آخر يوم رمضان.. حكايات الدورات الرمضانية خلال 40 سنة
الخميس، 14 يونيو 2018 11:00 صكتب محمد أبو النور
رغم أن تاريخ الدورات الرياضية الرمضانية في كرة القدم بمصر، قد بدأ في منتصف السبعينيات، إلاّ أنه منذ بدايته في القرى والمدن كان قاصرا على شباب ينتهزون الفرصة لممارسة الرياضة المحببة لهم وحسب، بعد أن يكون قد استعد لذلك بتناول طعام إفطاره وارتوى بالماء وأدى صلاة العشاء والتراويح في ليالي أيام شهر رمضان المبارك.
لجوء الشباب والمراهقين للعب الكرة ليلاً كان لخشيتهم أن يؤدى اللعب في نهار رمضان إلى تعرضهم للإرهاق والتعب نتيجة للعطش والجوع خلال، ليس هذا فقط، بل كان هناك من يلعب كرة القدم بعد صلاة الفجر، وخاصة في الفترة من قبل طلوع الشمس بقليل وحتى ساعة أو ساعة ونصف من بعد الشروق.
حكاية عبد المنعم عمارة
ظلت الدورات الرياضية الرمضانية بدون عنوان أو اهتمام إعلامي ورسمي، حتى جاء الدكتور عبد المنعم عمارة، رئيسا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، في الفترة من (1990)، وحتى (1998)، وفي نفس الوقت تقريبًا رئيساً للمجلس الأعلى للشباب والرياضة لقارة أفريقيا منذ عام (1993) وحتى عام (1998)، وقبلها بسنوات طوال كان محافظاً للإسماعيلية في الفترة من عام (1978) وحتى (1990).
وقد مهّد الطريق لـ«عمارة»، أنّ الرئيس الأسبق محمد أنور السادات كان يحبه ويشجعه، نتيجة لنشاطه وثقافته وتفكيره الإبداعي، وقد استمر هذا الحب والقرب والتواصل مع الرئيس مبارك أيضا، فكان «عمارة»، أصغر المحافظين سنا في تلك الفترة، إضافة إلى خبرته الرياضية كلاعب سابق للكرة الطائرة بالمنتخب الوطني في الستينيات.
جماعة حورس
بظهور «عمارة» وانتشاره وتوغله، وجدت الدورات الرياضية الرمضانية الأب الشرعي والراعي الرسمي لها، غير أن ذلك تم بنسبة (60%)، إلى (80%) فقط، خاصة وأن «عمارة» في هذا الوقت، قد أطلق مولوداً- ثبت بعد ذلك أنه كان مبتسراً- أحدث جلبة في الحياة السياسية والشبابية في الجامعات المصرية، وهى جماعة حورس التي أرضعها وربت على ظهرها، وفتح لها جميع أبواب الدعم وأغدق عليها، وعلى كل من تجاوز باب عتبتها بالأموال والمناصب والشهرة والإعلام، أملاً في أن تكسر شوكة وسيطرة وانتشار شباب التيار الإسلامي والناصريين واليسار المصري داخل الجامعات.
وقد شارك شباب وأبناء جماعة حورس بقوة، فى جميع الأنشطة السياسية والرياضية والفنية، داخل الجامعات المصرية وخارجها، برعاية ودعم غير محدود من الحكومة وقتها، ومنها المشاركة فى الدورات الرياضية على مستوى واسع.
نجلي مبارك في الملاعب
في إحدى الفترات ظهر شغف نجلي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بكرة القدم كسائر المصريين، حيث ظهر نجلي الرئيس الأسبق- على استحياء- في أكثر من دورة رمضانية، بصحبة عدد من الأصدقاء والمقربين لهم.
وفي الغالب كان هؤلاء الأصدقاء لاعبي كرة قدم سابقين أو حاليين أو فنانين، وهو ما جذب أنظار الإعلام إلى بطولات الدورات الرمضانية، نظرا إلى أنها تجذب كافة المواطنين.
الدورات حلال أم حرام؟؟
لم ينشغل الشباب والمراهقين ولا حتى كبار السن، الذين يشاركون في هذه الدورات الرياضية الرمضانية، بقضية الحلال والحرام أو أنها وسيلة ترفيهية مباحة، بل شارك هؤلاء جميعاً فيها وبأعداد كبيرة، كما شارك فيها العنصر النسائي وفي دورات خاصة بهم أيضا، حتى أصبحت الدورات تقام سنويا بشكل رسمي بين أندية وشركات ومؤسسات، وخُصصت لها جوائز وتكريمات وتتابع أخبارها وربما تذيعها الفضائيات، وباتت من معالم الشهر الكريم مثل الفانوس والكنافة والقطايف.